
سعى الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني منذ وصول إلى السلطة جاهدا لتجسيد الدور الدبلوماسي لموريتانيا وجعلها منطلقا للمصالح العليا للبلد دون أن تتأثر العلاقات البينة مع الأشقاء والأصدقاء، علاوة على ما بذله في سبيل النهوض بموريتانيا سياسيا واقتصاديا وثقافيا واجتماعيا..
تجسدت إرادة الرئيس في معالجة جميع الاختلالات الإدارية والبنيوية والسياسية ما يمكن من وضع أساس منسجم في وجه الأزمات والنزاعات داخل القارة والإقليم رغم الاضطرابات الأمنية والسياسية التي استمرت لعقود.
لقد أعطى فخامة الرئيس زخما كبيرا للتمثيل الدبلوماسي وهو ما لم تشهده البلاد منذ إعلان الدولة، واصبحت موريتانيا تشارك في مختلف المحافل الدولية وعلى أعلى مستوي ما جعل البلاد في ظرف وجيز، وجهة للمستثمرين وهيئات التمويل في مقدمتها البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، والدول والحكومات التي وجدت في شخص الرئيس، الرجل متعدد الثقافات المنفتح على التعاون المثمر الذي يطبعه الاحترام و الثقة المتبادلة..
كانت الرئاسة الدورية للإتحاد الافريقي، تكريما لجهود رجل معتدل يحمل فكر تنموي متعدد الأبعاد يدرك قيمة موقف الحياد من القطبين المتنافسين على قيادة العالم والحرص على تحالفاته الاستراتيجية وهو ما أنطبق على علاقاته بدول الاتحاد المغاربي حيث كان من يحدد ويوجه هذه العلاقات حسب المصلحة العليا لموريتانيا رغم محاولات الأطراف في التأثير عليه .
السياسة الخارجية لموريتانيا في الشرق الأوسط، تعززت بقوة موقفها من القضية العربية الأولى والوقوف إلى جانب الأشقاء الفلسطين تحت كل الظروف، كما تعززت مع مراكز القرار في دول الخليج العربي وباتت نموذجاً في الاستقامة والاعتدال وهو ما عزز تفوق موريتانيا عربيا وإفريقيا في مجال الديمقراطية وحقوق الانسان وحرية التعبير والعدالة والمساواة.
لقد أظهر الرئيس غزواني قدرته الدبلوماسية إبان الانزلاق الأمني والاضطرابات التي شهدتها منطقة "الساحل" ونال بجدارة وتميز ثقة الشركاء الغربيين من خلال مواقفه وتهدئته للوضع حيث اصبح الشريك المفضل وبدون منازع لدى الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي في منطقة الساحل .
إن المقاربة الأمنية الموريتانية من أجل مكافحة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود، باتت اليوم ضمن الدراسات الدولية المعتمدة في مجال مكافحة الإرهاب وهي تعكس ما وصلت إليه القوات المسلحة وقوات أمننا من تطور وجاهزية بأحدث المعدات العسكرية في كافة المجالات البرية والجوية والبحرية وكذلك التكوين والتدريب والتنظيم وقد كانت مشاركاتها في قوات حفظ السلام التابعة لمنظمة الامم المتحدة خير دليل على ذلك من خلال إشادتهم وشهادتهم بذلك، هاذ وقد تمكن من خلال التعاون مع الاتحاد الأوروبي في مجال الهجرة غير الشرعية من التوصل إلى اتفاقيات تضمن المصالح الاقتصادية والأمنية لموريتانيا علي اساس مبدأ رابح رابح .
لقد كان هذا العمل رائعا لما له من أهمية قبل الشروع في تنفيذ مشاريع عملاقة سيكون لها ما بعدها، مثل تصدير الغاز وإنجاز مشروع الهيدروجين الأخضر، وما سيترتب عليها من تطور اقتصادي وسياسي واجتماعي يحتاج فقط، إلى تغيير بعض العقليات من أجل مواكبة التطورات التي يقبل عليها البلد .
محمد ولد كربالي
عضو المجلس الوطني لحزب الأنصاف