
على الجميع اليوم ، أن يفهم أن موريتانيا لم تعد تتحمل مزيدا من الفساد ..
أن موريتانيا لا بد أن تخرج اليوم ، اليوم ، اليوم ، من هذا المأزق الأطرش ، الأبكم ..
أن ولاء من يحتلون الوظائف السامية (دون سمو في أنفسهم) ، لا يمكن أن يظل للرؤساء لا للوطن ..
# "دون سمو في أنفسهم" ، لا يمكن أن تُغضبَ من قال يوما إن اللص عزيز "أطعم من جوع و أمن من خوف" (تعالى الله جل جلاله علوا كبيرا) ..
# "دون سمو في أنفسهم" ، لا يمكن أن يَخرُجَ من ورطتها ، من قال ذات يوم ، إن اللص عزيز "أهم من الماء و الكهرباء" (ألجمه الله على ما فيها من إثم) ..
# "دون سمو في أنفسهم" ، لا يمكن أن ينكرها ، من تسلق أعلى المراتب بمجرد مُناغاة "ماما تكبر" (ناغته في شؤمها أم قشعم)
أدعو الرئيس غزواني أن يقف اليوم بجد ، بكل تفهم و تعقل و تأمل ، أمام هذه الحقيقة ، المُهدِّدة لاستقرار الوطن .. للحمة الوطن .. لثقة الشعب في النظام .. لخيرات البلد المهدورة .. لكرامة الوطن المداسة .. لمفهوم الدولة المشوه .. لسيرورة الحياة المعطلة(…)
لن تخرج موريتانيا من سوقية عشرية الشؤم على أيادي طراطير مهرجيها (…)
أما الحديث عن أي كفاءات لدى المنافقين في غير التزلف ، فهو أكبر إساءة إلى الكفاءات الوطنية الشريفة ، المحترمة .
لن يَبْني وطنا حرا ، كريما ، يعتز أبناؤه بالانتماء إليه و يستعدون للتضحية من أجله ، من يُحكِّمُ متزلفيه في نخبه !!
المنافقون هم سبب عقدة هذا البلد ..
المنافقون هم سبب نقمة هذا الشعب ..
المنافقون هم سبب صدمة هذه النخبة..
من يُنسيِ هذا الشعب عار "مسيرة المليون منافق " ..
من يحمي هذا الوطن من تكرار فضيحة توائم شيطان تحگجة .. من فضيحة سخافة قصيدة مهرج النعمة (الهندية) .. من فضيحة نثرية رئيس مجلس إدارة الإذاعة ، الأكذب من كل شعره (...)
ـ كان دينا على الرئيس غزواني أن يُخرجنا من هذا البازار المخجل ..
ـ كان دينا على الرئيس غزواني أن يبني لنا ، بعيدا عن هذه الغوغاء ، جناح VIP (على الأقل) ..
ـ كان دينا على الرئيس غزواني أن يُخرجنا من هوليگانص عزيز و رگ بيرام و ملعب قوافي أطر الترارزة ..
ـ كان دينا على الرئيس غزواني أن يُثبِتَ لنا أننا نستحق عليه مكانة أفضل .. أننا نستحق عليه معاملة أرحم ..
كان دينا على الرئيس غزواني أن يفهم أننا رغم السكوت .. رغم التفهم .. رغم التعتم ، ما زلنا نتألم !!
من ينظر إلى أملاك المسؤولين و تطاولهم باحتقار في الرفاه .. من يستمع إلى كلامهم المعسول ، عن الإصلاح و الرشاد و الأخلاق ، يفهم حتما أننا نعيش حالة استغباء تدعو حقا إلى الشفقة !!
ـ هل صادف أي منكم يوما ، من يعترف بأي مسؤولية عن فساد قطاعه !؟
ـ هل صادف أي منكم يوما ، من لا يدعي أن ما أَنجز َمن إصلاحات في قطاعه ، هو ما أنقذه من الإفلاس !؟
ـ هل صادف أي منكم يوما من يعترف باحتقار الإدارة للمواطن و انتشار الرشوة و الزبونية في قطاعه!؟
ـ هل صادف أي منكم يوما ، موظفا يتألم لما يحدث في هذا الوطن المُدمَّر !؟
ـ هل صادف أي منكم يوما ، من يعترف بأي قدر من المسؤولية عن فشل قطاعه !؟
ـ هل يعرف أي منكم قرية في أساطير التاريخ ، عاث فيها عفاريت الجن فسادا مثلما عاث الموظفون فسادا في هذا البلد !؟
قسما ، وعدا على الله ، إكراما لشعب و بلد أهداكم كل شيء و ضننتم عليه بغير العقوق ، لن تمُرَّ جرائمكم دون عقوبة : من النطيحة "سمار" إلى ما أكل السبع من "صوملك" (الميتة سريريا) ، مرورا بالمتردية "الخطوط الجوية الموريتانية" و الموقوذة مفوضية مكافحة الفقر و المنخنقة "سونمكس" و ما أهل لغير الله به من "إينير" إلى مشروع السكر إلى مشروع تركيب الطائرات الصغيرة ، إلى المسجد الكبير (…) .
و يخطئ من يعتقد أننا نستطيع أن ننسى ما حدث للمرحومة "اسمار" ..
يخطئ من يعتقد أننا يمكن أن ننسى أن مرور ما حدث لـ"اسمار" من دون عقوبة ، هو سبب كل ما نعيشه اليوم من ويلات الفساد ..
يخطئ من يحللون و يفسرون و يقدمون الدروس ، مدعين أننا شعب بلا ذاكرة و لا حراس و لا إحساس ..
نعم ، أذكياء أنتم جدا في تبرير الفشل ..
نعم ، أذكياء أنتم جدا في تبسيط أسباب الفشل ..
نعم ، أذكياء أنتم جدا في ترويضنا على العيش على الأمل ..
نعم ، أذكياء أنتم جدا ، حين لا يبقى سوى أن ترحلوا ، أن تجعلونا نحن من نرحل ..
# نعم ، أنتم أبناء الوطن الشرفاء !!
# نعم ، أنتم أبناء الوطن الأوفياء !!
# نعم ، أنتم أبناء الوطن الأمناء !!
# نعم ، أنتم عباقرة الوطن الأكفاء!!
# نعم ، لولا تضحياتكم المشهودة من أجل الوطن ، لكنا اليوم ، نعسكر خلف أسوار الشقاء !!
لكن ،
ضد من نسجل جرائم هذا الفساد !؟
إلى من نشتكي تحامل هذا الفساد المتحدي للجميع !؟
إلى متى ننتظر قدوم من يمحي هذا العار !؟
لمصلحة من هذا الدمار !؟
لقد ذبحتم بأقل قدر من شفقة ، هذا الشعب الطيب ، من الوريد إلى الوريد ..
فأي بشر أنتم ، حين لا تشعرون بالخزي و العار و أنتم تدمرون وطنكم طوبة طوبة !؟
أي بشر أنتم ، حين تُجوِّعون شعبكم قرية قرية !؟
أي بشر أنتم ، حين تملؤون بطونكم نارا بين الجوعى و المرضى و المحرومين !؟
أي بشر أنتم حين تتظاهرون بهذا القدر من السعادة و الصفاقة أمام شعب يتضور جوعا و تيها و ألم !؟
تغتاتون على مآسي الجوعى في طوابير أحياء الانتظار .. في طوابير الانتظار أمام كل إدارة .. في طوابير الإذلال أمام المستشفيات .. في طوابير الجوعى أمام بيوت المحسنين .. في طوابير الاحتقار ، بأعلى درجات الإذلا و الإهانة الإنسانية ، أمام طواقم تآزر مبلدة الإحساس !!؟
من نسائل اليوم عن كذبة الإصلاح !؟
من نسائل اليوم عن كذبة مكافحة الفساد !؟
من نسائل اليوم عن خيانتكم .. عن معنى أمانتكم .. عن مستوى نذالتكم !؟
لقد أذنبتم جميعا في حق هذا الشعب المُعسكِر في شمس الشقاء ، منذ ابْتُليَّ بتوليكم شأنه ..
أذنبتم جميعا في حق الأرامل .. في حق اليتامى .. في حق الأيامى ..
ـ أذنبتم جميعا في حق الشيوخ .. أذنبتم في حق النساء .. أذنبتم في حق الأطفال ..
ـ أذنبتم جميعا في حق المهمشين في حق المنسيين .. في حق المُهمَلين ..
أذنبتم جميعا في حق المرضى .. في حق الجوعى..
لكن أكبر ذنب ترتكبونه جميعا ، دون وازع من ضمير و لا مسؤولية ، يظل بكل تأكيد ، عدم شعوركم جميعا بارتكاب أي ذنب !!