الإشراف المباشر من فخامة رئيس الجمهورية ضمان لنجاح الحوار الوطني

اثنين, 03/10/2025 - 19:59

عرفت بلادنا العديد من الحوارات السياسية لعلّ من أهمها حوار 2011 الذي جاء في ظرفية زمنية خاصة و تميز بكونه حوار شامل ناقش معظم الأمور الاقتصادية و الاجتماعية والسياسية للبلد
لقد عيّن النظام الحاكم آنذاك ممثلا له و عهد إليه بتنسيق أغلبيته كما عين طرف المعارض المحاور ممثلا عنه، و قبل جلسات الحوار الفعلية حول خارطة الطريق التي أعدت سلفا بالتشاور مع الجميع وهو ما أبان عن تقارب مسبق في وجهات النظر في مخرجات هذا الحوار مما عزز من فرصة نجاحه فيما بعد مثل إلغاء الترشح المستقل و تعزيز الأحزاب السياسية في المشهد السياسي و إنشاء اللجنة المستقلة للانتخابات و دورها و تعزيز النّسبية من أجل مشاركة أكبر للطيف السياسي واستحداث لائحة خاصة بالنساء..
كان دور المنسّقين يتمثل أساسا في القدرة على احترام ما اتفق عليه و كتابته بأسلوب غير قابل للتأويل لأنهم يدركون أن نص الاتفاف سيكون فيما بعد مرجعية للقوانين و المراسيم التي ستصدر تطبيقا لروح الاتفاق.
في هذا الإطار تميّز الطرف المعارض حينها، بالمرونة و العقلانية لأنه يدرك أن الطرف الآخر هو الحاكم وبيده الكلمة الأخيرة لإمتلاكه لأغلبية مريحة في البرلمان مما أدى إلى التحلي بقدر كبير من الكياسة و اللباقة كوسيلة للتعاطي مع الطرف الآخر وهو الدور الذي لعبه الرئيس بيحل ول هميد عن المعارضة المحاورة ببراعة وبمباركة من الوزير الأول وقتها مولاي ولد محمد لقظف الذي لعب دورا متميزا في حلحلة بعض الأمور التي كادت تعصف بالحوار.
كانت الجلسات الحوارية ترتكز على فريق مرن من كلا الطرفين، تدرك أهمية و صعوبة المهمة الموكلة إليها و حرصها التام على المساهمة في إيجاد اتفاق كلما دعت الضرورة إلى ذلك مع انضباط تام هو سر و مفتاح النجاح في كل القضايا لا سيما السياسية منها عكس ما يظنه البعض.
استئناسا بما تقدم فان الخطوات التي أشرف رئيس الجمهورية السيد محمد ول الشيخ الغزواني بنفسه عليها قبل أيام، لقاءات جماعية و فردية تعد أكبر عمل سياسي وأكبر ضامن لنجاح الحوار المرتقب أو التشاور على الأصح، و لاشك أن المنسق أو نقطة الاتصال الذي عهد إليه هذا العمل يتميّز بقدر كبير من المرونة و الحضور المنهجي الذي سيساعد الجميع.
لكن نقاط الضعف التي لا غنى عن استدراكها في هذا الصدد هي بالأساس آلية متابعة و تنفيذ "المخرجات" التي تعكس في النهاية صدق و مصداقية رئيس الجمهورية الذي دعا إلى حوار وطني دون وجود ضغوط.
وإذا كانت المؤسسات التنفيذية و التشريعية و القضائية تعمل بانتظام فلن يبقى أمامنا سوى تصور "استفتاء شعبي" حول مسائل جوهرية تعزز من ديمقراطيتنا و لحمتنا الاجتماعية، و هنا نختبر قدرة طبقتنا السياسية الحاكمة و المعارضة على رسم تصوّر مستقبل بلدنا اقتصاديا و اجتماعيا و سياسيا بعيدا عن الحسابات الضيقة و الشعارات الشعبوية التي أصبحت اليوم على لسان كل متحدث و نكون قد تعلمنا و أخذنا العبر من النجاحات و الفشل في المحاولات السابقة.
و كلنا أمل بوجود الرئيس مسعود ولد بلخير و الرئيس عبد السلام ولد حرمة مستخضرين تجربتهم السابقة و حرصهم على نجاحها.
نتمني لطبقتنا الحالية أن توفق في لم شمل الجميع في جو تسوده العدالة و الديمقراطية الإيجابية وحرصها على المحافظة على هوية شعبنا الأبي.
هنيئا لرئيس الجمهورية على احترامه للمواطنيه بإعلانه شخصيا عن هذا الحوار أو التشاور في شهر تتنزل فيه الرحمة و يدرك فيه الجميع معنى القيّم الحميدة من عدالة و مساواة.

والله ولي التوفيق
إدوم عبدي أجيد/ عضو المجلس الوطني لحزب الإنصاف.

(الصورة المرفقة من أحد المؤتمرات الصحفية خلال حوار 2011 وكنت وقتها ناطقا باسم المعارضة المحاورة)