توضيح للراي العام حول قضية السيدة فاطمة بنت زين الاسم وقصة التحايل على الأيتام

ثلاثاء, 03/18/2025 - 19:15

الحقيقة / نواكشوط / قصة متداولة شغلت حيزا كبيرا من شبكات التواصل الاجتماعي (فيس بوك ـ التيك توك ـ اليوتيوب) صاحبت القصة صورة السيدة المسماة فاطمه بنت زين الاسم وهي تستعطف الرأي العام والمنظمات الحقوقية وحتى القضاء الذي أدانها مؤخرا بتهمة التحايل وكان الجميع يكتب على هذه الصورة "سيدة تشكو من زوجها في أمريكا" وكأن هذا هو الموضوع الرئيس في القصة والواقع أن القضية أكبر من نزاع بين امرأة وزوجها السابق فالسؤال الجوهري الذي ينبغي أن يطرح : لماذا تكون أموال الأيتام ورقة ابتزاز تستغل بين زوجين متنازعين؟.
كنت قد أحجمت مرات عن التعليق على هذه القضية رغم أنني المعني الأول بها، فأنا عم الأطفال الأيتام ضحايا أكبرعملية تحايل عقاري في العام 2024 ، وكان من أسباب إحجامي عن التعليق أنني لا أحبذ الحديث في المنابر الصحفية عن المسائل العائلية الشخصية، وثانيا أفضل الحلول الودية إن وجدت وإلا فاللجوء إلى القضاء، وثالثا انعدام مصداقية الشبكات الاجتماعية لكثرة قاطنيها من الغوغائيين والتافهين المؤثرين سلبا على الرأي العام.
أما وقد تحولت القضية إلى قضية رأي عام تستغلها منظمات معيلات الأسر وبعض الحقوقيين فإنني أسرد القصة هنا للذين لم يطلعوا على تفاصيلها.
بدأت القضية شهر مايو 2024 عندما قامت السيدة فاطمة بنت زين الاسم ببيع منزل مشيد في عرفات (منطقة كرفور) عند موثق عرفي بتاريخ 22/05/2024 لعائلة أهل محمد ولد بابتاح بمبلغ 16 مليون أوقية قديمة. وهي تحمل بيعة موثقة من سيدة تدعى لاله محمد لا يفصل بين البيعتين سوى أسبوع واحد حيث أن تاريخ البيعة الأولى من السيدة لاله إلى السيدة فاطمة بتاريخ 16/05/2024 وهو ما كان ينبغي على العائلة الضحية أن تدقق فيه.
كان من المفروض أن تدخل أسرة أهل محمد بابتاح مباشرة إلى المنزل لكن السيدة فاطمه طلبت منهم أن يؤجلوا استغلال منزلهم الجديد بحجة أنها تقوم ببعض الترتيبات، وستخرج عن المنزل بعد أسابيع فقبلوا ذلك بنية طيبة، لتثبت الأيام بعد ذلك أن السيدة تبيت النية لخطة كيدية وتريد استغلال هذه الأسرة الضعيفة لتصفية حساباتها مع زوجها السابق.
بعد علم زوج فاطمه السابق السيد مماني بالقضية اتصل بالعائلة الضحية قائلا: إن المنزل منزله ويملك وثائقه ويموت دونه، فقامت الأسرة بالاتصال مباشرة بالسيدة التي فندت أقوال زوجها السابق مماني وقامت بإرسال مفتاح المنزل مع خدمة التوصيل وقالت إنها مضطرة للسفر إلى المغرب لإجراء فحوصات والواقع أنها تخطط للهروب والتسلل إلى أمريكا، فأغلقت الهاتف ولم تعد تستقبل الأسرة الضحية.
علمت عائلة مماني ولد ميني بالبيعة ودخلت المنزل ، اضطرت الأسرة الضحية أن تلجأ إلى مفوضية الشرطة في عرفات رقم 2 التي طالبت من أسرة مماني بإحضار وثائق تثبت ملكيتهم فكان السيد مماني ولد ميني يحتفظ ببيعة من السيدة لاله بنت محمد لنفس المنزل يعود تاريخها إلى سنة 2017 وهو ما يبطل هذه البيعة الأخيرة حسب الشرطة.
ظلت القضية في المحاكم أشهرا أطرافها النزاع فيها هم : عائلة أهل محمد بابتاح، وشقيقة فاطمه بنت زين الاسم السيدة خطاطه بنت زين الاسم المتهمة بالتواطؤ مع شقيقتها في عملية التحايل، والسيدة لاله محمد المتهمة بالتواطؤ من خلالها بيعها مرتين للمنزل.
كانت توازي عمليات التقاضي محاولات لحلول ودية بين أسرة أهل محمد بابتاح وأسرة مماني ولد ميني من جهة، ومن جهة أخرى بين عائلة أهل محمد بابتاح و عائلة أهل زين الاسم التي لم تقبل التدخل في هذه القضية إطلاقا بحجة أنه نزاع عائلي، فشلت كل المحاولات والوساطات وكان الحل الوحيد هو مواصلة التقاضي.
أخيرا ظهرت السيدة فاطمه بنت زين الاسم على فيديوهات متداولة تستعطف الرأي العام وهي تتحدث من أمريكا عن قضيتها بالتفصيل مع زوجها السابق دون أن تتطرق إلى صلب الموضوع وهو عملية التحايل التي كانت بطلتها كما تعلم بكل التفاصيل، وكانت بعض المنظمات والمواقع تتعاطف معها، وتحاول التأثير على القضاء الذي حكم ابتدائيا بعد يومين من الفيديوهات والصوتيات المتداولة بالحكم التالي:
ـ الحكم بالسجن سنة، ستة أشهر منها نافذة على السيدة فاطمه بنت زين الاسم وتعويض 16 مليون أوقية قديمة لأسرة أهل محمد بابتاح.
ـ بطلان بيعة السيدة فاطمه زين الاسم لأسرة محمد بابتاح.
ـ الحكم بالسجن سنة، ثلاثة أشهر نافذة على السيدة خطاطه بنت زين الاسم (شقيقة فاطمه).
ـ الحكم بالسجن سنة ثلاثة أشهر نافذة على السيدة لاله محمـد (المالكة الأصلية والبائعة للمنزل مرتين).

الآن وبعد أن نطقت المحكمة بكلمتها أوجه دعوة إلى السيدة الفارة من قبضة العدالة أن تتقي الله في الأيتام وأن تعيد إليهم 16 مليون أوقية التي تعرف أنها غصب، وتعتذر لهم أمام الرأي العام قبل أن تلاحقها العدالة الإلهية التي لا يمكن الفرار منها، راجيا لها أن ترمم علاقتها المتوترة مع والد أبنائها بعيدا عن استغلال عائلة لا علاقة لها بالموضوع لا من قريب ولا من بعيد. وفي المقابل أطلب من أم العائلة الضحية بعد تسديد هذا المبلغ أن تسامحها في شهر الصفح والتسامح، ويطوى هذا الملف الذي أتعب عائلة ضعيفة عشرة أشهر متتالية ثم شغل بعد ذلك الرأي العام عدة أيام.

الصحفي المختار بابتاح