الشيخ سيد محمد الطالب ألمين يكتب/ دولة المواطنة

جمعة, 03/28/2025 - 17:13

شكل السعي لبناء دولة المواطنة تحديا متواصلا لمختلف السلطات التي حكمت هذه البلاد منذو الاستقلال وإلى اليوم ، فقد اصطدم هذا الاستحقاق الوطني بمنظومة قبلية وجهوية وعرقية ظلت ترى في بناء الدولة العصرية وقيام دولة المواطنة منصة لتقويض مصالحها وهدم أركان سيادتها ولذلك تستنفر هذه البنيات المختلفة ما تمتلك من أدوات التأثير كلما لا حت في الأفق بوادر التحرر من سطوتها، سواء كان ذلك عبر مبادرات سياسية أو من خلال تعيينات أوتكليفات تتجاوز المسموح به في نظرها، هذا الوضع زاد من استحاله تكدس أموال الدولة عند الأقلية من المواطنين وانتشار التهميش والغبن بين الأغلية الساحقة، ورغم أن الدولة قد نجحت إلى حد كبير في الوصول إلى شرائح واسعة من المواطنين كانت إلى وقت قريب خارج دائرة المستفيدين من ريع الدولة كما حصل عبر مشاريع تآزر وغيرها من برامج الدولة في الصحة والتعليم والبنى التحتية الطرقية والنفاذ إلى الماء والكهرباء إلا أن هذه الجهود على أهميتها لازالت تصطدم بسعي دؤوب من طرف الأقلية التي ظلت تحتكر مزايا الدولة لصالحها عبر آليات جديدة كتوريث المزايا والمناصب ،ويبقى الأمل معقودا ومشروعا بأن تتغلب الإرادة الصادقة لفخامة رئيس الجمهورية ببناء دولة عصرية تخدم جميع مواطنيها وتقدم أصحاب الكفاءات على أصحاب الولاءات في التعيينات و المسؤوليات .