
الحقيقة/أنواكشوط: الحملة الإعلامية الشرسة ضد معالى الوزير الأول المختار ولد أجاي تجاوزت حدود النقد إلى الإستهداف المباشر والتشهير المستمر، ومحاولة الإرباك السياسي مع سبق الإصرار والترصد.
والغريب أنها فى الغالب الأعم من جهات فاعلة فى الأغلبية الرئاسية ، ومن بعض الدوائر التي يمكن الجزم بأن حدود التماس بينها وبين بعض مراكز التأثير أكثر من واضحة.
عموما ليس بالإساءة والتشهير يمكن إجبار الوزير الأول المختار ولد أجاي على الخضوع لبعض رموز المافيا العابرة لكل الأنظمة، أو فرضه على التعايش مع التفريط الجلي فى مصالح البلاد والعباد، أو التساهل مع كبار المقاولين الذين أدمنوا شفط الميزانيات عبر صفقات التراضي، مع التأخير في التسليم والسرعة في التسلم، وسوء المعايير فى المنجز، وغياب الشفافية في التعامل مع صانع القرار.
أما قصص ألف ليلة وليلة و"تسريب" فحوى جلسات الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني ووزيره الأول المختار ولد أجاي فهي أضحوكة ماعادت مقنعة للأطفال . والإساءة للأخير علي لسان الأول تتنافى مع المعلوم من دماثة أخلاق الرئيس وحسن تعاطيه مع معاونيه، وغير واردة في حق رجل جمع بين الشغف بالعمل الذي كلف به، والإخلاص لصاحب الفضل في اختياره من بين كل النخب المحيطة بالرئيس فى بداية مرحلة فاصلة فى تاريخ البلد لقيادة العمل الحكومى وتدبير الشأن العام ، مع بداية مأمورية يراد لها أن تكون رافعة للعمل التنموي بموريتانيا.
الوزير الأول المختار ولد أجاي محل ثقة الرئيس ، وعنوان مرحلة مهمة من التدبير الحكومي، ومستمر فى مهامه دون إنشغال بتصفية الحسابات السياسية أو مواجهة من جعلوا من أنفسهم خصوما للإصلاح والقسط، وطموحه حدده تحت قبة البرلمان - إنجاز ماكلف به والتضحية من أجل الوفاء بما ألتزم به- وهو غير معني بأجندة البعض التي باتت عقارب الساعة فيها تدور بشكل متسارع ، والحديث الشاغل لأصحابها هو من يخلف الرئيس فى قيادة البلاد بشكل غير أخلاقي!؟ ومن سيدير البلاد بعد 2029 ؟ ، مع وجود رئيس منتخب كامل الصلاحيات وصاحب شعبية لاغبار عليها ، ولديه القدرة علي تحديد ملامح المستقبل الذي نحتاجه ، وتوجيه الرؤي لما يجب أن يكون عليه حال البلاد بعد إكتمال مأموريته الحالية، والخيارات السياسية تظل أمامه مفتوحة ؛ حاكما للبلاد أو متحكما فى خيارات النخب، أو حكما بين الأطراف السياسية ، دون ضغط أو إحراج ، أو وجل من أي قرار يضمن أمن البلاد ومصالح العباد.
من صفحة الكاتب الصحفي سيد أحمد ولد باب