د. محمد عالي الهاشمي يكتب /؟الهويّة والقيم في موريتانيا

سبت, 04/05/2025 - 21:20

من يتناولون الحديث عن الهوية والقيم في موريتانيا، عليهم أن يتأملوا جيداً في مصدر هذه الهوية الفريدة، فهي ليست مجرد ظواهر ثقافية أو تقاليد قديمة، بل هي في عمقها مستمدة من الدين الإسلامي الذي يشكّل قاعدة ثابتة تضم جميع الإثنيات والمكونات الاجتماعية للمجتمع الموريتاني. ومن هنا، فإن الهوية الموريتانية، ما دام الدين قائمًا، ستظل ثابتة، حية، راسخة، بعيدة عن أي محاولات للزوال أو التشكيك.

هذه الهوية، التي نسجها الإسلام على مر القرون، باتت متماسكة وصلبة أمام جميع التحديات. إنها هوية محصّنة، متنوعة في تنوع مجتمعاتها، ورغم هذا التنوع، تبقى متحدة في إطار ديني متين. وعندما نتحدث عن هذه الهوية في أبعادها الاجتماعية والسياسية والثقافية، نجد أن جميع علماء الأنثروبولوجيا يعتبرونها واحدة من أكثر الهويات تميزًا وخصوصية.

في كتابي القادم، الذي سيرى النور قريبًا، تناولت هذا الموضوع بتفصيل دقيق، وطرحت حلولًا استراتيجية لتحصين هذه الهوية أمام تحديات العولمة وتأثيرات مواقع التواصل الاجتماعي. فكّكت المشاكل الاجتماعية والسياسية التي تؤثر على قوتنا الوطنية وأعطيت حلولًا قابلة للتنفيذ على المدى القريب (2030)، وعلى المدى المتوسط (2040)، وكذلك على المدى البعيد (2050).

هذه الحلول ليست معقدة أو مكلفة، بل هي بسيطة جدًا، مستوحاة من تاريخ الشعوب التي استطاعت أن تحافظ على هويتها وقيمها عبر العصور. إذا تم تطبيق هذه الحلول بجدية، فسوف نجد أن الوحدة الوطنية في موريتانيا ستكون أكثر قوة وصلابة، وسنحقق التناغم الاجتماعي والسياسي الذي يعزز من استقرارنا وتقدمنا في المستقبل.

الحمد لله، الهوية الموريتانية ليست مجرد كلمات ترددها الألسن، بل هي حقيقة تعيش في قلوبنا وعقولنا، وتستمد قوتها من ديننا وعراقتنا.