
ليس كل سياسي مُصلحًا، فبعضهم ذئابٌ بثياب الحملان، يتقنون فنَّ تسميم العقول وتفكيك الأوطان، لا لشيء سوى بناء أمجادهم الشخصية على أنقاض وعي الشعوب!
قال الفيلسوف تشومسكي: “أسهل طريقة للسيطرة على الناس هي عبر خلق أزمة، ثم تقديم الحل.”
وهذا بالضبط ما يفعله السياسي الخبيث: يفتعل الفتن، ينفخ في نار الظلم، ثم يتصدر المشهد كمنقذ، بعد أن لقّن الجهلة خطابًا مسمومًا، ربطه بمصيرهم فصاروا له درعًا وسيفًا!
هؤلاء لا يتورعون عن تقسيم الشعب إلى فئات، تأليب جهة على أخرى، ونفخ الأنا الجماعية في قوالب عرقية أو جهوية، ليبقى هو المتحكم الوحيد في مفاصل اللعبة.
قال ميكافيلي: “الغاية تبرر الوسيلة”، لكنهم فهموها كأنها ترخيص بالخيانة والفتك بوحدة الوطن.
السياسة ليست عدوًّا، بل لعبة نبيلة بيد الشرفاء. أما حين تقع بيد الحُقَدَاء، فتصبح أداة للهدم، ومحرقة للقيم، ومقبرة للعدالة.
احذروا من يصنع الفتنة ثم يدعو إلى السلم، من يصرخ بالعدالة ثم يسرق حقوقكم، ومن يتحدث باسمكم ليصنع مجده على حسابكم.
في زمن الغفلة، يكون تزييف الوعي هو أقصر طريق للسلطة.
د.محمدعالي الهاشمي