بالأمس لم يكن الوقت قد حان و غدا يكون قد فات الأوان"* !! / سيدي علي بلعمش

اثنين, 05/19/2025 - 11:19

*نعم* ، ماذا نكون إذا انقطع الرجاء و انهزم الأمل !؟
نعم ، نعم ، ما زلنا نتمسك بحبل الإصلاح بلا كلل و لا ملل ..

بعد سبع سنين من مداراة عزيز و تنمًُر بيرام و ترويض افلام لحصان مشروعها الحاقد في الماء ..

# *ها أنتم اليوم تقلبون الطاولة على الجميع بقرارات شجاعة و مخطط ذكي* !!

ـ يموت عزيز بمصادرة مسروقاته ..
ـ يموت بيرام بتجفيف مصادر تمويله ..
ـ تموت افلام بتخيير فرنسا بين تجريمها و طردها من أراضيها و الحفاظ على أي علاقة ود مع موريتانيا : السياسة هي فن القبض على اللحظة .. هي فن تحني الفرص القادمة حتما !!

بالله عليكم :
ـ *كيف نُرخِّصُ حزبًا لمن يرفض هوية البلد* ؟
ـ *كيف نُرخص حزبا لمن يعمل ليل نهار ، مع أعداء البلد ، على تشويه سمعة البلد* !؟

"*سألتني بديلة*" :
# نطالب النظام بطرد افلام من أراضينا و سحب الجنسيات من عناصرها الأجنبية ، فيستقبل موسى افال قادتها استقبال الأبطال ..!!

# نطالب السلطات بنزع الحصانة عن بيرام و فريق إساءاته .. فيقول لنا موسى أفال "لا معنى للحوار من دون بيرام" …

# بماذا تستحق افلام علينا احترامها !؟
# ماذا تضيف إيرا للحوار غير الجهل بأدبياته و اعتماد الصراخ بدل أي منطق !؟

ـ لسنا بحاجة إلى ديمقراطية مكذوبة ، هي من أعادتنا إلى حملات القبائل و تنافس الجهات في كرنفالات التخلف و النفاق ..

ـ لسنا بحاجة إلى ديمقراطية غوغائية تعيدنا إلى البحث عن مواقع نفوذنا في حزب الشعب و هياكل تهذيب الجماهير و أغنية الكتاب و مهزلة رئيس الفقراء ..

ـ لسنا بحاجة إلى منطق ديمقراطية السويد التي تسمح للأب بالزواج من ابنته "*إذا تراضيا*" و لا الديمقراطية الفرنسية التي تمنع حجاب المسلمة و تسمح بحجاب الراهبة ..

كل أكاذيب العالم تتساقط اليوم أمام أعيننا بكل إجرامها و سخافاتها و سذاجة منظريها ..

لا توجد أي نسخة ديمقراطية في الكون تناسبنا غير عدالة عُمر ..

لا توجد ديمقراطية في الكون تعزز ثقافتنا و تحمي حقوقنا و تناسب فهمنا غير عدالة عمر ..

لا توجد ديمقراطية لا تهدر مواردنا و لا تضيع وقتنا غير عدالة عمر ..

فلا تكونوا ديمقراطيين لتفهمونا و كونوا عادلين لنفهمكم ..

# ليس للإصلاح عُمْرٌ تحدده الديمقراطية ..

# ليس للفساد وجه تُجمِّله الديمقراطية..

# أكبر فساد عرفته البشرية و أبشع طرقه ، هو كان بشهادة الجميع ، افتراس الديمقراطية للشعوب الجائعة : فاقضوا على الجوع ، نصفكم بأعلى درجات العدل و الأخلاق و الإنسانية ..

ـ لماذا جئتم ، إذا كنتم لا تأتون بخطة إنقاذ و إرادة إنقاذ و تحديا صارخا للجهل و التخلف و الفوضى ؟

ـ لماذا جئتم ، إذا كان لإعادتنا إلى جحيم الديمقراطية العرجاء و صراخ بيرام و تهديد افلام و تمرد صار إبراهيما على ثقافة و هوية بلد ينسى أنه من أخرج بلده من أدغال الوثنية !؟

لا نريد انتخابات و لا مأموريات و لا حوارات ..
ما أجمل ـ إذا سألناكم أين الديمقراطية ؟ ـ أن يكون ردكم علينا ، ليس لدينا وقت للهزل !!

خمس و أربعون عاما من الأحكام العسكرية ، جاءت بأطغى الضباط و أفسد المدنيين و أخون الخونة ، و أجهل الجاهلين و أتعس الرهبان الزاهدين إلا في جمع المال ، ما زلنا في انتظار أن تغير رأيها لتجرب مقاصد أنبل !!

ـ لسنا بحاجة إلى ديمقراطية تساوي بين الخائن و الوفي ..

ـ لسنا بحاجة إلى ديمقراطية تساوي بين المحروم و المفسد .. بين المواطن و العميل .. بين الأصيل و المزور …

نعم ، نعم ، لا شك أنكم بالإطاحة بعزيز ، أطحتم بأخطر نظام فساد ، لكن تذكروا أن الأهم كان ، هو أن تطيحوا بأخطر فساد النظام !!

لا يمكن مواجهة هذا الفساد المتحكم في كل كبيرة و صغيرة ، إلا بنظام شمولي :
# شمولي في عدله ، لا تُكبِّله ديمقراطية تمتحن غباءنا ..

# شمولي في تحدي كل مواقع ضعفنا ..

# شمولي في إيمانه بقدرتنا على الوقوف على أرجلنا .. في قدرتنا على الاستغناء عن كل أكاذيب الديمقراطية المعتوهة !!

ـ اغتنموا فرصة أننا ما زلنا نستطيع ـ إذا استقمتم ـ أن نفهم أن زمنكم هو كان الفاسد ، لا أنتم !!

ـ ابدؤوا باقتحام بوابات الخراب الموريتاني الحقيقية : الأحزاب السياسية ، الجرائد ، المواقع ، المنصات ، القنوات الفضائية ، المنظمات غير الحكومية و كل أكسسوارات الديمقراطية التخريبية ..

ـ أوصدوا بالشمع الأحمر ، كل بوابات الفساد العبثية : الورشات التفكيرية ، الأيام التشاورية ، الحوارات السياسية (…) ..

ـ منذ أكثر من نصف قرن نبيع الحجارة ، فلتكن ثورتكم في إنشًا الأفران العالية ..

ـ منذ أكثر من نصف نهر ، نعتمد على الزراعة البدائية ، فلتكن ثورتكم في كهربة كل المناطق النهرية .. في تحويل الريف إلى جنة خضراء .. في برنامج مكثف لتطوير مزايا الثروة الحيوانية ..

ـ منذ أكثر من نصف قرن ، ندمر بأيدينا ثروتنا السمكية ..

ـ منذ أكثر من نصف إهانة ، نعبث بوعيٍ ، بثرواتنا المعدنية ..

# *كل أيادي التخريب و الخيانة و الأنانية و الاستهتار تعبث بوجودنا منذ ميلاد الجمهورية* ..

فمن نحن اليوم في هذا الفضاء ؟
و أين الوطن من معنى الوطن !؟

من نحن اليوم في هذا الفضاء ، إذا كان على رأس حكومتنا من يعتبر "*الرئيس أهم من الماء و الكهرباء*" !؟

نعم ، نعم ، ما أصدقها و أعمقها و أخلدها من عبارة لا تتأثر بتصدعات الزمن :
"*بقدر ما يكبر الإنسان يصغر الوطن*" ،
فكيف إذا أصبح "يُغنِي من جوع و يؤمن من خوف" ، (تعالى الله علوا كبيرا)..!؟

من نحن اليوم في هذا الفضاء ، إذا كان التاريخ أصبح يساوي بين عابر الوطن و مَنْ له المرتهَن !؟

من نحن اليوم في هذا الفضاء ، إذا كان الحق ينال بالصراخ ، لا بالعطاء و العناد و الدماء و التضحيات ، على امتداد تقادم الدِّمن !؟

من نحن اليوم في هذا الفضاء ، إذا كان الزمن في عدل منطقهم ، يعني آتي الفِتَن !؟

فكونوا بالعدل أبطال زمن المستحيل ، تَجِدونه سرابا ..

كونوا بالعدل أبطال ثورة الإقلاع ، تجدونها أسهل و أربح من كل الفساد ..

كونوا أبطال زمن العناد ، تجدون الرجولة أسهل و أعذب من الخنوع و الجبن ..

سَلُوا أنفسكم ما حاجتكم إلى الدكتاتورية ، إذا كان القانون أشد وطأة و أسكت حجة !؟

سلوا أنفسكم ما حاجتكم إلى فحولة ، تخذلكم لحظة الخروج من هالتها !؟

*أيها الألم الواجم .. أيها الأمل الحائر .. أيها الزمن الغابر ، أيها القدَر العنيد* ..

*أيها الخجل مطأطِئ الرأس.. أيها الركب القادم من بعيد بعيد بعيد* ..

*أين حكمة مدائن الإمدادات البعيدة .. أين رجالات صباحات روائح التمر و القديد* !!؟

*ما لكم* !؟
*أليس فيكم من رجل رشيد* !!!
؟