إلى الدراويش/مولاي عبدالله

اثنين, 03/27/2017 - 13:22

 التنبيهات التي ترد من بعض "الحكماء" يشير أصحابها إلى عدم تحبيذهم للرد شعـراً

على استهزاء الجنرال بالشعر والشعراء، وربما لمّـج بعضهم إلى أن ذلك قد يُنسب إلى فن "الهجاء" وهو فن لا يليق بنوع من الناس، أنا منهم عند الناصحين. أريد أن أقول لهؤلاء الدراويش جملة من الأمور:

أولها: لكم الشكر على الفيض علينا من درر الحكم والنصيحة ، وتوجيهنا إلى سبل الصفع والعفو والسمو.

ثانيا: إننا لا نؤمن بتلك "اثمورية" الورميّة، ولا بالدروشة الهوانية؛ خاصة نوعها الذي لا يعدو أن يكون تمويهاً للعجز وتبريرا للهوان والتطبيع مع الإذلال.

ثالثا: إن الجنرال هو شخص يسمى رئيس الجمهورية، وبهذه الصفة صار يستحق أن ينظر إليه أو يُقلّب فيه الفكر، ولو كان غير ذلك ما علم به أحد وما ألقى بالا لما يقول أو يفعل.

وما دام يجلس مجالس الرؤساء ويتحدث بتلك الصفة فإن السكوت صلفه وعنجهيته ليس مظنة الحلم والعقل والحكمة، بقدر ما هو مظنة الجبن وقبول الهوان.

رابعا: لسنا "نهجو" أحدا لأنه منعنا شيئا مما يطمع فيه بعض "الحكماء الدراويش"، ولسنا نرى ما تحت يده أو فوقها أو فيها. كل ما في الأمر أن الرجل تمادى في الصلف والخفّة والتنكيت البارد المقيت، فوجب أن يسمع ما يكره.

خامسا: صفع الجهلة المتعالين بالحق نظما أو نثرا هو انتصار للحق المطلق.. وكلمة الحق عند السلطان الجائر (ومن الجور الهجو الدائم لفئة من الناس) لم يحدد الرسول الأعظم نوعها، وهل هي نظم أو نثر. ولمن انتصر بعد ظلمه فأؤلئك ما عليهم من سبيل. والسلام.

مولاي عبدالله مولاي أحمد