ﺍﻟﺤﺲ ﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻲ ﻓﻲ "ﻳﻮﻣﻴﺎﺕ ﻏﻮﺍﻧﺘﻨﺎﻣﻮ " / ﺍﻟﻤﺼﻄﻔﻰ ﻭﻟﺪ ﻣﺘﺎﻟﻲ

خميس, 04/27/2017 - 01:40

ﻟﻌﻞ ﻣﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻷﺟﻨﺎﺱ ﺍﻷﺩﺑﻴﺔ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭﺍ ﻫﻲ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ، ﻭ ﺭﺑﻤﺎ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻴﺒﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺘﻄﻔﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺩﺏ ﻣﺜﻠﻲ ﻭ ﻫﻮ ﻓﻲ ﻏﻤﺮﺓ ﺍﻧﻬﻤﺎﻛﻪ ﻓﻲ ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻲ ﺃﻥ ﻳﻘﻴﺲ ﻛﻞ ﻋﻤﻞ ﺃﺩﺑﻲ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ، ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﺳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻲ ، ﻓﻜﻴﻒ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻗﺎﺑﻼ ﻟﺬﻟﻚ ،

ﻟﻴﻌﺬﺭﻧﻲ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﻭ ﺃﻫﻞ ﺍﻷﺩﺏ .

ﺗﺒﺪﺃ ﺍﻟﻤﻠﺤﻤﺔ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺠﻤﻞ ﺍﻟﻘﺼﻴﺮﺓ " ﺗﻮﻗﻔﺖ ﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ ، ﺑﺪﺃﺕ ﺃﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﺤﺮﺍﺱ ، ﺃﻓﺮﻏﺖ ﺍﻟﺸﺎﺣﻨﺔ ، ﺷﻌﺮﺕ ﺑﺎﻟﻮﺣﺪﺓ ﻓﻲ ﻋﺮﺑﺔ ﺍﻟﻤﻮﺗﻰ " ، " ﻛﻨﺖ ﺃﺑﻜﻲ ﺑﺼﻤﺖ ﻭ ﺩﻭﻥ

ﺩﻣﻮﻉ ، ﻭ ﻟﺴﺒﺐ ﻣﺎ ﺫﺭﻓﺖ ﺩﻣﻮﻋﻲ ﻛﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ ، ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﺍﻟﺤﺪ ﺍﻟﻔﺎﺻﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭ ﺍﻟﻤﻮﺕ " ، ﻭ ﻻ ﺃﻣﻠﻚ ﺳﺒﺒﺎ ﻣﻘﻨﻌﺎ ﻟﻠﺠﺰﻡ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ

ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﺑﺪﺀَ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ﺍﻟﺘﺮﺍﺟﻴﺪﻱ ﻣﻦ ﺭﺣﻠﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﺑﺎﻏﺮﺍﻡ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﺩﺑﻴﺎ ﺑﺤﺘﺎ ‏( ﻭ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﻳﺮﺟﺢ

ﺍﻟﻨﺰﻭﻉ ﺍﻟﺮﻭﺍﺋﻲ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ "ﻳﻮﻣﻴﺎﺕ ﻏﻮﺍﻧﺘﻨﺎﻣﻮ " ‏) ، ﻭﻣﻨﺬ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻳﺼﻒ ﻣﺤﻤﺪُّ ﻭﺻﻔﺎ ﻣﺪﻫﺸﺎ ﻭ ﻣﺆﻟﻤﺎ

ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﺭﺣﻠﺔ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﺗﻠﻚ ، ﻭ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺛﻨﺎﻳﺎﻫﺎ ﻭ ﺑﺴﺮﺩ

ﺭﺍﺋﻖ ﻳﻌﻄﻲ ﻣﺤﻤﺪُّ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻔﻴﻨﺔ ﻭ ﺍﻟﻔﻴﻨﺔ ﺧﻼﺻﺎﺕ ﻭ

ﺗﻌﻠﻴﻘﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻴﻞ ﺃﻥ ﺗﻮﺟﺪ ﻋﻨﺪ ﻏﻴﺮﻩ ، ﻟـﻤـﺎﺫﺍ ؟؟

ﺻﺤﻴﺢ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﺩﺑﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﻮﺍ ﺃﻥ ﻳﻨﻘﻠﻮﺍ

ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺧﻠﺠﺎﺕ ﻧﻔﺲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻣﺤﻄﺎﺕ ﺣﻴﺎﺗﻴﺔ

ﻣﺜﻴﺮﺓ ، ﺇﻻ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﺩﻭﻥ ﻣﺎ ﻭﺻﻔﻪ ﻣﺤﻤﺪّﻭ ، ﻷﻧﻪ ﻋﺎﺵ

ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ، ﻭ ﻳﻤﺘﻠﻚ ﺣﺴﺎ ﺃﺩﺑﻴﺎ ﻭ ﻳﻌﺮﻑ ﻛﻴﻒ ﻳُﻌﺒِّﺮ ، ﻭ ﺇﻥ

ﺑﻠﻐﺘﻪ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ، ﻭ ﻣﻊ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ، ﻭ ﻟﻀﺮﺍﻭﺓ ﺍﻟﻮﺟﻊ ، ﻳﺼﺮﺡ

ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﻗﺎﺋﻼ : " ﻋﺰﻳﺰﻱ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﻟﻦ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺗﻌﺮﻑ

ﻣﻘﺪﺍﺭ ﺍﻷﻟﻢ ﺍﻟﺠﺴﺪﻱ ﻭ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﺮﺽ ﻟﻪ ﺃﻧﺎﺱ

ﻣﺜﻠﻲ ﻣﻬﻤﺎ ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺃﻥ ﺗﻀﻊ ﻧﻔﺴﻚ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﻲ "

ﻇﻞ ﻣﺤﻤﺪُّ ﺃﺩﻳﺒﺎ ﻭ ﻇﺮﻳﻔﺎ ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ ﻣﺤﻄﺎﺕ ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ

ﺍﻟﻤﺜﻴﺮﺓ ، ﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﻟﻮﻥ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﺎﺑﻎ ﻋﻠﻴﻪ ، ﻭ ﻣﻊ

ﺫﻟﻚ ﻭ ﻓﻲ ﺃﺣﻠﻚ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ، ﻭ ﻋﻨﺪ ﻭﺻﻮﻟﻪ ﺇﻟﻰ ﺑﻮﺍﺑﺔ

ﺍﻟﺠﺤﻴﻢ ﺍﻟﻜﻮﺑﻲ ﻟﻢ ﻳﻨﺲ ﻣﺤﻤﺪُّﻭ ﺟﻤﺎﻝ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻓﻌﺒﺮ

ﻗﺎﺋﻼ : " ﻏﻤﺮﺗﻨﻲ ﺷﻤﺲ ﻛﻮﺑﺎ ﺍﻟﺪﺍﻓﺌﺔ ﺑﺠﻤﺎﻝٍ ﻭ ﺭﺷﺎﻗﺔ ﻣﻤﺎ

ﺧﻠﻖ ﻟﺪﻱ ﺷﻌﻮﺭﺍ ﺟﻤﻴﻼ " ، ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻛﻤﺎ ﻭﺻﻒ ﻟﺤﻈﺔ ﻣﻦ

ﻟﺤﻈﺎﺕ ﺍﻟﻐﺮﻭﺏ ﻭ ﻫﻮ ﻳﺴﻤﻊ ﺍﻷﺫﺍﻥ ﻓﻲ "ﺍﻟﺠﺤﻴﻢ

ﺍﻷﺭﺩﻧﻲ " ﻗﺎﺋﻼ : " ﻓﺠﺮ ﺻﻮﺗﻪ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻱ ﺍﻟﻨﺎﻋﺲ ﺍﻟﻤﺒﺤﻮﺡ

ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻠﻲ ﻛﻞ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻟﻌﻮﺍﻃﻒ " ﺛﻢ ﻳﺘﺴﺎﺀﻝ ﺑﻤﺮﺍﺭﺓ

" ﻛﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ ﻷﻟﺌﻚ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺃﻥ ﻳﻘﺒﻠﻮﺍ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﻭﺍﺣﺪ

ﻣﻨﻬﻢ ﻣﺪﻓﻮﻧﺎ ﻓﻲ ﻇﻼﻡ ... ﻣﺤﻮ ... ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺘﻮﻗﻴﻒ ﻭ

ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ؟؟ " ، ﺛﻢ ﻳﺤﻜﻢ ﺣﻜﻤﺎ ﻧﻬﺎﺋﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ :

" ﻓﺤﺘﻰ ﻻ ﺗﺼﺎﺏ ﺑﺎﻟﺠﻨﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﺍﻷﺭﺩﻧﻲ ﻳﻨﺒﻐﻲ

ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺃﻋﺼﺎﺑﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻮﻻﺫ " .

ﻛﺎﻥ ﻣﺤﻤﺪُّ ﺃﺩﻳﺒﺎ ﻭ ﻇﺮﻳﻔﺎ ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﻭﺻﻔﻪ ﻟﺘﺠﺮﺑﺔ

ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﺎﺓ ﺑﻴﻦ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﻭ ﺍﻟﺴﻨﻐﺎﻝ ، ﻭﺻﻒ ﻛﻴﻒ ﺗﺒﺪﻭ

ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻧﻮﺍﻛﺸﻮﻁ ﻣﻦ ﻋَﻞ ﻟﻮﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﻏﺎﺏ ﻋﻨﻬﺎ

ﺭﺩﺣﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﻦ ، ﻟﻜﻨﻪ ﻭﺻﻒ ﻛﺬﻟﻚ ﻛﻴﻒ ﺗﺒﺪﻭ ﻗﺎﺗﻤﺔ ﻭ

ﻇﺎﻟﻤﺔ ﻭ ﻫﻲ ﺗﻨﺸﺐ ﺑﺮﺍﺛﻴﻦ ﻣﺨﺎﺑﺮﺍﺗﻬﺎ ﻭ ﺃﻣﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺟﺴﺪ

ﻣﻬﻨﺪﺱ ﺑﺮﻱﺀ ، ﻭ ﻟﻢ ﻳﻔﺖ ﻋﻠﻴﻪ – ﻭ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻛﻲ – ﺃﻥ

ﻳﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﻫﺸﺎﺷﺔ ﺳﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﺭﻏﺒﺔ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ

ﺍﻟﻬﺎﺋﺞ ﺑﺤﺜﺎ ﻋﻦ ﺃﺷﺒﺎﺡ ﻣﻦ ﺻﻨﻌﻮﺍ 11 ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ .

ﺑﻘﻲ ﻣﺮﺣﺎ ﻛﺬﻟﻚ ﻳﺒﺘﺴﻢ ﻣﺎ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻤﺄﺳﺎﺓ :

" ﺍﻟﺸﺎﻱ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﺏ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﻘﻲ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻲ

ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﻟﻠﻪ " ، ﻟﻜﻨﻪ ﻳﺼﻒ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﻟﻢ

ﻭ ﺍﻟﻤﺮﺍﺭﺓ ﻟﺤﻈﺔ ﺗﺴﻠﻴﻤﻪ ، ﻭ ﺗﺮﺣﻴﻠﻪ ﻗﺴﺮﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺩﺭﻥ

ﻋﻨﺪ ﺁﺧﺮ ﻏﺮﻭﺏ ﻟﻪ ﻗﺒﻞ ﺭﺣﻠﺔ ﻗُﺪﺭ ﻟﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻄﻮﻝ ﻟﻌﻘﺪ ﻭ

ﻧﺼﻒ .

ﻭ ﻗﺒﻞ ﺫﻟﻚ ﻳﻌﺰﻑ ﻭﻝ ﺻﻼﺣﻲ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﺗﺮ ﺍﻟﺬﻱ

ﻳﺼﺪﺭ ﻧﻐﻤﺎ ﺣﺰﻳﻨﺎ ﺣﻴﻦ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﻟﺤﻈﺔ ﺍﺳﺘﺪﻋﺎﺋﻪ ﻣﻦ

ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺍﻟﺴﺮﻳﺔ ، ﻭ ﻫﻮ ﺑﻴﻦ ﺫﻭﻳﻪ ﻓﻴﻘﻮﻝ : " ﻇﻠﺖ

ﻭﺍﻟﺪﺗﻲ ﺭﺍﺑﻄﺔَ ﺍﻟﺠﺄﺵ ، ﺃﻣﺎ ﻋﻤﺘﻲ ﻓﺒﺪﺃﺕ ﺗﺘﻌﺮﻕ ﺑﻐﺰﺍﺭﺓ

، ﻭﺗﺘﻤﺘﻢ ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻟﺼﻠﻮﺍﺕ ، ﻇﻠﺖ ﻋﻴﻮﻥ ﺍﻻﺛﻨﺘﻴﻦ ﻣﺤﺪﻗﺔ

ﺑﻲ ، ﺇﻧﻪ ﺍﻟﻌﺠﺰ ﺑﻌﻴﻨﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺸﺎﻫﺪ ﻓﻠﺬﺓ ﻛﺒﺪﻙ ﻳُﺒﻌَـﺪ

ﻋﻨﻚ ﻛﺤﻠﻢ ﻭ ﺃﻧﺖ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺗﺤﺮﻙ ﺳﺎﻛﻨﺎ " .

ﺛﻢ ﻳﺒﺪﻉ ﻓﻲ ﻭﺻﻒ ﺩﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻌﺬﻳﺐ ﻭ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ،

ﻣﺘﻤﺴﻜﺎ ﺑﻈﺮﺍﻓﺘﻪ ﻭ ﺃﺩﺑﻪ : " – ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺩﺭﺳﺖ

ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻗﻴﻘﺔ ؟

ﻛﻨﺖ ﺳﺄﺩﺭﺱ ﺍﻟﺠﺤﻴﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺭﻳﺪ ، ﻟﻢ ﺃﻋﺮﻑ ﺃﻧﻪ ﻳﻨﺒﻐﻲ

ﺍﺳﺘﺸﺎﺭﺓ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻟﺘﻘﻮﻝ ﻟﻲ ﻣﺎ

ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺃﺩﺭﺱ ﻭ ﻣـﺎ ﻻ ﻳﺠﺐ " .

ﻭ ﻳﺒﺪﻉ ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﻭﺻﻒ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﻟﺮﺗﻴﺒﺔ ﻓﻲ

ﻏﻮﺍﻧﺘﻨﺎﻣﻮ ، ﻭ ﻳﻜﺘﺐ ﺩﺭﺭ ﺍﻟﻌﺒﺮ ، ﻭ ﻧﻮﺍﺩﺭ ﺍﻷﺣﺎﺳﻴﺲ

" ﺣﻴﻦ ﻳﻨﺘﺎﺑﻚ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻻ ﺗﻌﻮﺩ ﺃﻧﺖ ﺃﻧﺖ ﺑﻞ ﺗﺼﺒﺢ ﻃﻔﻼ

ﺻﻐﻴﺮﺍ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ " ﺛﻢ ﻳﺼﻒ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﺑﻘﻮﻟﻪ : " ﻫﻮ ﺃﻋﻈﻢ

ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻃﻼﻕ ، ﺗﺘﻌﻠﻢ ﻓﻴﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻭ ﺗﺘﻌﻠﻢ

ﺍﻟﺼﺒﺮ ، ﺇﻥ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﺗﻌﺎﺩﻝ ﻋﻘﻮﺩﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ

ﺧﺎﺭﺟﻪ " .

ﻻ ﻳﺘﺴﻊ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﻟﺒﺴﻂ ﺍﻷﻣﺜﻠﺔ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺤﺲ ﺍﻷﺩﺑﻲ ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ

ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ، ﻭ ﻫﻮ ﺑﺤﻖ ﻭﺛﻴﻘﺔ ﻻ ﺗﺼﺪﻕ ، ﻭ ﻛﺘﺎﺏ ﻗﻴِّﻢ

ﻭ ﺗﺮﺍﺟﻴﺪﻳﺎ ﺣﺰﻳﻨﺔ ، ﻭ ﺭﺑﻤﺎ ﻟﺼﺪﻕ ﻛﻠﻤﺎﺗﻪ ، ﺗﺤﺲ ﺑﺄﻧﻴﻦ

ﻣﻜﺘﻮﻡ ﻳﻨﺒﺠﺲ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺻﻔﺤﺎﺕ ، ﻳﻐﻤﺮﻙ ﺑﻬﺎﻟﺔ ﻣﻦ

ﺍﻟﻌﻮﺍﻃﻒ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻗﻀﺔ ، ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻫﻮ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﺳﺘﻘﺒﻞ ﺃﻭﻝ

ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺃﻣﻪ : " ﻟﻘﺪ ﺍﺧﺘﻠﻄﺖ ﺍﻟﻌﻮﺍﻃﻒ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻲ ، ﻟﻢ

ﺃﻋﺮﻑ ﻣﺎﺫﺍ ﺃﻓﻌﻞ ، ﺃﺃﺿﺤﻚ ﺃﻡ ﺃﺑﻜﻲ ، ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺑﻲ ﺍﻷﻣﺮ

ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺛﻨﻴﻦ ﻣﻌﺎ " .