ازدواجية المعايير في المجتمع البيظانى / بحان ولد أزوين

أربعاء, 05/03/2017 - 14:25

من تأمل اللحظة الفارقة التي يعيشها مجتمعنا اليوم يظل حيران في سلاسل الماضي العتيق الذى  عودنا على التحرر من الأخلاق الردييْة التي دأبت عليها المجتمعات العربية قبل الإسلام  ، جرى الزمن وتغيرت الأحوال و الأزمنة بميلاد فجر جديد صحح المسار التاريخي و ظل وجها نضرا يعبر عن بداهته و أصالته ، لكنه سار في منحا آخر يأباه الضمير الذي امتزج علما و ثقافة و تأصيلا.

لكن لتحليل هذه الظاهرة لابد أن نرجع إلى جذورها  التاريخية  حتى نحللها بشكل أعمق .

إن ظاهرة الإسراف في  المناسبات  والبذخ في المجتمع  الموريتانى كانت محدودة في الأصل ولم ترقى إلى الشروط واللوازم  .

في تلك الحقبة كان المجتمع في يسر من أمره تحت لواء الحنفية السمحة التي تركنا عليها الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم  .

لكن سلطان المجتمع شيطان مارد يجعل ممن يعمل بالشرع متزمت منغلق أحيانا ، هكذا نحن إذا .

 

شاب  عشرينى  متعلم وملتزم أخلاقيا وسلوكيا  ووضعه المادى بسيط  جدا ، يكافح من أجل لقمة العيش وتحقيق ما يصبوا إليه من هدفه في الحياة .

تقدم إلى فتاة توازيه في المكانة النسبية وترقى عنه في مكانتها المادية الرأسمالية للتزوج بها ، وافقت الفتاة عليه في البداية وظلت فرحته بالزواج بها تحمل في طياتها أملا ونبلا .

ظل يحسب الأيام والليالى ، اقتربت ساعة الصفر في الموعد المحدد ، "التقى بالفتاة ليلة وقال لها " اخبرى والديك فالساعة تتحرك دون توقف ’ أخبرت الفتاة أهلها ،لكن الأمر لم يلق رواجا في محيطها الاجتماعى ، ردت عليه قائلة " أنا مستعدة لكن أهلي رفضوك لشروط " فرد عليها وماهي تلك الشروط؟؟؟.

أجابته قائلة الشروط هي :

1 ــ المهر 3 مليون أوقية

2 ــ سيارة من نوع أفانسيس

3 ــ عزف الدفوف والطبول رفقة الآلات الموسيقية الرائجة في محيطها الاجتماعي رفقة فنانين من العيار الثقيل المعروفين محليا .

صدم الشاب وتوالت الهموم والأحزان ، وعيون فكره يتردد فيها سؤال من أين أحصل على هذه الأموال؟؟؟.

اتصل على صديق مقرب منه وعرض عليه الأمر ، رد عليه ساخرا بعبارة بهلوانية دارجية في المجتمع االبيظانى  " اصركها " وهو لا يدري لسذاجته أن الرجال معادن .

ظل حيران سائما لا يدى متى ولعل وعسى يكون فيها النصيب الأوفر .

جلس مع نفسه وتحكم في عقله وقال " لن أسرق ولن أغامر بكرامتى وعرضى من أجل تلك الإغراءات المجتمعية .

اتصل على خطيبته وقلبه يتشقق   كمدا وحرقة ، نطقت شفتاه بعشرين حرفا كفته لتوصيل ما يريد " مجتمعك فرق بيننا , إلى اللقاء "

تلك هي الأسباب التي سببت انتشار العنوسة والزواج السرى بين فئات المجتمع الذي اهتزت جذوره بثقافة  ذئبية  مرادية ’ وتلاشى في مهب الرياح وجفاء الاستبداد والجهوية والمادية .

والأسباب أشخصها في ما يلى  :

أ ــ غلاء المهور  : وطد في انتشار الرذيلة والتفكك الديني

ب ــ العادات العرفية الساذجة " بونتى " هي الأخرى عادة جاهلية لا سند لها .

ج ــ النظرة المادية .

لكن ربات الأسر هن  من يتحملن  المسؤولية لأنهن  وأدن  أحلام الشباب والشابات في تكثير الأمة الإسلامية ، وسرن  في التوجه الآخر .

ذلك أمر يدعو للتأمل والجلوس مع الذات برهة من الزمن ، ومعرفة أن الحق حق ، وأن الباطل باطل مهما طال أمده .

أتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض ؟؟؟.