ذكريات مع فقيد موريتانيا /اعل ولد محمد فال

سبت, 05/06/2017 - 06:52

الحقيقة/انواكشوط/كان لقائي الاخير بالمرحوم الرئيس اعل ولد محمد فال علي هامش الحفل الذي نظمته الفنانة الكبيرة و الشيخة المعلومة حيث سلمت عليه ضمن مجموعة من رؤساء و قادة الاحزاب السياسية و قد طلب مني بعد ممازحتي المعهودة لديه المرور به في المنزل فقلت له انني للأسف الشديد سأسافر صباح اليوم الموالي و سأعود بتاريخ 5 مايو فكان ان تواعدنا علي ان نلتقي بعد عودته من تيرس الزمور .

لم اكن ادري ان ذلك اللقاء لن يحدث .

و التقتيه قبل شهرين تقريبا و كان اللقاء صدفة في مصحة "سان روكي" بلاس بال ماس حيث كان يجري بعض الفحوصات الروتينية و كان بكامل هندامه و وسامته كما عرف دائما .

لقد كان يخصني دائما بالممازحة رغم انه معروف بالجدية و يحاول دائما ان يشعرني انني من مقربيه .

هذا القرب لم اكن اظن انني ابادله اياه الا عندما سمعت خبر وفاته اليوم فقد كان الخبر كالصاعقة بالنسبة لي فقد اهتزت كل جوارحي .

شعرت للمدة انني فقدت شيئا مهما و ضروريا في حياتي مع انني لست من عشيرته و لا اهله .

لقد جلست جلسات عديدة مع الفقيد و اشهد ان موريتانيا كانت حاضرة بقوة في نقاشاتنا و اشهد انه كان رجلا مثقفا و مطلعا و يحسن الاستماع و يتقن التحدث مع انخفاض صوته عند الحديث .

اشهد انه كان مفتحا في الحديث مع انه كان رجل دولة مع ما يقتضيه ذلك من رزانة و تحفظ .

اتذكر إفطارا رماضنيا دعاني اليه قبل سنة تقريبا مع مجموعة من الزملاء و هي سنة عودنا عليها مند ثلاث سنوات تقريبا اتذكر ان ذلك اللقاء كان شيقا الي ابعد الحدود و تحدث الينا عن قضايا من التاريخ كان اطلاعنا عليها ضروريا .

اللهم ان عبدك اعل ولد محمد فال قد امسي بين يديك .

اللهم اغفر له، وارحمه، وعافه، واعف عنه، وأكرم نزله، ووسّع مُدخله، واغسله بالماء، والثّلج، والبرد، ونقّه من الخطايا كما نقّيت الثّوب الأبيض من الدّنس، وأبدله داراً خيراً من داره، وأهلا خيراً من أهله، وزوجاً خيراً من زوجه، وأدخله الجنّة، وأعذه من عذاب القبر، أو من عذاب النّار

أمين

محمد شنوف مالكيف