رضينا بقضاء الله وقدره، وحكمه فلا راد لحكمه ولا لقضائه "وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُّؤَجَّلًا ۗ وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا ۚ وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ" صدق الله العظيم.
فقدنا أخا كريما وصديقا عزيزا عشنا معه أربعة عقود أو تزيد وتربينا وترعرعنا معا فلم نعرف منه -كغيرنا من معارفه- سوى دماثة خلق وصفاء نفس وسخاء يد وبر بالقريب والبعيد وإحسان للجار ذي القربى والجار الجنب وابن السبيل وغيرها من الشمائل الطيبة والخصال الحميدة والأعمال الصالحات من تعمير مساجد وأداء للصيام وحج بيت الله الحرام وغيرها,
إذن لا يُستكثر علينا أن نجود بدموع المقلتين وإن كانت بمثل ماء البحر بل بالمقلتين لو كانتا تجديان فقد أودى نظيرهما.
كيف لمن تلقى نبأ رحيل خليله فجأة أن يخنق العبرات كلما استحضر أن ذلك المُحيّى الوضاء والثغر الباسم لن يراه أبدا، بل سيظل يبكيه كلما مرّت ذكراه أو ما يذكر به.
ولكما قال متمم بن نويره في بكاء أخيه مالك:
لقد لامني عنـد القبور على البكا /// رفيقي لتذراف الـدموع السوافـك
فقال أتبكي كـــل قبر رأيته /// لقبر ثوى بين اللــوى والدكـادك
فقلت له إن الشجـا يبعث الشجا /// فــدعني فهذا كـــله قبر مالك.
التمس من زوار الصفحة الكرام الذين ألتمس منهم الدعاء والترحم على ابن عمي وصديقي الذي لامست محبته شغاف القلب وسارت مع الدم في العروق، عبد الرحمان ولد جدو ولد سادبلّ الذي رحل قبل يومين عن هذه الدنيا المرة من دونه.
ولولا أن أطيل لكتبت صفحات في الثناء عليه بما أعلم وبما نقلت عن العدول من خصال حميدة وأفعال صالحات، ولا أزكي على الله أحدا.
سقى الله قبرا ضم ذلك الجسد الطاهر بشآبيب من رحمته الواسعة وصب عليه سجال عفوه ونقاه من ذنوبه كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس.
إنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
سيدي ولد جدو