الإستفاقة المتأخرة لأتليتكو لم تكن كافة لمعالجة سلبيات
نجح الفرنسي زين الدين زيدان في قيادة فريقه ريال مدريد إلى المباراة النهائية لملاقاة اليوفي بملعب كارديف بولز رغم خسارته بهدفين لهدف أمام جاره أتليتكو مدريد على ملعب الأخير مستفيدا من تقدمه في مباراة الذهاب على ملعبه بثلاثة أهداف نظيفه أحرزها نجمه الأول كرستيانو رونالدو ، جاءت مباراة الأمس والتي كان متوقعا أن يدخلها الأتليتكو بكل قواه من أجل تعويض تأخره بثلاثية نظيفه في الذهاب وبالفعل أستطاع رماته أن يسجلوا هدفين سريعين قبل منتصف الشوط الأول جاء إحدي الهدفين من ضربة رأسية متقنه للنجم ساول في الدقيقة 12وسجل الهدف الثاني الفرنسي جريزمان من ضربة جزاء في الدقيقة 16 بعد مخالفة مع توريس، بينما جاء هدف الريال الوحيد والذي كان له دور كبير في كسر شوكة لاعبي الأتليتكو عن طريق المنقذ إيسكو قبيل نهاية الشوط الأول بقليل 42 ، هدف كان بمثابة الصدمه للاعبي الأتليتكو بعد أن تقدموا بهدفين سريعين وكانوا يسعون من أجل إضافة هدفين أخريين حتى يتثني لهم خطف بطاقة التأهل مباشرة أو على الأقل تسجيل هدف إضافي من أجل معادلة نتيجة الذهاب ومن ثم الإحتكام للضربات الترجيعية وربما كان سيختلف الأمر إن حافظ لاعبي الأتليتكو على التقدم بثنائية نظيفة حتى نهاية الحصة الأولى من اللقاء إلا أن الإندفاع وراء تسجيل هدف إضافي وبذل مجهود كبير لتحقيق ذلك جعلهم يغفلون دور اليقظة الدفاعية المطلوبة في مثل هذه اللقاءات على مدار التسعين دقيقة في ظل لاعبين مثل المنقذ ومتصيد الفرص إيسكو وبالفعل إستطاع إيسكو التسجيل من كرة إردت من الحارس بعد أن قام بصد تسديدة قوية للألماني كروس وجدت المتابع إيسكو ليسكنها الشباك في ظل غياب المراقبة المطلوبة والمتابعة من قبل عناصر الدفاع ،علما بأن الدور الكبير في هذا الهدف يعود لمهاجم الريال الفرنسي كريم بنزيمه بعد أن مر بالكرة من بين ثلاثة لاعبين للأتليتكو من مساحة ضيقة ممررا الكرة للألماني كروز والذي سددها قوية تصدي لها أوبلاك حارس الروخيبلانكوس لتتهيأ أمام إيسكو والذي لم يجد صعوبة في إيداعها داخل الشباك محررا زملائه من الضغط الكبير بعد أن تلقت شباكهم هدفين سريعين ،
شهد الشوط الثاني حركة دؤوبة من قبل لاعبي الأتليتكو بعد أن أصبحوا مطالبين بتسجيل ثلاثة أهداف إضافية وقام مدربهم بإجراء العديد من التبديلات والتي لم تغير شيئا في النتيجة على الرغم من حصول الفريق على عدد من الفرص والتي كانت كفيلة بحسم اللقاء لصالحهم إلا أن نجوم الفريق تفننوا في ضياع تلك الفرص بقيادة الفرنسي جاميرو والذي كان بمثابة خصم على فريقه في لقاء الأمس بعد أن أضاع لوحدة أكثر من ثلاث أو أربعة فرص أمام المرمي لم يتعامل معها التعامل الأمثل إضافة لتألق الكوستاريكي كيلور نافاس حارس النادي الملكي في التصدي لعدة فرص منقذا فريقه من أهداف محققة وكان أحد المساهمين بصورة كبيرة في خروج الفريق بهذه النتيجة .
زيدان في إنتظار المجد على ملعب كارديف
بقيادته لفريق الريال للمباراة النهائية أمام السيدة العجوز استطاع المدرب زيدان أن يتواجد للمرة الثانية على التوالي في المباراة النهائية بعد أن كان قد فاز باللقب العام الماضي على حساب اتليليكو مدريد وبهذا الإنجاز يكون زيدان من بين القلائل الذي سجلوا أسمائهم بالحضور في المباراة النهائية مرتين على التوالي إلى جانب أسي ميلان وأياكس واليوفي والمان يونايتد وهو آخر نادي شارك للمرة الثانية تواليا بعد فوزه باللقب على حساب تشلسي في موسكو2008 ليسجل حضورا أخر في العام التالي 2009 إلا أنه خسر اللقب لصالح برشلونه ومنذ ذلك الحين لم يصل فريق للمباراة النهائية لعاميين متتالين ليأتي زيدان ويسجل حضوره للعام الثاني في نهائي البطولة في إنتظار تحقيق المجد والتفوق على الجميع بملعب كارديف، إذا يستطيع زيدا أن يكون أول مدرب يحقق اللقب مرتين على التوالي بعد النظام الجديد للبطولة منذ موسم 1992-1993 حيث لم يسبق لفريق أن أحتفظ باللقب الأوروبي بالفوز به مرتين على التوالي ،علما بأن الريال بوصوله للمباراة النهائية هذا العام يكون قد تواجد بنهائي البطولة 15 مرة متفوقا على أقرب منافسيه ميلان 11مره والبايرن 10مرات مقابل 9 مرات لليوفي و8 مرات لبرشلونه و7 مرات للليفر وبنفيكا، فهل يستطيع زيدان التفوق على الجميع بالإحتفاظ بلقب البطولة ؟ هذا ما تسفره عنه صافرة نهاية مباراة الريال واليوفي بكارديف إن شاءالله
نهائي بمشاعر متضاربة لزيدان
سيخوض زيدان المباراة النهائية أمام فريقه السابق اليوفي بمشاعر متضاربة بلا شك وهو على رأس القيادة الفنية لنادي العاصمة ريال مدريد النادي الآخر الذي لعب له زيدان بعد اليوفي ، إلا أن الجميع يعلم أن أيام المجد لزيدان كانت بقميص السيدة العجوزة وكل منا يتذكر صولاته وجولاته وأهدافه بشعار الفريق وكان أبرزها هدفه في دوري الأبطال أمام ليفركوزن ولم يخفي زيدان تشجيعه لفريق اليوفي وذكر ذلك في أكثر من مناسبة ، إلا أن هذه المباراة تحتم على زيدان أن يضع هذه المشاعر بعيدا بعد أن فرض عليه القدر مواجهة اليوفي بالتحديد في نهائي البطولة ومما لا يدع مجالا للشك بأن اليوفي خصم يستحق الإحترام عطفا على ما يقدمه من مستويات رائعة في الآون الأخيرة جديرة بأن تتوحه بطلا لعموم أندية أوروبا خاصة في ظل الإهتمام الكبير للجميع هناك بهذه البطولة .إلا أن الأمر لم يكن بالسهل بعد أن إصطدم بالبطل السابق للبطولة وأكثر المتوجين بها بواقع 11 لقابا.
بلال محمد بابكر عبدالله