حين تصبح الإساءة للدين وحماته عادة // الدكتورعمر ولد عبد القادر

أحد, 06/11/2017 - 20:21

في خضم الفوضى إلا لكترونية الهدامة, والتي تعيشها بلادنا للأسف منذ فترة, أتيح لكل مفلس أن يســوم ويتطاول على أي رمز’ سواء كان وطنيا كان أم سياسيا,ام دينيا في حين لايتعدى سقف غرض المتهجم أحيانا مجرد التميز في مواقع التمزق الاجتماعي أو ليذكر فيها اســــمه….!

لاغرابة أن يحدث كل ذلك في بلد تستباح فيه الأعراض والمقدســـات, ولم يسلم من الإساءات شفيع البرية عليه أفضل الصلوات الزكية,وحتى الذات الإلهية …..!, فلا وجود لأبسط رقابة إلكترونية. إذ لا وجود أصلا لسلطة الرقابة ولالرقابة السلطة…! ’ وإذا انعدم الحياء فليقل او ليفعل صا حبه ماشاء…!!

وسط كل هذا الهرج والمرج تطا لعنا من حين لأخر بعض التفوهات والتدوينات, والكتابات الموغلة في الإساءة إلى الد ين ورجالا ته المدافعين عنه : علماء وأولياء وصالحين ..! والأغلب أن تصدر من مـــــن باعوا الهوية والدين ’ لكسب ود وهوية أعداء الدين , أو من أشخاص لايفقهون ما يقولون , أولمئا رب انتفاعية أخري …

ولما كان للسياسيين وأصحاب النفوذ الد نيوي حفنة أزلام مطبلين لن يتركوا أبسط إساءة أو شتيمة في حقهم إلا أتو بمثلها أورد وها, ولأن الأولياء مشغولون بنصرة الدين قبل الاستنصار لأنفسهم’ فلابد هنا من توضيح بعض الحقائـــق ’ لنــقل خـــيرا فـــي حـــق هؤلاء أو لنصمت… !

لقد سجلت في الأيام الماضية على بعض المواقع والصفحات حملة منظمة تسهدف النيل من الشيخ التقى الورع الشريف الرضى سليل الأسرة الصعيدية الشريفة الطاهرة

وقد تعددت مواضيع الإنتقادات غيرالمبررة الموجهة للشيخ حيث طالت أعماله وهو المعروف بالا نفاق وتحمل قضايا الأمة ’ ومعاملاته العقارية الإسلامية التي لا لبس فيها من الناحية القانونية ولا الشرعية . ولا يحتاج الشيخ الى دفاع مني أو من أي أحد’لأن أعماله البرية و أخلاقه تتحدث عنه ’ والواضح لايحتاج إلى توضيح ، فالزائر لقرية التيسير المباركة بجد ذلك الجوالرباني المفعم بالإيمان والعبادات , وبالأخص حين تصادف الزيارة الندوة الأسبوعية لنصرة الحـــــبيــــب عليـــــــه الصـــلاة والســـلام حيث تمكنك الزيارة من مشاهدة عشرات بل مئات المريدين للنصرة وهم في مواكب راجلة وراكبة تنشد جوا إيمانيا

هادءا بعبد اعن صخب مدينة انواكشوط, وأجوائها المتعفنة أخلاقيا ’ وسهراتها الليلية المختلطة ودون اعتبار للطقوس الدينية المذهبية والطائفية أو الغلو ، رجال طاعتهم الذكر, يقرء ون القرءان والحديث ويتدارسونه

بينهم ثم يقلبون بعض صفحات السيرة المضيئة ، في جو يطبعه الاعتدال والتسامح .

وللتذكير فنصرة الشيخ للمصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام ليست وليدة اليوم ولا تدخل في إطار نصرة

السياسة ، وسياسة النصرة . فقد دأب عليها منذ الحلم ، وهي نهجه دائما ، فأي منا ينسى السهرات المحمدية التي يجيبها الشيخ منذ تسعينات القرن الماضي وحتى اليوم ابتهالا بالمولد النبوي .

أما بخصوص معاملات الشيخ محل انتقاد البعض وبالأخص ما يتعلق ببيع وشراء العقار وكباحث في المجال لا أجد أي مشكل قانوني أوشرعي لها ، بل بالعكس يجب الاستفادة من هذه الطريقة خصوصا في ظل تهاوى أغلب المؤسسات المالية الربوية واعتماد هذه الأخيرة على نهج النماذج الإسلامية

في المعاملات المالية ( وهذه ما سأقوم بتفصيلة في مقالات تخصصية لاحقة)

ولوكان الشيخ يريد الطرق الربوية أوالإسلامية التقليدية المشبوهة ، لانهالت عليه العروض والمناقصات من رجال الأعمال والبنوك ، ولفتحت المؤسسات المالية خزائنها لتعامل معه ، لكن الرجل وكما أوضح يريد لابتعاد عن الربى وما يقرب إليه . ويحسب لهذه المعاملة خلقها لاتمان متزايد عجزت عن توفيره المؤسسات الائتمانية نفسها، فلا يمكن انكار انه بمجرد ذكر اسم الشيخ يكون صاحب العقار مستعدا للتعامل . مقارنة مع الأشخاص الخاصة والعامة الأخرى ، بالنظر إلى أن البائع تربطه عقود إذعان مجحفة عادة .وهنا يمكنه مطالبة الشيخ مباشرة بالســـداد أو اللجوء لوسائل القانون بعيدا عن التعقيدات !

وهنالك مزايا أخرى تحققها المعاملة من أهمها :

 

أنها تضمن معاملة عقارية بسيطة يكون الزبون فيها متبصرا بجميع حيثيات العقد وأبعاده

تعتبر عمليات مباشرة بعيدة عن شجع السماسرة والمقاولين

هي عملية نفعية أقرب للبر منها إلى البيع لغياب حافز الربح .

 

والملاحظ أن هذه المعاملات لم تصل بعد إلى حد الــمماطلة الفعلية للدائنين، فكل ما في الأمر أن هنالك ترتيبات وحالة مالية تتعرض لها جميع المؤسسات والتعاملات وهي وقتية ، وقد اعتذر الشيخ عنها في الوقت المناسب، وعلى الدائنين أن يكونوا على ثقة كاملة بتسديد دونه كما تعود دائما دون اعتبار للفرقعات الكـــلامية الزائف .

وأما ما يتعلق باتهام البعض بتبييض الأموال فيجب عدم التلاعب بالمصطلحات واستخدامها في غير محلها ودون فهمها ومع أني سأتعرض للموضوع في معالجة منفصلة إلا أنه يجب الانتباه إلى أن تبييض الأموال جريمة مالية ممنهجة ومعقدة تتطلب مراحل وطرق ومؤسسات مالية…..

فيجب ان يكون الغرض من الغسل استثماري أو ربحي ، ومصادر غسل المال معروفة من اهمها المخدرات وبيع الأعضاء والسلاح والتزوير… فأين الشيخ من هدف الربح وهذه المصادر؟

كما أن من أهم مراحل هذه العملية الإيداع والتمويه ، والدمج وتتطلب كل هذه المراحل مصارف ومؤسسات مالية ونظام مصرفي … وهذا ما يناقض حالة الشيخ البعيدة عن العمليات المصرفية ونظام البنوك .

تجدر الإشارة إلى أنه من الناحية الدينية يتجاوز الشيخ الطريقة التقليدية المشيخية التي تستلزم وجود أتباع محددين في قالب من الطقوس المذهبية ، وانتهج طريقة وسطية جامعة قوامها المحجة البيضاء .

وفي الجانب الاجتماعي تسجل للشيخ مبادرته الإغاثية والخيرية المجزلة في العطاء ، ومثالا لاحصرا كفالاته في المجال الصحي ، وتكفلاته بمصاريف الزواج لمئات الشباب ممن لم يستطيعوا الباءة ، ونحن في مجتمع تنعدم فيه مظاهر التكافل ، والجمعيات الخيرية الرائدة في المجال ويتشبع بالعادات السيئة المنفرة أحيانا في الزواج ، بالإضافة إلى إلمامه الدائم بتحقيق السلم الاجتماعي وحل مشكل العبودية انطلاقا من تعاليم الشريعة الإسلامية .

فالشيخ إذن يمثل قيمة اجتــــماعية ودينية واقتـــــصادية يندر وجودها في زماننا واقل واجب ان ندعو له بالخير … حفظه الله من أعداء السوء …. وسينصر الله رسوله وينصر من ينصره

: أستاذ القانون بجامعة انواكشوط ــ وباحث في العمليات الإسلامية المصرفية

الدكتور : عمر ولد عبد القادر