موقف قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر من طرف أنظمة مصر والسعودية والبحرين والإمارات بنية ابتزاز وتركيع اخوتنا القطريين قرار لا يُفهم إذا لم يُوضع في إطاره الاستراتيجي وعمقه التاريخي .
إنها معركة أخرى، ولن تكون الأخيرة، في مسلسل الصراع من أجل التحرر من الاستبداد والفساد والتبعية على صعيد المنطقة وفي كامل الوطن العربي.
إنه فصل جديد من تواصل المخطط الجهنمي الذي تقوده حكومة الامارات ضد كل نفس تحرري وضد كل من يدعمه أصالة عن نفسها وعن اخطبوط من اللوبيات الصهيونية والاستخباراتية الغربية وأصحاب الثروات الطائلة المسروقة للشعوب الفقيرة.
هذه الحكومة هي التي موّلت الانقلاب على أول رئيس شرعي في مصر .
هي التي أغرقت تونس بالمال الفاسد لتمويل الثورة المضادة .
هي التي تسيل اليوم دماء الليبيين بتمويل عملائها في هذا القطر الشقيق .
هي التي تحرشت بتركيا فخسرت وخسئت
هي اليوم التي تقود الحرب على قطر لمعاقبتها على مساندتها للربيع العربي وقبله على فتحها لقناة الجزيرة والكل يعلم الدور الذي لعبته في تحرير العقول العربية.
وإن لم تدّعي قطر يوما انها دولة ديمقراطية لظروفها الخاصة فإنها دعمت دوما من منطلق التضامن مع الشعوب الشقيقة كل حركات التحرر الوطني ومنها ثورتنا المجيدة.
فقد وقفت مع بلدنا في أصعب الظروف الاقتصادية والكل يعرف أن الهجمة التي تعرضت لها أبان رئاستي كانت مدفوعة الأجر والدليل توقفها خاصة وقد تواصل الدعم القطري مكذبة أنه كان لأحزاب واشخاص بعينهم وإنما كان لتونس ودون مقابل.
إن قطر دولة صديقة لتونس وعلى حكومتنا التي تمثل نظريا شعبنا أن تحتجّ على محاولة عزل وخنق قطر وحتى محاولة وضعها تحت الوصاية وأن تطالب بوقف اجراءات ظالمة وعدوانية تمس شعبا مسالما ولن تزيد إلا في تعميق الجراح العربية.
عموما دور كل العرب المحبين للحرية وأساسا التونسيين أن يقفوا مع قطر لكي تتكسر أسنان حكومة الامارات على قطر كما تكسرت على تركيا .
المعركة معركتنا ومحاولة تركيع قطر مواصلة للحرب الخاسرة سلفا ، هذه الحرب العبثية التي أعلنها النظام السياسي العربي الفاسد القديم على كل نفس تحرري ظنا منه أن بقدرته وقف مسار التاريخ .
بقلم // منصف المرزوقي