بعد التحية والتقدير وأطيب الأماني بالصحة والسعادة والأمن والتوفيق أود تذكيركم بنقاط موجزة لا شك انكم تدركونها؛ فانتم مظنة الوعي والوطنية والنضج والحرص على الصالح العام:
أنتم رأيتم العالم الخارجي وجربتم الفرق بين الدول التي يوجد بها قانون ومؤسسات والتي لا توجد بها، كما عرفتم الفرق بين الدول التي تقدم لمواطنيها خدمات مفيدة خاصة في المجالات الحيوية مثل الصحة والتعليم والأمن، والتي لا تقدم سوى المغالطات والتزوير والتخلف. بل إن كثيرا منكم صرف ويصرف ماله لعلاج نفسه وذويه في الخارج غالبا.
أنتم تملكون استقلالية مالية _ بارك الله في أموالكم وأنفسكم وذويكم وحفظكم جميعا _ وهي فرصة لا تتوفر للموظفين هنا ممن يخقنهم النظام بسبب الرواتب والمناصب، كما أنكم بعيدون عن بطش يد النظام ضد رؤوس الأموال في البلد حيث يستطيع مضايقة اي رجل أعمال أو تاجر وإفلاسه؛ وعزل أي مسؤول يصرح بمعارضته، وهو ما انعكس على واقع المعارضة حيث لا نجد أي مدير أو رئيس مصلحة أو رجل أعمال يستطيع التصريح بمعارضته، وهي ظاهرة غير طبيعية مطلقا.
أنتم لا يقدم لكم النظام أي خدمة حتى جوازات السفر لا يمكن أن تحصلوا عليها إلا برشوة أو وساطة أو هما معا، ولا تقدم لكم السفارات أي خدمة عند الحاجة سواء أمنيا أو صحيا أو ماليا الخ، وتصرفون على صحتكم وصحة ذويكم وتعليم أطفالكم من جيوبكم في ظروف الغربة الصعبة. ثم أنكم على مستوى من النضج والوعي عال جدا نتيجة التعلم والتجربة والسفر والاكتشاف، كما أن عددكم مؤثر بارك الله فيكم وحفظكم.
إذن لا يمكن أن تكونوا راضين عن واقع بلدكم سياسيا ولا اقتصاديا ولا اجتماعيا، ولا يمكن ان تتفرجوا عن بعد وكأنه لا يعنيكم، فالمهاجرون غيروا بلدانا كثيرا. ويجب ان تلعبوا دوركم المؤمل منكم، وذلك برفض هذا المأزق الذي يزج ببلدكم فيه، ويتم ذلك من خلال الاتصال بذويكم ومعارفكم في الداخل، إذ يصعب أن يوجد شخص منكم لا يستطيع التأثير على عدة أشخاص في الداخل، فعبئوهم للمقاطعة وعدم المشاركة في هذا المسار الخطير، ومن لا يستطيع المقاطعة بسبب ضغط كبير من قريب أو شيخ أو مسؤول يمكن أن يصوت بلا على الأقل.
يجب أن تباشروا ذلك حسب ظروفكم فالوقت يضيق والشعب يتعرض لحملة هائلة من التضليل والتمييع، واستغلال وسائل الدولة وبعث الولاءات القبلية والجهوية الخطيرة على كيان الدولة. والمعارضون داخل البلد يتعرضون للقمع والحصار في وسائل الاعلام الممولة من مال الشعب، لذلك عليكم التعويل وفيكم الأمل.
حفظكم الله وبارك فيكم
أخوكم محمد الأمين ولد سيدي مولود