عزيز والضحية العاشرة: بقلم ضابط جبان متقاعد.

جمعة, 08/18/2017 - 16:56

ضحية عزيز الأولى هي الجيش الوطني الذي عين نفسه جنرالا عليه دون تعليم أو خدمة مهمة غير افساد السيارات وسياقتها بسرعة فائقة ، ثم بدأ يعين في هذه الرتبة السامية كل من يتبعه ويطيعه دون اي معيار بدءا برفيقه وحارسه الدنيء ولد الغزواني الذي لم يتميز هو الآخر في شيء سوى الإنزواء المشبوه في الشقق وحماية عزيز من تنحية الضباط الوطنيين له. اما الضباط المتعلمون الشجعان والوطنيون بدءا باعل ولد محمد فال وانتهاء بحماد ولد بيد مرورا بولد ازناكي وولد معيوف فلا مكان لهم بين جنرالات عزيز، الذين يرقيهم وينحيهم حسب هواه ولا هم لهم الا التجسس لعزيز والتحصيل والمبادرات والمناسبات الاجتماعية.
الضحية الثانية : الدستور والرئاسة والبرلمان: أول من استخدم الحراسة وشبان بازيب الجبناء الجهلة للإطاحة بالرؤساء وتعيينهم وترويضهم حتى في وقت صلاة الجمعة هو عزيز ، ومازال يفكر في تعيين رئيس بعده والتحكم فيه بنفس الطريقة المتغطرسة والمهينة. اما الدستور عند عزيز فهو شيء تافه في يده ، فعندما خالفه ولد الشيخ عبد الله حرض عليه بيشمركا من البرلمانيين وجاء له بتهم مضحكة كتعطيل عمل السلطة التشريعية (سبحان الله عزيز يتكلم عن تعطيل واحتقار السلطة التشريعية) ثم قرر دون انتظار أن يسجن الرئيس المنتخب ويعطل الجزء المتعلق برئاسة الجمهورية من الدستور ويترك ما يترك ما يتعلق منه بالبرلمان ، أتدرون لماذا فعل عزيز هذا ؟ فعله من أجل توطيد الديمقراطية واحترام المؤسسات !!!!! واليوم وفي القرن الواحد والعشرين ترى رئيس الجمهورية وأبواقه من الموظفين الرسميين وغيرهم يسبون الغرفة العليا في البرلمان بأقبح الاوصاف ويحاصرونها على مرأى ومسمع من العالم ، حتى قبل إقرار مهزلة التعديلات الدستورية ومسرحية التزوير الأخيرة التي يترفع عنها حتى يحيى جامي وأمثاله من أوغاد افريقيا !!!!
الضحية الثالثة : الاقتصاد والمال: عين ولد عبد العزيز أسوأ اللصوص وأذكاهم يحيى ولد حدمين على شركة ATTM ثم على وزارة النقل والتجهيز ثم على رئاسة الحكومة ، وجمع الاقتصاد والمالية للمختار ولد اجاي الذي يعتبر من أتفه الأطر وأبعدهم عن الوطنية والرزانة وقوة الشخصية والخبرة بالميدان ، بعد أن أكمل سمساره السابق سيدي ولد التاه صفقة بيع الشواطئ الموريتانية لشركة صينية خارجة عن جميع الأطر والشفافية والمعايير الدولية. وعين اللص المغرور ولد اوداعه على شركة اسنيم ليضعها في حالة من الانهيار الفني والمالي والأخلاقي لم يسبق لها مثيل وستظهر نتائجها قريبا ، وتآمر الجميع مع شركة النجاح البدائية والشيخ الدجال على صفقة مطار أم التونسي المشؤوم الذي أفقد البلاد دفعة واحدة أكثر من ثلثي سيولتها واحتياطها من النقد الأجنبي ، مما دمر ومازال يدمر الاقتصاد الوطني ويؤدي الى انكماش متزايد في الأسواق والعقارات وبيع وتنمية المواشي والاداء المصرفي مما سيؤدي في نهاية المطاف إلى انهيار تام للاقتصاد والمالية والعملة الوطنية ، هذه الأخيرة التي كلف بها عزيز قريبه الشاب الحاصل على شهادة بسيطة في المعلوماتية ولا يفقه شيئا في العملات والبنوك التجارية فضلا عن البنوك المركزية . ومازالت الحكومة تمتنع دون حياء من تلبية طلب البرلمانيين المتتالية للكشف عن طبيعة وأرقام صفقة المطار المشؤومة. أما صفقات الفساد الأخرى والفضائح في جميع مجالات الاقتصاد والاخلاق فقد أصبحت واضحة للجميع.
الضحية الرابعة : الإعلام: يكفي الإعلام انحطاطا واستهزاء أن أكبر وأعرق مؤسسة إعلامية وطنية في موريتانيا يديرها سكير ملحد مازال الجميع يتذكر سرقته لحلي المعلومة بنت الميداح ، وان التلفزة الوطنية تديرها امراة عامية لا تستطيع حتى الكلام ولا تربطها أي صلة بالتعلم ولا بالاعلام ولا بالادراة وتتصرف في هذه المؤسسة الوطنية على هواها ولا يعقب احد امرها ، لا لشيء سوى علاقة اختها الشخصية بولد عبد العزيز. والأخطر من هذا والأمر إطلاق العنان للمستشارين الكاتبين الرسميين إسحاق "غير الكنتي" ومحمد "المخزي" الذين يصبّحان كل يوم الوطن والمجتمع والعلماء والساسة والتاريخ بقيئهما وكذبهما ونفاقهما وأمعائهما المجرورة أمام القراء والمشاهدين على مدار السنة ، وإطلاق العنان لمستشار التجسس والخسة المسمى احميدة الذي يتجسس على القوات المسلحة قبل ان يعتدي على خصوصيات الناس ويكشف عوراتهم حسب هواه وهوى سيده.
الضحية السادسة : السياسة الخارجية: يتبجح عزيز وإعلامه وانصاره بما تصادف معه من مناصب إقليمية شاغرة وما أوصلته اليه المضاربات الدولية من مؤتمرات ومبادرات لا قيمة لها ، لكن الحقيقة المرة أن قادة وسفراء الدول الكبري والصديقة والشقيقة والمجاورة يتفقون على ان عزيز لم يستطع ان بتصرف كرئيس وانهم لم يعرفوا كيف يتعاملون معه. فقد قال محمد السادس انه تعامل مع الجهال والدكتاتوريين والمعقدين والطماع لكنه لم ير رئيس دولة مثل محمد ولد عبد العزيز ولم يعرف كيف يتعامل معه ولم يقل له لماذا يعامل المغرب بهذه الطريقة ، وقال الرئيس السنغال ماكي سال لنظيره المالي ان الطريقة التي يسلم بها عزيز على القادة والمسؤولين غريبة شيئا ما فأجابه الرئيس المالي قائلا: C’est un complexé ، إنه إنسان معقد! وقال الشيخ تميم وسفيره انه اطمع وأجهل رئيس في التاريخ! وقال عدة وزراء ومسؤولين موريتانيين انهم يتعجبون من رئيس دولة يسلم على الناس باصبعه وينظر اليهم بقرنه!
الضحية السابعة : القضاء والإدارة والتعليم والصحة : يأتي عزيز برؤساء المحكمة العليا ووزراء العدل ووكلاء الجمهورية من الشارع ويكلفهم بأخبث المهام السياسية والقضائية ويعزلهم لأتفه الأسباب ويحاصرهم ويذلهم ويسبهم حسب هواه. وعندنا قضية ولد الغيلاني وقضية الخليل وقضية بدر والتجسس على السناتور ولد غدة. اما الادارة فلا يستطيع احد أن يريك شيئا في موريتانيا اليوم يشبه إدارة محترمة تعمل بانتظام ومسؤولية وبالمفهوم المتعارف عليه، ويفتخر عزيز بأنه أفقر الموظفين والإدارات وانتزع من الجميع السيارات والسكن والهيبة وصار يستفزهم بما يسمى المفتشية العامة للدولة التي يتكون أعضاؤها من مجموعة من البيادق لا خبرة لهم ولا مبادئ يظلم بهم عزيز من شاء من العباد ويفسد بهم البلاد كما فعل مع جنائز المستقلة للانتخابات. و بينت فضيحة الإستفتاء الأخير مدى احتقار عزيز للموظفين واستخفافه بهم وارساله لهم متى شاء وكيف شاء . اما التعليم والصحة فانظروا الى اولادكم ومرضاكم ومدارس الدولة والأيام التشاوية حول التعليم.
الضحية الثامنة : التاريخ والمقاومة: بعد أن فشل خطاب محاربة الفساد وتجديد الطبقة السياسية وأصبح أجهل الناس وأكثرهم أمية وتغفيلا يدرك كذبه وسخافته توجه عزيز إلى التاريخ والمقاومة ، لكنه رجع ومدح كوميات إرضاء لابنائهم واحفادهم الذين يعملون معه في الجيش والامن ، وعندما جاء الى النعمة ولعيون وقال له بعض المستشارين ان الحوضين لم يطلقا رصاصة واحدة ضد الإستعمار النصارى رجع ومدح المقاومة الثقافية ، وعنما جاء للترارزة جاملهم وقال انتم سباقون الى للمقاومة . والان وبعد ان بدأ عزيز يسأل عن مبادئ التاريخ وراى ردة فعل الباحثون والمثقفون والمدونون الذي بينوا له بالوثائق ان 99 في المائة من سكان موريتانيا اختاروا مبمرا مكاتبة النصارى الذين ضمنوا لهم السلم والتعايش وشيدوا لهم حرسا ونظاما وقانونا ومرافق للصحة والطرق والتنمية الحيوانية والمواصلات ووفروا لهم شيئا يلبسونه ويأكلونه ومنحوهم كيان سياسي مستقل عن دول كبرى كانت ستبتلعهم وتمحوا ثقافتهم وعاداتهم ، كما بينت له الكتابات اليومية ان قبيلته لم تكن بدعا من قبائل موريتانيا الأخرى حيث كتب الفرنسيون ان أولاد بسبع هم أول من حارب من البيظان مع فيديرب ضد الأمير محمد لحبيب وانهم اول قبيلة سلحها الفرنسيون بالسلاح الأوتوماتيكي ليهيمنوا به ويقتلوا امير آدرار الذي طرد بعثة ابلانشي وانهم هم من قتل بكار ولد اسويد ومحمد المامون وان صاحب اللحية الزرقاء اخيارهم السباعي هو الذي جعل نصارى اندر يساندون الأمير بياد وينصبونه اميرا كي يوقع لهم الحماية . والان سيصر عزيز أكثر على خطاب المقاومة بعد أن عرف جيدا ان المقاومة المسلحة التي يدعو لها ويخلدها في العلم الوطني لم يبق منها بعد دخول الفرنسيي لادرار الا قلة قليلة من المفسدين المبعوثين من جهات أجنبية أو بعض قطاع الطرق ولم يقدم الجميع للبلاد الا ترويع الناس والانتقام من القبائل واختطاف المواشي والعبيد.
الضحية التاسعة : القبيلة : تعتبر قبيلة أولاد بسبع الشريفة والوطنية أكبر متضرر من ولد عبد العزيز، فحتى أسرته الخاصة أسرة أهل اعلي لم تنجو منه ، وحتي ابن عمه البطل والمثقف الشهم اعل لد محمد فال الذي أدخله الحياة المدنية والعسكرية وحماه من ولد الطايع وسوقه له ورفع رتبته لم يقابله الا بالنكران والشتم والدسائس والمحاصرة إلى أن توفي. أما ولد بوعماتو وأسرة أهل مامي وأهل الشيكر وغيرهم من رجال القبيلة النبلاء والراقين والمشهود لهم بحسن معاملة الناس وخدمة الدولة والمجتمع فقد تضرروا من عزيز تضررا لم يعرفه غيرهم. وأكبر ضرر للقبيلة هو ما يقوم به عزيز ومخابراته وكتابه من تزوير التاريخ وتمجيد جهات وسب أخرى والهجوم على الاعلام والرموز المتفق عليهم حتى ظن الناس ان قنوات القبيلة وكتابها وشبابها من وراء ذلك والقبيلة منه براء وعبرت عن ذلك . و من يعرف أولاد بسبع يعلم أن علاقاتهم في السنغال والمغرب وعلى الضفة وداخل ولاية اترارزة والحوض والعصابة أحسن منها في الشمال موطنهم الأصلي ، لكن ابنهم هو الذي يفسد عليهم وعلى المجتمع الموريتاني كل شيئ بسبب العقد والجهل والجشع.
الآن بعد أن أتى ولد عبد العزيز على الأخضر واليابس وتجرأ على ما لم يتجرأ عليه رئيس ولا سياسي ولا ضابط ولا مواطن بسيط من فساد وسفه واحتقار وكذب وتبجح اتجه هذا الرئيس المعقد إلى الرموز الوطنية التي هي آخر شيء يوحد الموريتانيين ويجمع شملهم ويربطهم بدولتهم ويستقر في ذاكرتهم من استقلال البلاد إلى اليوم وعبث فيها بالألوان والحوار المفروض من جانب واحد والإستفتاء المزور الذي بذرت فيه الأموال الطائلة وقهر فيه الرجال الشرفاء والوضعاء . فإلى أين سيصل عزيز بموريتانيا ؟ وماذا بقي له ؟ وهل يوجد أسو مما حصل حتي الآن؟ وهل من أمل ؟ وما العمل ؟
الشيئ المؤكد والمتاح للجميع أن يمتنع كل من به بقية من الأخلاق أو والوعي أو الوطنية عن مساندة وتبرير وتلميع ما نراه من فساد وزور وباطل . ولا شك أيضا أن العصيان المدني والتظاهر السلمي بعد كل صلاة جمعة حتى يجتمع النصاب المطلوب للصمود وقضاء ليالي الصيف أيامه في الساحات العمومية الكبرى سيحرج الضباط والجنود الحقيقيين في قواتنا المسلحة وقوات الأمن التي من المؤكد انها لن تطلق طلقة واحدة تجاه المواطنين في سبيل محمد ولد عبد العزيز. ناهيك عن جنرالات المهرجانات الذين لم تعد لهم علاقة بالقوة والسلاح ولا يعرفون كيف يستعملونه وانما يعملون تحت امرة بازيب والجواسيس والتيفاي. يتواصل. ض.ج.م