اعتقال السيناتور ولد غده و الرهان الخاسر...:

جمعة, 08/18/2017 - 20:23

يدق نظام محمد ولد عبد العزيز مسمارا آخر في نعشه و يُبرهن على قدرته على الاستخفاف بعقول الموريتانيين, فبعدما طرح فخامة الرئيس الاستفتاء على التعديلات في تحد صارخ للدستور و القوانيين الموريتانية, و بعدما زور نتائج الاستفتاء بشكل فاحش و أوهم نفسه بهتانا أن أكثر من 53% من الموريتانيين صوتوا لاستفتاءه اللّادستوري (والكل يعلم أن مكاتب التصويت, و خصوصا في الداخل, ظلت خاوية على عروشها لم تجد من يزورها, و تم توثيق ذلك بالصور و الفيديوهات و عن طريق ممثلين في مكاتب التصويت تواترت شهاداتهم عن ضخامة المهزلة)...

بعد كل ذلك, ها هو النظام يُضيف مقطعا آخر لمسرحيته بتلفيق تهم سخيفة لا يصدقها عاقل ضد السيناتور محمد ولد غده, في محاولة واضحة لتكميم فمه. حصل ذلك بعد أن تم اختطافه في عملية كانت أقرب لعمليات قُطّاع الطرق منها إلى عملية اعتقال في دولة قانون, و بعد أن كان تم قمعه و التنكيل به و هو شيخ محترم يُفترض أن تُحترم حصانته, خصوصا أنه لم يقم بأي فعل مخالف للقانون, بل كان كغيره يحتج سلميا ضد استفتاء لادستوري.

لا تصدقوا ما سيُروج له النظام من سخافات, و الحقيقة أن نظام ولد عبد العزيز باستفتاءه اللادستوري (لا ولد غده), هو من يُعرِّض وحدة موريتانيا للخطر, و هو من يدفع بها نحو الانقسام, و سينكشف ذلك قريبا عندما تتم المصادقة على العلم الجديد, حيث سيستيقظ النظام على أن السواد الأعظم من الموريتانيين يرفضون علمه الجديد كما رفضوه عندما قاطعوا المهزلة يوم الاستفتاء, و سيكون هناك علمان, أحدهما عزيزي, أحمر الشفاه سيرفرف فوق كل الدوائر الرسمية, و الآخر علم كل الموريتانيين الذين تربوا عليه و لن يرضوا له بديلا.
ستكون هناك موريتانيا الديمقراطية التي يتشبث شعبها بدستوره القديم و يطمح لتناوب سلمي على السلطة وسيكون هناك أنصار ما يسمى الجمهورية الثالثة و التي بدأ عهدها بالاحتقان السياسي و القمع و التنكيل و مصادرة الحريات, و لا أحد يعلم أين ستأخذ موريتانيا.

نتمنى من النظام أن يتدارك الأمور قبل أن تخرج عن السيطرة, و نتمنى من أنصار النظام أن يدفعوا به إلى مراجعة نفسه, إن كان لهم في الأمر شيء, فموريتانيا لا تحتمل المزيد من التصدع.

عن صفحة:Saad Hamadi