الحقيقة (نواكشوط) في قرية القدية الواقعة 100كلم شمال تجگجة وبالتحديد بجوار گلتة القدية ولد سنة 1973محمد ولد آب ولد أحمد محم...، أمه عائشة بنت الولي سيد عبد الله ولد أحمدقاسم، وكانت أسرته أهل أحمد محم تسكن بسبب كثرة أنعامها من إبل وبقر وغنم منعزلة عن باقي لفريگ الثاني من أهل القدية في الخد الغربي بينما يسكن بقية القوم في الخد الشرقي للقدية، ترعرع الفتى محمد الملقب محم بين سبعة اخوة. ونشأ منعزلا انطوائيا وكان بادي الذكاء متفوقا على رفاقه في المحظرة والمدرسة، أخذ الباكلوريا سنة 1991 من ثانوية تجگجة، ليلتحق في نفس السنة بالجيش الوطني سلك الضباط، وتخرج من المدرسة العسكرية بأطار في سنة 1993 ملازما، عمل في أطار لمدة 10سنوات، حصل بعدها على رتبة نقيب في الجيش سنة 2003. ومنح إلى فرنسا سنة 2004 ليعود نقيبا متخصصا في الاستطلاعات العسكرية من خلال دورة تكوينة ناهزت العام، رجع محم إلى المنتبذ القصي وعين قائدا لفصيلة "كابتينات" س س ب، وبعدها تم اختياره بالتزامن مع افتتاح قاعدة في "بولنوار" 80 كلم من انواذيبو، تم اختياره قائدا للسرية هناك، و مع بداية سنة 2008 تم اختطاف فرنسين من طرف القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وهو الأمر الذي استدعى تدخل قوة فرنسية بالتنسيق مع السرية العاملة في معسكر "بولنوار" بقيادة النقيب محم، قاتلت الكتبية إلى جانب الفرنسين وهزمت القاعدة وحلفاءها من مهربين وتم في الأخير تحرير الرهائن الفرنسين بفدية، رحل الفرنسيون تاركين عتادهم من أسلحة وأجهزة للكتيبة، رسم النقيب محم لكتيبته جدولا تدريبيا انطلاقا من تكوينه العسكري في فرنسا، ومع انقلاب 2008 أشار بعض الضباط على ولد عبد العزير أن هناك نقيبا صاعدا خبيرا في الاستطلاعات العسكرية، وأنه يصلح لمحاربة القاعدة، وفي يوم الخميس 15 سبتمير 2010 تلقى النقيب محم أوامر بمطاردة القاعدة على الحدود، بات صبيحة ليلته تلك على مشارف مدينة النعمة، و حسب التوقعات والاستطلاعات العسكرية ـ خاصة الطائرات الفرنسية ـ فإن العدو كان على تخوم حاسي سيدي80 كلم من تمبكتو في الأراضي المالية، وفي يوم الجمعة 16 سبتمبر 2010 اتجهت الكتيبة إلى مكان الهدف، قبل تحرك الكتبية للهدف أشار عليهم النقيب محم أن يحطوا رحالهم ليرصد هو بنفسه الجماعات المسلحة، مشى قرابة 7 كيلومترات حافيا وفي بعض الأحيان منبطحا، ومع وصوله لحاسي سيدي لم يجد لا الجماعات ولا حتى آثارهم، فاخرج جهازه اللاسلكي مبلغا الكتيبة بعدم القدوم إليه وهي الإشارة التي التقطتها سرية الفرقان بقيادة يحيى أبي الهمام فحاصرته طالبة منه تسليم جهاز الإرسال وجهاز الخرائط وتحديد المواقع الذين كان يحملهما وانه إذا أخبرهم بكل المعلومات يمكن أن يتسامحوا معه وهي الخطوة التي لم يقبلها هو بل تعمد إخراج الأجهزة وتدميرها بسلاحه بعدما أخبر كتيبته أنه محاصر وأن عليها أن تعود للقاعدة في النعمة، عندها فجّر عناصر جماعة الفرقان جسمه بالكامل بقذيفة، ثم قاموا بمطاردة كتيبة الجيش موقعين 12قتيلا و17جريحا واستولوا على بعض العتاد و السيارات والرشاشات، يقول الإعلام الرسمي إن ولد عبد العزيز أشرف بنفسه على عملية حاسي سيدي من خلال قيادة الأركان بنفسه، كما يقال إن أحد عناصر الكتيبة من حيشنا الوطني هو من أبلغ الجماعات وأنه على اتصال مباشر معهم، فتوفرت لدى سرية الفرقان معلومات استخبارية تفيد بقدوم وحدات عسكرية من الجيش الموريتاني فاستدرجتهم إلى الكمين.
رحم الله الشهيد محم فقد كتب بدمه الطاهر اسمه عاليا في سفر الخلود ورحم الشهداء الأبرار المنسيين ..
كامل الود
المصدر بتصر + الساحه