أفكار بين يدي مؤتمر تواصل الثالث ........................................مولاي عبدالله مولاي أحمد

جمعة, 12/22/2017 - 22:51

لم يعد ضروريا أن يُقال إن حزب تواصل الإسلامي في موريتانيا هو أكثر أحزاب البلد ديمقراطية في أدائه الداخلي وتداول مناصبه وصناعة قراره الوطني.

 

الآن يعقد الحزب مؤتمره الثالث، وسيختار فيه -بقوة نظامه الأساسي- رئيسا جديدا ليس هو الأستاذ محمد جميل منصور؛ الرجل الذي لا يشبهه -في رأيي- رئيس أي حزب آخر من حيث رسوخ القناعة وقوة الإقناع، ومن حيث صفات فكرية وفطرية أخرى تلائم قادة الأحزاب وصناع الرأي.

 

أمَا وقد أصبح التغيير في قيادة "تواصل" واقعا أو كأنه قد وقع، فإن على التواصليين اختيار رئيسهم الجديد بقدر كثير من التجرّد وقدر أكثر من الواقعية، وفي ضوء هذه الحقيقة المجملة وأضواء حقائق تفصيلية أخرى، أرى أن من المهم اختيار الرئيس الجديد وفق ضوابط مجردة لا يعوق عن تمثّلها مزاج شخصي أو هوى متّبع. بعض هذه الضوابط يتعلق بصفة الرئيس وبعضها بقراءة الواقع واستشراف المتوقّع.

 

بالنسبة إلى صفات شخص الرئيس فإني أراها ثلاثة:

1 - الخبرة

2 - القدرة الإدارية

3 - المقبولية الجماهيرية

 

وبالنسبة إلى الواقع والمتوقع، فإني أرى أن التواصليين عليهم تدبّر الحقائق التالية:

 

1 – أنهم حزب منحاز بأدبياته وتاريخه إلى المعارضة ومرتبط في الذهنية الجمعية للشعب والنخبة بأنه معارض، وأن هذه المعارضة واقعة في بلد عربي ديمقراطيته شكلية ويحكمه العسكر.

2 – أنهم حزب إسلامي في بلد تربط رئيسه علاقة قوية وحيوية مع قوى إقليمية عربية تستحل دماءهم وأموالهم، بلهَ حقوقهم الأخرى.

3 – أنهم حزب يمثل ثقلا سياسيا وشعبيا متناميا في البلاد، والمحافظة على هذه المكانة وتوسيعها أمر يحتاج إلى قيادة قادرة وجديرة.

4 – أن البلاد حبلى بأحداث محددة ومتوقعة بحكم الدستور؛ منها انتخابات رئاسية (يكتنفها غموض شديد)، وانتخابات نيابية وبلدية، وأحداث متوقعة لكنها غير محددة بحكم الاحتقان السياسي، وهذه الأمور جميعها توجب اختيار رئيس مهيئ للتعاطي مع زوابع سياسية قد تصل إلى مستوى الأعاصير.

 

بناء على هذه الأفكار وعلى أفكار أخرى ليس سردها ضروريا لتفهم، فإني اقترح على المؤتمرين في مؤتمر حزب تواصل الثالث الآتي:

 

1 – انتخاب السيد الشيخاني ولد بيبه رئيسا للحزب.

2 – اشتراط اختيار السيد الشيخاني لهذا المنصب بتعهده بالعمل وفق خارطة طريق محددة لتمكين الشباب (ذكورا وإناثا) وتوسيع مشاركتهم الإدارية في اتخاذ القرار وتسيير الحزب بما يناسب مشاركتهم النضالية، وبما يفرز منهم خلال السنوات الخمس القادمة طبقة سياسية معروفة عند الشعب كما هي عند النخبة، وقادرة على تولي شأن الحزب ومعالجة الشأن الوطني.

3 - إعادة النظر في أداء المنظمات الموازية (الشبابية والنسائية) للإجابة على السؤال التالي: هل يتسبب انفصال هاتين المنظمتين عن الجسم الإداري المركزي للحزب في نوع من عزل الشباب والنساء عن تأثير في صناعة القرار يناسب حجمهم وأداءهم؟

4 - استحداث منصب ناطق رسمي باسم الحزب.

5 – استحداث أو إلغاء ما يقتضيه تحقيق الأهداف المذكورة من المناصب والأجسام الإدارية.

 

وفق الله التواصلين للخير.