القمامة و صفقات التراضي....../

سبت, 01/27/2018 - 17:41

هنالك من يرى في القمامة أنها مجرد أوساخ و قاذورات يرميها الناس بمكب النفايات لكي تنقل بعيدا فتصرف صحيا حسب ما هو معروف دوليا، بينما يعيش منها آخرون و يعتبرونها مصدر رزقهم فهم يوفرون منها قوتهم اليومي، و من هؤلاء الأطفال و المتسولون الغلبة و كذا أهل العربات المجرورة بأنواعها حيث يجدون فيها ضالتهم، فقد يعثرون على بعض الأغراض و الأدوات المستعملة و غيرها من الأمور التي يرميها ميسوري الحال و عالة الدولة المدللين و غيرهم بغية إخلاء المنزل للحاجات الجديدة و إظهار القوة للضعفاء الذين لا يجدون قوتهم اليومي..؛ إلا أنه توجد طبقة مخملية أخرى- من المتنفذين و رجال الدولة العميقة النافذين- بين هذه و تلك تعتبر نفسها المسؤولة عن الأمور المتعلقة بالنظافة أيا كانت، و قد إحتاطت لذلك حيث أنشأت و إستحدثت مؤسسات وهمية تعنى بالنظافة و الصرف الصحي فتراهم يتقاتلون على الصفقات الخاصة بهذا القطاع و يربحونها دون منازع، لكن تلك الأموال المخصصة لهذه العملية لا تستخدم فيها فتذهب للبطون و الجيوب و توضع بالحسابات البنكية بالخارج إلى أن يحين الوقت لإستعمالها في مشاريع أخرى كأخذ الإجازات و العطل بالخارج مع العائلة و الأصدقاء و شراء الفلات و المنازل و السيارات الفارهة و غيرها، في حين يبقى المواطن البسيط- و خاصة القاطنين بالأحياء الشعبية الفقيرة أو العشوائية- هو الضحية حيث يعيش أوضاعا معيشية كارثية ملؤها الفقر و التهميش و الحرمان هذا بالإضافة لتكدس القمامة أمام المنازل و بالطرقات العمومية الغير معبدة أصلا، فبينما كانوا ينتظرون من البلديات و المؤسسات المعنية إزالة هذه النفايات عمدت الأخيرة لأسلوب جديد ترى أنه فعال ألا و هو القضاء عليها حرقا، و هو ما شاهدناه مؤخرا و خاصة في هذه الأيام حيث ترون سماء العاصمة انواكشوط ملبدة بالغيوم الدخانية و الروائح تعج بها المنازل، مما سبب الحمى و السعال و الربو حيث إمتلأت المستشفيات و المصحات بالمرضى و المصابين بهذا النوع من الحالات الوبائية و التي تحدثت عنها وسائل الإعلام المائعة منذ أيام.. فإلى متى سيبقى الحال على ما هو عليه، و نحن في إنتظار المأموريات و الأحلام الوهمية..؟

بقلم أحمد ولد محمد ولد نافع