في إطار سعيها الدؤوب لإسماع مواطني لعصابه أفكار وآراء المنتخبين و الأطر والفاعلين وقادة الرأي، وحرصا منها على إتاحة الفرصة لكل أبناء المنطقة للإدلاء بما لديهم من رؤى وتصورات تتعلق بالشأن العام ؛ التقت وكالة كيفه للأنباء بالنائب الشاب عن مقاطعة كرو السيد محمد يسلم وعبد الله(سلام) وأجرت معه مقابلة هامة تحدث فيها عن قضايا وطنية ومحلية وهذا نص المقابلة كاملا:
وكالة كيفه للأنباء : السيد النائب تبذلون – مشكورين - جهدا كبيرا في توصيل صوت الجماهير ومعاناتهم للجهاز التنفيذي فهل تعتقدون أن الأمر ناجع في هذا الجو المشحون والصدام الكبير بين النظام الحاكم والمعارضة؟
النائب سلام: بسم الله الرحمن الرحيم وصلي الله علي نبيه الكريم.
في البداية أشكر موقع كيفه المحترم علي إتاحة هذه الفرصة كما أشكره علي ما يقوم به من أجل هذا الوطن بصفة عامة ومن اجل ولايتنا الحبيبة بصفة خاصة.
طبعا نحن نعتقد اعتقادا جازما أن الحقوق لا تنال إلا بالنضال السلمي فالصدام والخلاف والصراع سنة كونية بين الحق والباطل وفِي هذا الجو المشحون بالظلم نحاول أن نقوم بمسؤولياتنا أو بعضها تجاه من انتخبونا وسنستمر في هذه الطريق بإذن الله تعالي التي نؤمن أنها هي الخلاص لهذا الوطن قال تعالي (ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الاعلون ان كُنتُم مؤمنين) صدق الله العظيم.
وكالة كيفه للأنباء : نواب حزبكم وحدهم من الطيف المعارض هم من يوجد اليوم بالبرلمان ومن خلال هذه التجربة والأداء فهل كان حزب "تواصل" صائبا في مشاركته في الانتخابات الماضية أم العكس هو ما أظهرته الأيام؟
النائب سلام: شخصيا لا اعتقد ان المقاطعة وخاصة في الانتخابات التشريعية والبلدية من أفضل الحلول فرب عمدة بلدية خير من ألف ورب نائب معارض للفساد موال لقضايا وطنه خير من مقعد فارغ واعتقد ان مشاركة تواصل خير دليل علي ما قلته.
وكالة كيفه للأنباء : يشعر سكان ولاية لعصابه التي تمثلون إحدى أهم مقاطعاتها بالتهميش والنسيان من طرف الحكومة الموريتانية فهل تشاطرونهم هذا الإحساس وماهي أسباب هذا الأمر في نظركم؟
النائب سلام: نعم أشاطر سكان ولاية لعصابة في الإحساس بالتهميش والظلم والتمييز غير الإيجابي الذي يعانونه ولكن أعتقد ان بقية ولايات الوطن تشارك لعصابة نفس الإحساس وأسباب هذا الظلم الْيَوْمَي هي أسبابه بالأمس، استخفاف من الطغاة والمفسدين مشفوع بطاعة من الرعية والمتمصلحين. قال تعالي (فاستخف قومه فأطاعوه) صدق الله العظيم.
وكالة كيفه للأنباء: يعيش المواطنون بمقاطعتكم وبمختلف ولايتكم لعصابه أوضاع معيشية مزرية في ظل ترد غير مسبوق للخدمات وفي عام يضرب فيه الجفاف عالم الريف، هذه هي حقيقة الواقع ،غير أن السلطات العمومية تصف كل شيء على أنه على أحسن ما يرام فبم تعلقون على هذه المفارقة؟
النائب سلام: وهنا مربط الفرس وأستسمحكم فلربما أطيل السير في هذا المربط،وهو الواقع الذي يعيشه المواطن في أنحاء هذا الوطن وهو واقع مزر للغاية علي كافة المستويات سواء علي مستوى الفقر،أو علي مستوي تردي المنظومة الصحية،حيث لا مراقبة علي تدفق الأدوية المزورة ولا علي الأخطاء الطبية،فالعدالة غائبة في هذا القطاع تماما،كما هو حالها في بقية القطاعات فلن تجد أمام المستشفيات الوطنية،من اصحاب الأمراض المزمنة،الا ذوي الايدي المتربة،وأما ذو الدثور، وأصحاب الدخل العالي من الأجور فستجدهم يتزاحمون عند نقاط العبور،ليتعالجوا خارج هذا الوطن المأسور،وقس علي الصحة التعليم،قياسا مع عدم الفارق أيها الأخ الكريم، وفِي المنظومة الأمنية التي لطالما تغني بها بعض الموالين ورقص عليها البعض الاخر نجد المواطن يعيش في واد آخر من الانفلات الأمني فالناس ليست آمنة في شوارعها ولا في منازلها،فالأرواح تزهق ليلا ونهارا وليس ذلك سرا بل جهارا،وفِي منظومة العدالة لا يستوي المواطن الموالي والمقرب من النظام،مع المعارض المغضوب عليه في تطبيق سائر الأحكام،والقرءان يحث علي العدالة بين الناس التي تشمل المسلم والكافر فما بالك في العدالة بين أبناء الوطن الواحد والمعتقد الواحد قال تعللي (إن الله يأمركم ان تؤدوا الامانات إلي أهلها وإذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل)صدق الله العظيم.
ولا أمل في التقدم ما لم تصلح العدالة فهي المضغة التي اذا صلحت صلحت الدولة كلها، ومع هذه الحقائق المرة، والأمثلة المظلمة،فنحن لا نتوقع ان يظهر الطرف الاخر إلا صورة مضيئة فلم نجد علي مر التاريخ من المفسدين والجبابرة والمتحكمين في ثروات البشر من اعترف بظلمه ورجع عن السير في محجته،وبالتالي لا نتوقع من هذ النظام إلا رسم الصور الوردية في حديثه عن سائر الاصعدة.
وكالة كيفه للأنباء : يقوم التعاطي السياسي بولاية لعصابه على الصراعات القبلية فتتمكن نزوات العواطف من توجيه الناس وتغيب نظرات العقول وهناك يتمكن الأشخاص الفاقدين للضمير والكفاءة والحس الوطني من قيادة المشهد فهل ترون – سيادة النائب – ضوء في نهاية هذا النفق؟
النائب سلام: نعم هناك اضواء في آخر النفق ومن بينها موقع كيفة وبقية المواقع الموالية لقضايا المواطن العادلة فلن يضيع حق وراءه مطالب ونحن لسنا اقل شانا من بقية بلدان العالم التي تشهد تقدما ملحوظا في شتي مجالات الحياة وخاصة البلدان المجاورة وأما النظرة القبلية فإنها نظرة ضيقة ولا تبني بها الدول ولا تصلح لغير القائمين علي الشأن العام وأحرى بالقائمين عليه . وبالتالي اعتقد ان توعية الناس بما لهم وما عليهم هي أنجع وسيلة لتغيير واقعهم سواء عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي (الوتسب والفيس بوك )أو المواقع أو غير ذلك فكل يقوم بواجبه من موقعه وكل موقوف يوما لتكتب شهادته ويسال عما كُتب قال تعالي (ستكتب شهادتهم ويسالون) صدق الله العظيم.
وكالة كيفه للأنباء : بسبب الحاجة الماسة للفقراء بمقاطعة كرو لأي شيء والغياب المطلق للدولة عن التدخل لتحسين الخدمات يقوم النائب سلام ولد عبد الله في بعض الأوقات بتقديم المساعدة للسكان ، ألا يمكن أن يأتي ذلك بنتائج عكسية وفي النهاية يفضي إلى امتصاص سخط الجماهير ويصرفها عن مواجهة من يتولون تسيير الأمور وطرح مطالبها الاجتماعية بقوة .
النائب سلام: انصح المواطنين بما أنصح به نفسي وهو أن يهتموا جميعا بالشأن العام ويعلموا ان كل واحد منهم مسؤول من موقعه فبناء وطننا،يحتاج لتكاتف جهودنا،فملايين الأصوات في الانتخابات حاصلة من صوتك وصوتي وصوتها،وأما سماسرة الحكام الذين يرغبون الناس ويخوفونها،فنتسلح أمامهم بالحديث الاربعيني المشهور الذي يرويه ابن مسعود ويقول فيه النبي صلي الله عليه وسلم "إن إحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة....الي ان يقول ثم يؤمر الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات بكتب رزقه واجله وعمله وشقي أو سعيد: ،فإذا كانت هذه الأربعة لا دخل لولد عبد العزيز فيها ففيما الخوف والطمع إلا من مقدرها وهو الله رب العالمين ثم ان النبي صلي الله عليه وسلم يقول "من لم يهتم بامور المسلمين فليس منهم".
ثم انه ليس من شيم الكرم ألا يهتم الغني بحال الفقير كي يغير منها الي الأفضل،فمن لم يهتم إلا نفسه ربما غلبته كما يقال.
أجرى الحوار الشيخ ولد أحمد