الحقيقة – أنواكشوط - بات من شبه المؤكد أن انتخابات المجالس الجهوية والنيابية والبلدية ستجرى فاتح سبتمبر 2018 ، وبمشاركة واسعة من مجمل القوى السياسية بموريتانيا، بعد تجربة 2013 التى كانت مربكة للأغلبية الداعمة للرئيس ومخيبة لآمال عدد من الأحزاب السياسية المعارضة له.
ويعتبر حزب التجمع الوطنى للإصلاح والتنمية المعارض (تواصل) أحد أبرز الأحزاب المرجح خوضها للانتخابات التشريعية القادمة ، وسط آمال حزبية بالمحافظة على صدارة الأحزاب المعارضة، مع الإقرار بصعوبة الاحتفاظ بحجم الكتلة النيابية للحزب فى البرلمان، والتى وصلت 2013 إلى 18 نائب بعد ضمانه للفوز فى دوائر غير تقليدية ( الطينطان/ كرو/ واد الناقه)، بحكم الانشطار داخل الأغلبية والقوة التى دخل بها الحزب انتخابات نوفمبر 2013 رغم مقاطعة واسعة من جمهور المعارضة تلبية لدعوة وجهها رموز التحالف المعارض ساعتها ( منسقية المعارضة) بعد الفشل فى اتخاذ موقف موحد من انتخابات نوفمبر.
وتعتبر اللائحة الوطنية للحزب بمثابة الرافعة التى تؤمن مكانة الحزب فى المشهد، وتمنح قادته فرصة لمخاطبة الشارع والعمل من أجل ضمان الوصول إلى البرلمان للتأسيس لمرحلة جديدة من العمل داخله، بينما تترك الدوائر المحلية والنساء والعاصمة نواكشوط لبعض التوازنات المسيرة للأحزاب السياسية الفاعلة فى المعارضة أو الأغلبية على حد سواء.
وتشير كل الاحتمالات المطروحة الآن إلى اختيار النائب الأول للرئيس الشيخان ولد بيب أو نائب الرئيس الآخر د/ الصوفى ولد الشيبانى لقيادة اللائحة الوطنية فى انتخابات سبتمبر، بفعل عزوف رئيس الحزب محمد محمود ولد سييدى عن العمل البرلمانى، وخروجه للتو من تجربة لم يمنحها الوقت الكافى أو الاهتمام الذى كان يتوقعه البعض من رمز من رموز التيار الإسلامي، بحكم انشغاله بتدبير ملفات حزبية أخرى كان لها النصيب الأوفر من اهتمامه ووقته.
كما أن زميلهما ونائب رئيس الحزب سابقا محمد غلام ولد الحاج الشيخ خاص تجربة قيادة اللائحة الوطنية فى المأمورية المنصرمة، وكان له دور كبير فى نشر خطاب الحزب داخل الجمعية ، وتأمين منصب نائب رئيس البرلمان طيلة المأمورية للكتلة التى ينتمى إليها. وهو نفس الدور الذى منح للنائب السالك ولد سيدى محمود سنة 2006 من خلال ترشيحه على رأس اللائحة الوطنية وتكليفه بمنصب مقرر الميزانية إلى غاية نوفمبر 2013.
وقد يتم ترشيح د/ الصوفى ولد الشيبانى فى أبرز معاقل الحزب بولاية الحوض الغربى ( الطينطان) بحكم الحاضنة الشعبية الكبيرة للرجل والمكانة التى يحظى بها فى نفوس السكان، تفاديا لخسارة مقعد يجمع كل المراقبين أن حسن تسييره سكون المرجح الأكبر للفوز به، بعدما خسر الحزب رجله الأول بالمقاطعة طيلة العشرية الأخيرة بلا منازع سيدى محمد ولد سييدى ، الذى فضل تغيير بوصلة توجهه باتجاه الحزب الحاكم والرئيس، بعدما وقف فى وجه كل الضغوط خلال انتخابات 2006 و2013 ، مانحا "تواصل" أهم انتصار يحققه فى الداخل، وأول دائرة انتخابية يفوز بها خارج العاصمة نواكشوط من دون تحالف مع أي حزب سياسى فى الأغلبية أو المعارضة.
زهرة شنقيط