
"الميكانيسيان" (حتى لا أقول الميكانيكي لأن لها دلالة أكبر) لا يصلح سيارته قبل أن تتوقف نهائيا و تكون سيارته عادة شبه ملفقة كأن كل قطعة منها تأتي من أخرى و صوتها لا يحتمل : فانظروا إلى عصابة الاتحاد من أجل نهب الجمهورية لتروا فوضى سيارة ميكانيسيان في أسوأ تجلياتها.. انظروا في حكومة ولد حدمين لتروا أدخنة سيارة الميكانيسيان .. أنظروا في أجهزة الأمن لتسمعوا جعجعة سيارة ميكانيسيان و لا تروا أي طحين .. و صحيح أن سيارة الميكانيسيان لا تموت لكنها أيضا لا تحيى فهي لا تتجاوز سرعة 30 كم / س عادة و لا تخرج المدينة و لأنها ملفقة بامتياز من الطبيعي أن تكون بلا أوراق ؛ بلا أي أوراق .. لهذا لا تدخل شوارع المدينة الرئيسية كل طرقها ملتوية عبر الأحياء الشعبية : لا يملك ولد عبد العزيز من فنون القيادة سوى كريك و تورنفيس و لا يملك منها ولد حدمين سوى الاستعداد ليكون تلك الفرشة الوسخة التي يتكي عليها عزيز حين تتوقف السيارة.
لجنة إصلاح الحزب الحاكم كانت أكثر منها إلحاحا لجنة إصلاح الحاكم الحاكم .. كانت أكثر منا إلحاحا لجنة إصلاح للجنة إصلاح الحزب الحاكم ..
كان على المعارضة أن توجه كل منتسبيها للانتساب للاتحاد من اجل نهب الجمهورية حتى يقتنع بأنه يستطيع أن يدخل انتخابات نزيهة و شفافة؛ لقد كان المهرجان الختاني لحملة الاعتداء على الدستور موجع الصبيحة..
و مع أنني ما زلت أشك في أن ولد عبد العزيز يمكن أن يستمر حتى 2019 ، أحب الشعب الموريتاني أن يفهم هذه النقاط :
ـ زيارة الرئيس الفرنسي لموريتانيا لن تكون ..
ـ لا يمكن أن تتم أي انتخابات في موريتانيا من دون مرحلة انتقالية ، تضبط اللائحة الانتخابية التي عبث بها ولد عبد العزيز و امربيه ربو و تعد لجنة مستقلة للانتخابات لا لجنة الخونة المستغلة الحالية التي يجب أن يكون من مهام المرحلة الانتقالية تقديمها للمحاكمة بتهمة الخيانة العظمى و مصادرة ممتلكات أعضائها التي حصلوا عليها بطرق غير شرعية و غير مستحقة.
ـ مهما فعلت المافيا ، ستكون الانتخابات القادمة شفافة و نزيهة و لن يفوز فيها أي شخص تشم فيه رائحة العصابة مهما فعلوا من الحيل و مهما حاولوا من التحايل ..
ـ إذا لم تستجب العصابة لشروط شفافية و نزاهة الانتخابات القادمة ، سيتدخل العالم كما فعل مع يحيى جامي و ستكون نهايتهم أشد فظاعة و خجلا من نهايته..
ـ لقد ورطت العصابة الشيخ الرضا كما فعلت مع كثيرين غيره و إذا لم تحل قضيته خلال أيام بغير الكذب على الناس (مع أنني متأكد أنهم لا يستطيعون حلها)، ستستعيد الناس ممتلكاتها بالقوة و تحدث فوضى ، لا يستطيع أحد أن يتصور نهايتها..
ـ إذا وقفت المعارضة بثقلها و الناس المستاءة من الحيف و الظلم بغضبها و المتضررون من عصابة الشيخ الرضا بغضيضهم ، غدا مع مجلس الشيوخ لتنصيب رئيس موريتانيا الشرعي ، سيكون هناك حل من اثنين ؛ إما أن يبدأ رئيس مجلس الشيوخ (الرئيس الشرعي للبلاد ) مهامه من يوم غد في مرحلة انتقالية يحددها القانون أو تتفق عليها الأطراف السياسية و إما أن يحدث انقلاب عسكري ينهي غطرسة ولد عبد العزيز و سخافة ولد أجاي و حقارة ولد حدمين..
الدولة اليوم تعيش حالة انهيار مستمر : استشهدت سونمكس على أيادي العصابة ، سقطت شركة الطرق ، تم قتل الآمال في نهوض الزراعة، الثروة الحيوانية تلفظ أنفاسها الأخيرة ، تم القضاء نهائيا على الإدارة، تم توريط نصف المجتمع بالاحتيال على ممتلكاته عن طريق شبيكو بعد جلوس رؤوس أباطرتها تحت قبة البرلمان و البقية كنس الشيخ الرضا و عصابته من تحتهم الأرض بحماية لا مراء فيها من العصابة الحاكمة ؛ فماذا بقي بعد ؟
الجواب لا يتطلب أي عبقرية ؛ على الناس أن ترضى أن تموت جوعا أو ترفض أن تموت !!!