
ما تعرض له سعادة السفير بلال ولد ورزكـ يمكننا أن نربطه بالمكايدات السياسيـة التـي تنتعش بيـن نظرائـه من جيل السبعينيات؛ فالسياسـة بالنسبة للكثير من بين هؤلاء لا تمد للأخلاق بصلـة، أما سعادة السفير بلال ولد ورزكـ فهـو يتشبث بشكل صارم بقـواعد اخلاقية كان قـد اختطها لنفسـه، وبالتالـي فهـو يعيش في زمان غير زماننا الذي تسبق فيه الخلافات الشخصية المبادئ النضالية، وتتقدم مُؤامَرات أتْبَلْتِيكْ على التحالفات السياسية، والغايـة لدى ساسـة موريتانيا تبرر الوسيلـة.
لقـد تعرفت عن قرب؛ على خصال سعادة السفير بلال ولد ورزك خلال حملـة الرئاسيات لسنة 2009 ثـم رافقتـه في مسار المعارضـة "الراديكالية" ثـم كنت رديفه في مرحلة المعارضة اللطيفة "المحاورة"؛ فـوجدت فيه قيما نادرة من الصدق والصراحة والالتزام ولا يسوئني سـوى تصديقه لنوايا كل من تعارف معه يوما او يومين؛ بما فـي ذلك القرار الذي اتخذه بالابتعاد عـن السياسـة وكان فـي ذلك مدفـوعا بمطالب زملائه بما فيهم نشطاء المعارضة "المُحاورَة" !!.
وفـي الواقـع والحقيقة فما حدث كان حجر عثـرة في حياة بلال ولد ورزك السياسيـة أتمنى أن يعْدُل عنها سريعا حتـى يتسنـى له العـودة لنشاطه السياسي، وحـري بمــن كان المحاور "العنيد" في الحوار الوطني الشامل 2015 ألا يتسرع حتـي يكمل متابعة ما تبقـى من مسار الحوار السياسي الذي يوشك على الانتهاء، والأكيـد أن أصدقاء كثيرا سيكونون مرتاحين لترشيحه ضمن أي استحقاقات تشريعية قادمة.
إن بِلاَلاً الذي شَبَ على النضال والسياسـة وخدمة الوطن خلال الفترات الصعبة؛ كما شَابَ علـى ما تتعرض له موريتانيا من أزمات اجتماعية وسياسية واقتصادية و أمنية، كان قـد قـرر ذات يوم تحمل مسؤولياته الوطنية عبر انشاء "كتلة المواطنة من اجل الحفاظ على موريتانيا"!؛.. وهـو اليوم كشريـك سياسي وطنـي يوثق فيه وفي رأيه وتأثيره مطالب بمواصلة مساره الداعـي إلى توطيد حلمه بالحفاظ على موريتانيا وهـو ما لن يتحقق قبل التراجع الفوري ودون تردد عـن استقالته من الحياة السياسية ومواصلة الاضطلاع بمجهوده الوطني المُثمِرْ والمساعد على تحسين بيئة التحاور بين المعارضات والنظام الحاكم، وبين مكونات وأقطاب المجتمع؛ وكما يقال "الضـربة التي لا تقتلك تقويك"!