عاجل: عفوا هذه الحقيقة الحقَّ.. إلى فخامة رئيس الجمهورية:

ثلاثاء, 05/01/2018 - 21:11

إلى فخامة رئيس الجمهورية:
( الآن حصحص الحقُّ..) و سقت ورقة التوت عن الجميع..
في ظل الحديث عن زيارة مرتقبة لكم يا سيادة الرئيس للمناطق الشرقية، أحيطم علما أن هذه المناطق منكوبة و تعيش أوضاعاً مزرية لم تشهدها من قبل و كأنها في جفاف ١٩٨٤، حيث نفقت كل المواشي و عاش أهلها أسوأ كابوس في التاريخ إلا أن الدولة حينها تدخلت في الوقت المناسب و وفت بما وعدت، فقد وفرت المواد الغذائية و الأعلاف بأسعار رمزية و وزعتها بعدل بين المناطق حتى بعد هطول الأمطار المبشرة بالخريف، و هو ما شفع لها لدى الساكنة مع العلم أنها كانت مقصرة في أمور أخرى و لقيت هذه الخطوة الإنسانية ترحيبا واسعا من لدن الجميع و كان لها أثرها البالغ في النفوس..
أما و قد عاد الجفاف مسدلا ستاره على تلك المناطق و هي التي ترزح تحت وطأة الفقر و التهميش و الحرمان أصلا، و إن كانت تلكم تركة ورثتموها عن حكومات و أنظمة سابقة دأب أهلها و تمادوا في هذا النهج غير آبهين بهذه الساكنة من المنتبذ القصي، ساعدهم في ذلك جهل و تجهيل البعض و العيش على ظهورهم من من كانوا يظنونهم ساسةً و أُطراً إنتخبوهم و إنتدبوهم لإيصال أصواتهم و أخذ مطالبهم و حقوقهم بعين الإعتبار، و فرض آرائهم و التحدث عنها في أماكن صنع القرار لكي ينظر لأهلها على أنهم مواطنون لهم حقوق و عليهم واجبات و هي الأكثر لذا وجب التنبيه؛ لكن هؤلاء الساسة للأسف إستكانوا و هانوا و من يهن يسهل الهوان و النتيجة فقر و جهل و تهميش للساكنة و عيش كريم للساسة في عز و ترف و غض للطرف عن أكل المال العام و توظيف و تمويل للمشاريع الوهمية إلى غير ذلك من الأمور التي لا حصر لها و يضيق المقام عن ذكرها..
سيدي الرئيس
إن جهل و فقر و تهميش هذه الساكنة و أي ساكنة أخرى على أرض هذا الوطن يعد أمرا غير مقبول، و نحن بلد قليل من حيث السكان و المساكن غني بالموارد الطبيعية من بترول و غاز و معادن نفيسة إلى غير ذلك؛ فقد كانت هذه المظاهر المشينة تعزى لسوء التسيير و الفساد المالي و الإداري و قلة الوطنية من لدن القيمين على الشأن العام عاشتها الدولة لسنين خلت، لكن بعد مجيئكم سيدي الرئيس تفائلنا خيرا و مازلنا ننتظر منكم الكثير و الكثير فقد أعلنتم و أبديتم نية حسنة في محاربة الفساد و المفسدين و أطلقتم حملة واسعة لتطهير الإدارة من هذا اللوبي المتوارث و المتجذر و العصي إستأصاله، لأنه أصبح سرطانا يمخر مفاصل الأمة و عادة تمنح ممتهنيها سمة الرجل الضرب و الفارس الذي لا يبارى..، كما أنكم سيدي الرئيس لقبتم برئيس الفقراء و هم النسبة الكبيرة التي تمثل نصف سكان البلد و هي ما بعث روح الأمل في نفوس البعض و مازالوا يتوقعون الإنصاف و العدل في توزيع الثروات بين المناطق حسب الحاجة الماسة لذلك و أنتم أدرى من غيركم، فقد وقفتم و تابعتم عن قرب مشاكل الساكنة و أقمتم مشاريع تنموية هادفة لكنها مازالت لا ترقى للمستوى المطلوب، كما قطعتم الأراضي السكنية و أهلتموها للسكن و عبدتم الكثير من الطرق بعد أن كان ذلك عصيا أو مستحيلا، هذا بالإضافة لإستحداث مؤسسات و إمتصاص أو إعادة هيكلة أخرى و هو دليل على أنكم ماضون في نهج البناء و التنمية المستديمة للبلد فتلكم حقائق لا يمكن تجاهلها و عدم ذكرها و المقام هنا يطول..
سيدي الرئيس
إن المتتبع لأحوال ساكنة المناطق الشرقية المتضررة بفعل الجفاف هذا العام يرى أمورا لا يمكن أن يصدقها العقل من فقر مدقع و ضعف في القوة الشرائية يقابلهما جشع و نهم من لدن التجار المتخصصين في نهب و إستنزاف جيوب الناس و إنتهاز الفرص المواتية و بشكل مخل بالأخلاق و الشرف حيث تساووا فيه للأسف، بالإضافة لتقاعس الحكومة و تجاهلها لهذه الأوضاع التي لم تحتمل التسويف أو التأخير فالأمر أشد و الحالة ملحة و التدخل يجب أن يكون سريعا و جادا عكس ما كان، ففي الأشهر الماضية وزعت الدولة كميات محدودة من الأعلاف و كانت جلها عديمة الفائدة حيث قال البعض أنها منتهية الصلاحية هنا تغيب الرقابة الصحية للإنسان و الحيوان على حد السواء و ينعدم الضمير الإنساني و الأخلاقي، و يتحد الجشع و هوان الناس فيهوي الكل و تُعدم المصلحة العليا للبلد حتى دون علم القيمين على الشأن العام بفعل التواطئ على الكذب و المغالطات و التقارير المفبركة و الضحية هنا المواطن البسيط المغلوب على أمره..
سيدي الرئيس
بعد كل ما تقدم أرجو أن تأخذ رسالتي بعين الإعتبار و أن تروا حال المواطن بعين أخيه الصادق الذي لا يريد جزاء و لا شكورا، و أن تتم معاقبة الجناة المقصرين و المتمالئين عليه و عليكم يا سيادة الرئيس في إخفاء الحقيقة التي قد تعصف بساكنة بأكملها، و أهلها ينتظرون منكم الكثير بعد أن دعموكم و صوتوا لكم و أنتسبوا لحزبكم في أصعب الظروف و دون إيعاز من أي أحد و إن تشدق بذلك مدعيا و موهما بأنه هو الريمونت كونترول لكل شيئ، و في الأخير تقبلوا تحياتي يا سيادة الرئيس و لتسمحولي أنتم المعنيون على الحقائق المرة..، ألا هل بلغت ألا هل بلغت..
كامل الود..