لعنة ولد عبد العزيز ستلحق بالكثيرين / سيدي علي بلعمش

أربعاء, 05/02/2018 - 10:24

لم أر في حياتي أكثر جهلا من ولد عبد العزيز و لا أكثر غباء من ولد بايه و لا أكثر تحملا للاحتقار من ولد محم خيره و لا أصبر على تحولات الزمن الصعبة من ولد الغزواني و لا أكثر انضباطا (حد الاحتقار) من المؤسسة العسكرية الموريتانية و لا أكذب و أكثر تصوفا في تحمل الأذى من المنتدى الوطني للديمقراطية و الوحدة ..
يعتقد ولد عبد العزيز اليوم أنه سيحشد طاقاته ليحصل على أغلبية برلمانية مريحة و يطلب من المنافقين أن ينزلوا إلى الشارع للمطالبة بمأمورية ثالثة و يتولى برلمان النفاق و الرشوة مهمة تغيير الدستور "تلبية لمطالب الشعب" لفتح الباب أمام مأمورية ثالثة و رابعة لولد عبد العزيز.

و الحقيقة أن ما ارتكبه ولد عبد العزيز من جرائم في حق البلد و الشعب و الناس ، لا خيار أمام صاحبه غير التمسك بالحكم بأي ثمن أو الذهاب إلى السجن بقية حياته. و من الطبيعي أن لا يختار ولد عبد العزيز الثانية و من الطبيعي أكثر أن يقف العالم أجمع ضده كما سيرى بالضبط ، ليفهم كل من يرتبطون به اليوم أنهم أساءوا الاختيار و أنهم سيكونون جميعا على موعد حتمي مع التاريخ : من يعتقدون أنهم لن يحاسبوا على تفقير و تجويع و شقاء شعبنا ، سيدركون حتما أنهم مخطئون . و سيتذكرون حين لا ينفع الوصل، أننا حذرناهم من شرور أنفسهم.. فاعبثوا ما طاب لكم بالقوانين و الدستور و مصالح الشعب و رموزه لكن تذكروا جيدا أننا نقول لكم اليوم ارحموا أنفسكم قبل أن تدرككم لعنة ولد عبد العزيز.

لقد قام ولد عبد العزيز مؤخرا بتقديم تراخيص لبيجل و مسعود و ولد أمين و تم قبلهم تقديم تراخيص صيد للرويبضة ولد الطيب ، ليس مقابل أن يسكتوا فقط و إنما مقابل أن يعملوا أيضا من أجل إنجاح العملية لأن تراخيصهم لن تكون سارية المفعول إلا ببقاء ولد عبد العزيز في الحكم. هذه رشوة كاملة الأركان و خيانة عظمى يرتكبها أناس لا عذر لهم في جهل القانون حيث كانوا نوابا و ووزراء و رؤساء أحزاب ، لا أدري بماذا سيدافعون غدا عن أنفسهم . و سترونهم حتما غدا أذلة أمام القضاء. هذا وعدنا لشعبنا ، معتمدين على الله و على إيماننا الكامل بشرعية نضالنا و نبل تضحياتنا و وضوح طريق وصولنا إلى هدفنا السامي بإذن الله:
في اللحظة التي سيعلن فيها ولد عبد العزيز ترشحه لمأمورية ثالثة، سيكتشف أنه كان أجهل الناس : و يخطئ من يعتقد أن الحصار العسكري الذي سيفرضه العالم عليه، سيحدث هزة في البلد، بل سيعيد إلى الناس ثقتها في القانون و الأعراف الدولية و يفهم الجميع أن من لا يحافظ على قدر محترم من الكفاءة و التحلي بالمسؤولية ، لا بد أن يردع بما لا قدرة له على مواجهته تماما كما حدث لقرينه و شبيهه يحيى جامي و إن كان الأخير ، عكس ولد عبد العزيز، ظل يحافظ على صداقات مهمة في العالم و أحرز الكثير من الإنجازات في بلده و استطاع في الأخير أن يجد مخرجا مؤقتا . و يدرك يحيى جامي الآن جيدا أن دخوله السجن و مصادرة ممتلكاته مجرد مسألة وقت. و هو ما تعمل عليه الحكومة الغامبية الآن بهدوء . و حتى يحيى جامي على بشاعته ، لم يصل إلى ما وصل إليه ولد عبد العزيز من الانحطاط و الجشع و الخروج عن المألوف في ممارسة الحكم.
ما وصلت إليه موريتانيا اليوم من الانحطاط لم يعد يطاق على الإطلاق : وحين يقوم الاتحاد من أجل نهب الجمهورية و عصابات عزيز الأهلية بالتظاهر في الشوارع من أجل مأمورية ثالثة يتم لي عنق الدستور لتشريعها ، متظاهرين باحترام القانون و التمسك بالشرعية، يذكروننا بقول يحيى جامي يوم 9 دجنبر 2016 ، بأنه يلغي نتائج الانتخابات ، داعيا إلى إعادتها من جديد بتنظيم ما أسماه "لجنة انتخابية مستقلة تخاف الله" . و نقول لهم فقط إن مثل هذه الخرجات المسرحية مشهودة جدا في تاريخ المكر البشري و لم تعد اليوم تنطلي على أي غبي .

لم يكن من المألوف في البيانات السياسية الأمريكية و الأوروبية المدينة لتصرفات طغاة تجاوزوا حدودهم، أن يتم تحذير المؤسسة العسكرية بوضوح و بمثل تلك اللهجة المهددة، و تحذيرها من التواطؤ مع الطغيان مثلما فعلت الخارجية الأمريكية و الاتحاد الأوروبي حينها مع الأرعن يحيى جامي. و إذا كان ولد محم خيره و ولد أجاي و ولد الطيب و ولد حدمين و أمثالهم من الحقراء يعتقدون أن الممثل الحصري لإيراد الدواجن في موريتانيا، أو الطبل المشروخ ولد بايه أو المانكين ولد اغويزي هم من سيقفون في وجه العالم لحماية دمية الشيفون الملطخة بدماء الموريتانيين و أدران النهب و الرشوة و الاختلاس و المخدرات و تزوير العملات و تهريب السلاح و تبييض الأموال في جرائم مشهودة تجاوزت حدود البلد و القارة و العالم، فهم مضحكون فقط.
و يعتقد "البليد" كما قال المرحوم خيار، عمدة بلدية ازويرات و عميد تدمير الثروة السمكية في البلد، الغبي الشيخ ولد بايه، أنه ليس أمام ولد عبد العزيز سوى أن يرشحه : و كما قال أمام الملأ أنه سرق عشرات المليارات من صندوق الرقابة البحرية، يقول للناس اليوم (دائرة محيطه الضيق على الأقل) بنفس الغباء أنه يترشح لحماية ولد عبد العزيز من المحاكمة على ما ارتكبه من جرائم في حق الشعب و البلد و أن ولد عبد العزيز لا يملك بديلا غيره . ف(و سبحان الله من عبقرية اللغة العربية في هذا التماس اللفظي البديع بين البديل و البليد ..!)
نحن الآن في زمن عجيب تطلق فيه المعارضة لقب رئيس الدولة على من احتل البلاد بالغش و التزوير و لطخ سمعتها برعاية المخدرات و صناديق كومبا با و تسجيلات آكرا و طلقة "الصديقة" في أطويلة لكصر و دمر الاقتصاد بالنهب نهارا جهارا و أذل الشعب و احتقره وحول الجيش إلى مليشيات و الأمن إلى عصابات و القضاء إلى شاهد زور و سكر كل آفاق البقاء الكريم في وجه كل كريم نفس في هذا البلد : إما أن تكون حقيرا يلهث خلف دعاية معتوه أو تصبح منبوذا يستبيحك الإعلام المأجور و تلفظك الحياة و يحاصرك الجور..
لا شيء مما عرفته البشرية يمكن أن يطلق على حكم ولد عبد العزيز غير "عصابة الحرابة" المنظمة .
و لا شيء يمكن أن يطلق على من يطلق على ولد عبد العزيز لقب "رئيس الجمهورية" سوى الخيانة العظمى و الإساءة المتعمدة و المباشرة للوجدان العام.

و كان على ولد محم خيره أن لا يكون نذلا إلى هذا الحد ليتفادى أن نطلقها عليه لأننا لن نعطيه أكثر مما ارتضى لنفسه ، حين يستبدل بلده و شعبه بمعتوه أجهل من "نسيبه" و أضل من ضب و أجبن من أرنب: بماذا يمكن أن تمتدح ولد عبد العزيز مما لا تعرف في قرارة نفسك أنه إفك تتملق به لمن يحتقرك و يزدريك؟ : ماذا يدفعك لتنصب نفسك خصما لدودا لكل شريف في هذا الوطن إرضاء لمعتوه لا يحترم إلا و لا ذمة؟
أن تحتقرك الناس ، هذا أمر مؤسف يمكن الهروب منه، لكن أين ستهرب من نفسك إذا كانت تحتقرك أكثر مما تحتقر الناطق الرسمي باسم عصابتكم النذلة و المهرج الغبي ولد إياهي؟ : أنتم ظاهرة شيطانية تعجز الكلمات عن رسم ملامح تغولها متصاعد الإفك. و كيف نستكبرها منك بعد قولك "ولد عبد العزيز أطعمكم من جوع و آمنكم من خوف" طمس الله وجوهكم و أذلكم و ردها على أدبارها ، ألم تسمع قوله عز و جل " إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا "؟

* في 2 من إبريل الماضي ، تسلل ولد الغزواني تحت جنح الليل إلى قرية بومديد و اجتمع بمن فيها من أبناء عمومته ليخبرهم بترشحه في الانتخابات القادمة (2019) . و في 5 إبريل شكلت القبيلة لجنة مصغرة لترتيب مستلزمات هذا "الحدث التاريخي" : و لا يستطيع ولد الغزواني أن يعلن ترشحه للانتخابات و هو تحت العلم إلا بترتيب أو أمر (على الأقل) من ولد عبد العزيز . لكن هذا الترشح يظل للتضليل من جهة و للاحتياط من أخرى : للتضليل لأن ولد عبد العزيز لا يريد غير ترشيح نفسه و هو ما يعمل عليه كما يعمل على إطلاق هذه الشائعات للفت الانتباه عن ما يقوم به مما أوضحه ولد محم خيرة في تدوينته الأخيرة : "إن ترشيح رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز لمأمورية ثالثة غير مطروح دستوريا ، لكنه حين يجد أغلبية تطالب به يجب احترامه". و من الغباء أن نعتقد أن ولد محم خيره يستطيع أن يعطي رأيا أو يتحدث في هكذا موضوع من دون أمر واضح من ولد عبد العزيز. و للاحتياط، لأن ولد عبد العزيز يخاف من ردة فعل العالم عند إعلان ترشحه و لا يدري إلى ماذا ستدفعه ردة الفعل تلك و يحتاط لها بتهيئة آخرين قد يحتاجهم في مراحل متوقعة كبدائل ، ستكون الساحة حينها قد أظهرت ملامح حظوظهم.
و يتمتع ولد الغزواني بعدة أشياء ، يتجاوزها الجميع ، تجعل ترشحه ورقة قابلة للتسويق:
ـ أولا أنه كان في العراق أيام أحداث 89 و هو خارج ملف المتابعة المشهور.
ـ ثانيا ، أنه لم يتورط مثل الكثيرين في تصفية الحسابات مع الناس خلال حكم ولد عبد العزيز و ظل يحافظ على قدر من الانعزالية رغم وجوده على الواجهة ..
ثالثا، أنه غير منبوذ داخل المؤسسة العسكرية مثل بقية القادة العسكريين الذين أصبح الفساد المقزز في مؤخرة لائحة اتهامات الإجرام الموجهة إليهم..
رابعا، أنه بطبعه كتوم و حذر و يتمتع بعلاقات ثقة مع الفرنسيين و تلاحقه نظرات الاهتمام من دول الجوار.
و قد ظل ولد الغزواني رغم تقاسمه الحكم مع ولد عبد العزيز، في منأى عن الصراعات الشخصية
لكن أقارب عزيز ظلوا يحذرونه من تحكمه أو منحه مزيدا من الصلاحيات حتى زرعوا بينهما من العداوات ما أصبح اليوم معروفا لدى الجميع و إن كان نكران الغزواني له و تظاهره بعكسه ، جعله مجرد شبه شائعة بلا أساس. لكن النفوس لم تعد تخفي ما في الجرة . كما أن ولد عبد العزيز مقتنع بأن لا غزواني و لا غيره يستطيع أن يحميه لا داخليا و لا خارجا ، من الملاحقة القضائية و السجن و مصادرة المسروقات حتى لا أقول الممتلكات لأنه لا يملك مما يرفل فيه اليوم من ثروات غير حمام حطب بدائي ، وسخ قرب المدرسة 2 في لكصر.
هذه القراءة لا تجعل من ولد الغزواني مرشحا مثاليا و لا محتمل الفوز في الانتخابات القادمة و إنما يمكن أن تجعل منه ـ إذا كان يريد النجاة من لعنة ولد عبد العزيز ـ شريكا في الحل الوطني المنتظر المتمثل في تأسيس مرحلة انتقالية يلتزم فيها الجيش و الإدارة بالحيادة و الإيجابية و استعادة الثقة مع المواطنين.
هذا هو مستنقع الإفلاس الذي يتخبط فيه ولد عبد العزيز اليوم . و لا يمكن أن يفضي تخبط ولد عبد العزيز إلى غير حالة من ثلاث حالات : إما مرحلة انتقالية تعقب ثورة أو انقلاب عسكري أو انفلات أمني و إما حل أممي لأزمة الحكم في موريتانيا، يفضي إلى انتخابات نزيهة و شفافة تحت إشراف الأمم المتحدة مثل ما حصل في كوت ديفوار و إما حصار أممي و تدخل عسكري يجبر ولد عبد العزيز على الخروج من القصر مثل ما حدث في غامبيا. و لا يوجد أبسط احتمال آخر لأي سيناريو خارج هذه الاحتمالات مهما صرخ ولد محم خيره و تلون بيجل و تقزم المنتدى و تموقع تواصل تحت أو جنب أي الطاولة.
* غداة تسريب فضيحة الحوار السري بين "المنتدى" و العصابة و استياء بعض المشاركين "المحترمين" من هذا التسريب و محاولة إنكار بعض الحقائق المشينة ، اتصل ولد محم خيره على المشاركين و قال لهم بكل وقاحة و ازدراء، لدينا تسجيلات كاملة بالصوت و الصورة من أحاديثكم عن بعض المواضيع التي لا تستطيعون تحمل إظهارها للرأي العام و إذا لم تعلنوا فورا عن مشاركتكم في الانتخابات سننشرها جميعا ليعرف الجميع حقيقتكم . بعد هذا التحذير بادر أبطال المنتدى المغاوير إلى إعلان مشاركتهم بدعوى أن المعارضة خسرت الكثير في السنوات الماضية بسبب سياسة الكرسي الفارغ و بدؤوا يؤسسون لمنطق بطولة مضحكة مبكية ، مخجلة ، مخزية : هذا ما تستحقون فعلا . إن انكشاف حقائق الجميع مرحلة مهمة في هذا المنعطف التاريخي الذي نحتاج للخروج من مأزقه إلى وضع كل شيء في مكانه الصحيح لبناء موريتانيا الغد على أسس متينة.