يحي ولد حدمين يتفوق على موريتانيا بقدراته الخارقة، فماذا بعد؟ (تحليل)

أحد, 05/20/2018 - 17:47

الحقيقة – أنواكشوط - أوشكت عملية تنصيب الوحدات القاعدية لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية على الانتهاء على المستوى الوطني، وتم تنصيب آلاف الوحدات، وسط جو طغى عليه الصراع، ولجوء البعض إلى قوات الأمن لتحقيق مكسب سياسي في سابقة لا عهد للمشهد السياسي الموريتاني بها، ورغم أن اللجنة العليا المشرفة على العملية لم تعلن بعد رسميا النتائج، إلا أن أنصار الوزير الأول يؤكدون أن المهندس يحي ولد حدمين قد أحكم قبضته على موريتانيا، من شرقها إلى غربها، ومن جنوبها إلى شمالها،  وسحق جميع منافسيه، فمن بير ام اكرين، إلى فصاله، مرورا بانواكشوط، وانواذيبو لا صوت يعلو فوق صوت ولد حدمين، الذي نهض فجأة ليملأ الدنيا ويشغل الناس، فالرجل تفوق على الحزب، وعلى الرئيس ولد عبد العزيز، بل وتفوق حتى على موريتانيا، فهو - أي ولد حدمين- الشخص المخلص لموريتانيا من جميع مشاكلها، حتى إنه - بقدراته الخارقة- تفوق سياسيا في مناطق من الوطن ربما لم يرها بعينيه، ولم تطأها قدماه، ولا يعرفها إلا من خلال الخارطة الجغرافية.. نعم، إنه الرجل الخارق، أو "اسبيدر مان" موريتانيا، وحتى لا نفسد على الرجل الخارق نشوة النصر، لن نجادل في إثباته من عدمه، بل نطرح أسئلة في غاية البساطة تتردد على ألسنة كثيرين اليوم.

 

أولا: الوصاية على الجميع..

 

كيف أعطى المهندس الخارق لنفسه حق الوصاية على أطياف سياسية لا تدين له بالولاء، بل لا تعرفه أصلا إلا من خلال التلفاز، لأنه من الملاحظ أن معالي الوزير الأول قسم البلد إلى مشهد ثنائي القطب، يكون ولد حدمين أحد قطبيه في جميع الولايات، والجميع يتساءل كيف ظهر ولد حدمين فجأة بهذه القوة، وإذا كان لديه كل هذه الشعبية الجارفة على المستوى الوطني، لماذا لم تنعكس في نسبة التصويت على الاستفتاء الشعبي الأخير، خاصة في مقاطعة جكني...، وكيف يفشل السيد المهندس في ضمان ولاء وزائه الذين يناصبه بعضهم العداء علنا، وينجح في حصد دعم الشعب الموريتاني قاطبة؟؟!!.يجبك البعض بأن ولد حدمين يدعي ما لا يملك، وتلك مناورة سهلك في التنصيب، لكنها كارثة في التصويت.

 

ثانيا: النصر على من...؟!

 

في سابقة من نوعها اعترف وزير الداخلية في مؤتمر صحفي الخميس الماضي بأن عملية تنصيب وحدات الحزب الحاكم شهدت أحداث عنف وتهديدا للأمن، وأكد الوزير أنه لا يفهم كيف يحدث ذلك بين منتسبي الحزب الواحد، وأكثر من ذلك كشف وزير الداخلية بأن مدينة الوزير الأول (جكني) كانت من بين المدن التي شهدت هذه الأحداث، والجميع يعرف أن ولد حدمين لم يتمكن من تنصيب وحداته إلا تحت حماية الدرك والشرطة بسبب استجلابه لمنتسبين من خارج المدينة، ويلاحظ المراقبون أن جميع أحداث العنف التي شابت عملية الانتساب والتنصيب يجمعها قاسم مشترك يتمثل في وقوف مقربين من الوزير الأول خلفها، وهو ما يطرح السؤال المحير عن الطريقة التي يتعامل بها أنصار المهندس مع أنصار النظام، وأنصار الرئيس ولد عبد العزيز، حيث يتحولون بالنسبة لهم إلى أعداء عندما لا يقررون الدخول من بوابة الوزارة الأولى، وهذا الأسلوب الغريب خلف جراحا عميقة في جسم الأغلبية يرى المراقبون أنها ستسبب فشلا لمرشحي النظام ما لم يتم تدارك الأمر لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

 

ثالثا: ماذا بعد..؟؟

 

من يشاهد استماتة السيد الوزير الأول في الانخراط في الصراعات السياسية المحلية، وحرصه على وضع قدمه في كل مكان، وحشر أنفه في أدق تفاصيل المشهد السياسي على المستوى الوطني، ويتابع احتفاء مقربيه بتحقيق النصر التاريخي في معركة الوحدات، من يشاهد ذلك لابد أن يتساءل.. ما الذي يطمح له السيد المهندس..، ؟؟، خاصة وأن مشواره السياسي، والمهني ينتهي خلال أشهر على أبعد تقدير، هل يسعى ولد حدمين لإقناع الرئيس ولد عبد العزيز بأنه الأجدر بمنصب رئيس الجمهورية بدليل شعبيته الكبيرة، أم يطمح لفرض نفسه كرقم صعب، سواء رشحه النظام للرئاسة، أم لم يرشحه، وبالتالي يضمن حجز مكانه في المشهد السياسي المقبل، وأخذ حصته من كعكة ما بعد 2019؟؟؟!.

الوسط