
هل يعتقد الملحدون وبعض الديمقراطيين العلمانيين أن الدين الإسلامي هو السبب في كون الأمة الإسلامية أضعف الأمم اليوم ، والحقيقة أن هذه الأمة هي الأقوى وإن مرت بلحظات ضعف شامل كهذه التي نعيشها (حتى الكرة محتقرون فيها)، لأنها تمتلك مقومات القوة، وكل تلك الأسباب موجودة في دينها – لا الديمقراطية يا ديمقراطي -، فهي الوحيدة التي تؤمن بالله تعالى وفق المنهج الصحيح، وهي الأكثر صدقا وأمانة وعفة.
لكن لماذا واقعها مزري اليوم ، ولا يسر إلا الأعداء ؟
لأن أعدائها الملاعين من اليهود والنصارى يحاصرونها دينيا وفكريا واقتصاديا منذ منذ سقوط الخلافة العثمانية أو ما قبله، ثم جاء الإستعمار الصليبي اللعين الذي رأينا ما فعله، ولا يزال مستمرا بالمناسبة في شكل المنظومة الدولية الموجودة اليوم والتي تنهب الدول وتبتزها وتفرض عليها تعاليم الشيطان .
فكان من نتائج الإستعمار اللعين :
1- فرض التفرقة على الأمة، فرسموا خطوطا وهمية بين دولها – ولا يزالون - ، ولم يسمحوا لها بالإجتماع رغم كثرة ما يجمعها (وأوله الدين)، بل دفعوا السعودية إلى البعد أكثر عن بقية دول المسلمين كأن الواقع من تفرقة لا يكفيهم !
فمثلا، لم يكن تصويت السعودية للمغرب في احتضان هذه التفاهة التي تسمى كأس العالم ليشكل فارقا إذ أن الحلف الأمريكي متقدم بعشرات الأصوات على الحلف المغربي، لكن رغم ذلك أرغموها على التصويت لأمريكا ! والهدف من ذلك زيادة التفرقة بينها وبين المسلمين ليقبلوا ما قد تتخذه مستقبلا من قرارات لا تسر إلا ترامب واليهود الذي ورائه ، وقد نجحوا إذ ربما يكره أكثر المغاربة اليوم السعودية !
بل ظهر تونسي غبي على فرانس 24 الملعونة يقول : كفانا ترديدا لشعارات جوفاء كالأخوة العربية، ولم ينقص إلا أن يقول و"الأخوة الدينية" ! وهذا بالضبط ما يريدونه : حدث إعلامي شيطاني ككل دعاياتهم الإعلامية يفرقون به بين المسلمين !
وطبعا من كره السعودية سيسهل عليه حب إسرائيل التي يصورونها اليوم كحليفة للسعودية مستقلين الغير مسبوق الذي تمر به الأخيرة في ظل الحكم الجديد، فجعلوا بعض المسلمين يكره بعضا إلى درجة تولي اليهود والنصارى على إخوته (الحقوقيين وبعض الدول مثال).
2- التعليم الإسلامي المبارك محرم على الأمة رغم بركته ونفعه، والموجود اليوم هو التعليم الغربي المشؤوم الذي يلم يفلح إلا في تخريج العلمانيين المشائيم والعاطلين والجهلة بالدين من الحقوقيين والسياسيين المنافقين ممن لا يرفع رأسا للأمة ، واسأل أي حقوقي أو سياسي أو خريج جامعة عن حكم السهو في الصلاة أو غيره مما هو مفروض على كرتونته، وانظر بأي فلسفة أو مقاربة أو ابتسامة سيجيبك المسكين !
العقيدة مجهولة عند أكثر المسلمين وهي أصل عزة الإسلام، ولولا الجهل بها لما قبل المسلمون بهذه الديمقراطية التي هي نتاج يهودي بحت سيطر به اليهود على أوروبا وامريكا (الديمقراطية فكرة يهودية شيطانية بثها الماسون في الثورة الفرنسية لضرب الدين والحكام، نفس الهدفين الذين يضربون اليوم في الأمة الإسلامية).
3- التقدم العلمي محرم على الأمة، فمثلا من السهل على دول كالسعودية التي لديها أهم شيء وهو المال، أن تستجلب شكلية من مصنع لصناعة الهواتف الذكية أو الطائرات من الصين أو غيرها، لو كانت لديها الحرية، فالمال هو العصب الأساسي للحياة، من عنده الثروة لا يفتقر إلى الصناعة ولا إلى التقدم فكل شيء يمكن شراؤه بالمال: الأفكار وحتى البشر، إلا إذا كان محاصرا من طرف أعداء لا يريدون له تجاوز خطوط حمراء وضعوها حفاظا على مصالحهم وعلى دين الشيطانس !
4- العلماء المسلمون كانوا يصفون جسديا ، وذلك أمر شاع ، والمفاعلات النووية كان الموجود منها يضرب بالطائرات والصواريخ كالمفاعل النوري العراقي، دون أن يحرك العالم المنافق أو حتى المسلمين الآخرين ساكنا.
هجرة الأدمغة مشجع عليها بالمال والترغيب والترهيب بحجة الهروب من دكتاتورية الحكام وتخلف الدول التي لن تتقدم أبدا في ظل ذلك الهروب، إلى أحضان الشقراوات المرميات في الشارع عندهم والخمور النتنة، فكيف تتقدم الأمة في ظل كل ذلك ؟
5- الإفتراء على الدين ، فأعداؤه الذين طالما رحمهم وعاشوا في كنفه أعزاء، حتى اليوم يوجد نصارى ويهود في كل الدول العربية ولا أحد من المسلمين يتعرض لهم بسوء، والعكس هو الحاصل فالمحجبات محاربات في دول أكبر الديمقراطية والحرية الكاذبة ! وفي السويد يتم فصل الأبناء المسلمين عن أسرهم لتربيتهم في أسر مسيحية خوفا عليهم من الإسلام أو الإرهاب كما يحلوا لهم أن يسموه، ونحن نعجز عن الحد من تأثير هذا التعليم الغربي الذي أفسد أبنائنا وأبعدهم عن دينهم أو وضع حدود لهذه الحريات الدخيلة المفسدة هي وأمها الديمقراطية !
ولا مجال لإدخال الدين في الحياة وعصبها الذي هو السياسة رغم أنها كلها لله تعالى ! ولا أقصد التحزب الإسلامي الذي لا أصل له !
6- البدع مشجع عليها من طرف المستعمر ودوله الكبرى التي تحتل دول المسلمين حتى اليوم (أرني رئيسا واحد مستقل عنهم)، ومعلوم أن دين البدع مخلوط بالماء فهو غير دين الإسلام النقي الصافي، لذا رأينا من أهل البدع من يحب اسرائيل ، ورأينا منهم من تهجم على الحكام ودعا إلى الثورة عليهم متسببا في خراب دول ، ورأينا منهم من يتعاون مع النصارى واليهود (الماسونية) حتى اليوم بحجة التقريب بين الحضارات ! ولا أعرف أي فقه هذا الذي يسعى إلى التقريب بين الله والشيطان !
7- الديمقراطية مفروضة على المسلمين، فرضوها على رؤسائهم، حتى الدكتاتوريين منهم، لم يكن الذي جلبها في 1992 يرغب فيها ، ولا يرغب هذا فيها لأنها مصدر قلاقل وبلابل وصداع لا نهاية له، ولولا الجبروت الغربي الذي يفرضها لركلها العقلاء بأقدامهم هي والناعقين بشؤمها !
الحريات التافهة كحرية الشذوذ والكفر مدعومة دوليا، والمسلمون في الإذاعات والقنوات والصفحات الاجتماعية لا يتكلمون إلا عنها وعن الديمقراطية ونقد الحكام كأن الجميع أعضاء في الحكومة أو طامعون فيها ! أما دينهم فمنسي وكذلك أعدائهم الذين لا يخفون مكرهم لهم، والسبب برمجة عقولهم على ذلك الرقي النصراني اليهودي الوافد الذي أصبح أساس حياة وممات بعض الكهول الضالين !
إن الإسلام هو الوحيد الذي فيه عزة الأمة ونهضتها، ولا أقصد به الإسلام الديمقراطي السخيف الذي أستطيع أن أجزم بأن أهله لا خير فيهم لأنفسهم وأهليهم، لأن من لا خير فيه لدينه لا خير فيه لأي شيء آخر، ولو لم يضعوا القناع الديني على وجوههم لما قلت هذا، لكن جرمهم أعظم من جرم الديمقراطيين الآخرين.
لهذا يحارب العالم الملحد الشيطاني الإسلام بشراسة، ويريد القضاء على البقية الباقية منه بالحريات والديمقراطيات كما يحدث في هذه الأيام في السعودية مثلا، وفي كل مكان آخر ، ولن يفلحوا في ذلك، لأن وراء هذا الدين الخالق الجبار الذي إن نصره المسلمون بالعودة إلى دينهم ونبذ ما يخالفه وأوله هذه الديمقراطية الملحدة الفاجرة التعيسة التي رأينا شؤمها على مجتمعاتنا ، لنصرهم وأعزهم !
والآن بإمكانك الإجابة على السؤال: من وراء تخلف الأمة الإسلامية وهل أنت مساهم فيه ؟
فما هو جوابك يا ترى ؟