مشهد ضبابيٌ / بويايْ سيد أحمد اعلِ

سبت, 07/21/2018 - 13:08

لايزال المشهد السياسي الموريتاني ضبابيا  ،ففي حين صرح الرئيس بإحترامه للدستور في اكثر من مرة ، يُصر الناطق بإسم الحكومة فى خرجاته أن الرئيس باق وواهم من يظن مغادرته الحكم، تصريحات زادت من ضبابية وارتباك المشهد المتأزم أصلا بفعل غياب جسر الثقة بين المعارضة والموالاة .

تصريحات رأس السلطة كانت واضحة من حيث الألفاظ لكنها غامضة الدلالات في ظل تصريحات الناطق  باسم الحكومة

 

   _الذي هو وزير في نظامه_   المناقِضة لمقابلة وتصريح الرئيس لوسائل الإعلام ،فلو لم يكن الناطق بإسم الحكومة وجد إشارة بعدم نية ترشح الرئيس صراحة لما اعلن وصرح تصريحاته هذه التي تُناقِض تصريحات الرئيس وتُخالف جوهر  الدستور،

إعلان الرئيس بعدم نيته الترشح  وتصريح الوزير الناطق باسم الحكومة ببقاء الرئيس وتناقضهما وعدم مطابقة التصريحات للإعلان يوحى أن طبخةً ما تُعد في الكواليس قد لايدركها البُسطاء وانصاف السياسيين وهو مايجعل من الصعب تخمينُ ماستسفر عنه الأيام والأشهر القادمة بشأن الانتخابات الرئاسية .

إن تناقض الخطابين لايُمكن قراءته إلا من خلال زاويتين هما:

- إما أن الرئيس غير جادٍ في عدم الترشح ويحاول من خلال تصريحات الناطق باسم الحكومة إرباك المشهد إلى حين ،أو أن مُرشح الرئيس القادم هو شخص مفعول به لافاعلا وبالتالي فتصرفاته وافعاله وسياساته يرسمها الرئيس ويوجهها ولذلك فهو مَن يُمسِك بزمام الأمور حتى وإن كان خارج مؤسسة الرئاسة.

- النقطة الثانية أو الزاوية الثانية : فإما أن يكون الناطق باسم الحكومة متمرد على الرئيس ولا يأتمر بأمره وهو أمرٌ مستبعد وفي هذه الحالة يكون الوزير الناطق باسم الحكومة قد كَذَّب الرئيس .

ومهما يكن ورغم هذه الإشارات التي تصدر من هناك والتصريحات المتناقضة فإن غموض وضبابية المشهد اربكت كثيرين وتركت المجال مفتوحا لِيُقْرَأَ على اكثر من قراءة ومرة دون سَبْرِ غوره واستنطاق كنهه، فهل نحن أمام سيناريو جديد سيسمح بتعديل الدستور والسماح بمأمورية ثالثة وزيادة سن الترشح للرئاسة أم أننا أمام سيناريو تعمدت اطراف وشخصيات معينة تأزيمه والتشويش على المراقبين حتى لايتسنى لهم التنبأ بما سيزيح ظلام السياسة عنه الستار؟

اعتقد ومجرد اعتقاد أن الرئيس لن يترشح ولكن أظن أن مُرشحه سيكون مُرشح ظلٍ فلن يكون ذلك المرشح القادر على أخذ القرارات وعدم الخضوع للإملاءات  ،ثم إن هذه الإشاعات او الشائعات ليست من الأهمية بمكان بقدر ما هي جَسُ نبضِ الشارع لمعرفة الغث من السمين أي لمعرفة المتحمسين للرئيس واغلبيته والمعارضين له ومدى حجم حشد الاغلبية للتصدى  للمعارضة وإن كانت شخصيات من الاغلبية تُحاول من خلالها الإيقاع بالرئيس في مستنقع  وضرب هذا بذاك في ظل مايُشاع من سد الباب العزيزي أمام البعض وحظوة البعض عنده فيما يعتبره آخرون على حساب مكانتهم السياسية  وامتيازاتهم الحزبية والعشائرية والقبَلِية.