رحلنا كما كان اسلافنا يرحلون ، واليوم يعيد التاريخ نفسه ، فالشعب هو ذاته والمناخ هو بطبيعته والمكان هو نفسه ، رئيس غني مولع باستعراض قوته واظهار جانبه القوي للشعب المسكين الذي اعتاد على ان يلهث خلف كل عسكري يستولي على الحكم بقوة سلاحه ، ليس من الضروري ان نكثر التسائل عن زيارة ولد عبد العزيز للحوضين واستخفافه بمعاناة الشعب الموريتاني العظيم الطيب ،واستنزاف موارد الدولة الموريتانية ، هذا أمر طبيعي فنحن ما زلنا نتصدر قائمة الدول الفاسدة والفقيرة ، ولذلك فمن البديهي ان يتنكر الرجل الأول فى النظام لمأساة اكبر مؤسسة وطنية "اسنيم" ، ويضرب بمطالب العمال عرض الحائط ، وبذلك يثبت بأنه رئيس للفقراء "اي الساعي الى تفقير الجميع وتجويع الجميع" ولمن يطالبه بمساواة جميع الولايات الموريتانية من حيث رجال الأعمال ، فبالنسبة لهؤلاء عليهم ان يراجعوا افكارهم ، فالمستبدين لا يهمهم ان تكون فرص وثمار التنمية يتساوى فيها جميع الشعب وجميع رجال الاعمال..
محمد ولد عبد العزيز هو العسكري السادس الذى يستولى على البلاد ، ويذل شعبه ويهين كرامة امته الشنقيطية الأبية ، فهو عندما يتبنى استراتيجية لتنمية حقل معين ، فعلينا ان نكبر اربعا على ذلك الحقل او ذلك المشروع ،فقد اعلن فى سنواته السبع الأخيرة محاربة الفساد وفى المقابل كانت البلاد من اكثر البلدان فسادا ، ورجال اعمال جدد تصدروا الساحة الاقتصادية نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر "فيل لهاه، ولد باية احمدو ولد عبد العزيز والقائمة تطول"..
وتعهد ولد عبد العزيز بالقضاء على الفقر ، وفى نفس الوقت شهدت موريتانيا فى عقده المشؤوم سنوات من الفقر والجوع وارتفاع الاسعار والبطالة ، رغم ذلك خرج الرجل وهو يرتدى بدلة غير مدنية وقال بأن موريتانيا تصل فيها نسبة البطالة الى 10% فقط ، فى حين تظهر احصائيات المنظمات العالمية المختصة بالبطالة ان موريتانيا تتصدر بلدان العالم من حيث نسبة البطالة حيث تزيد نسبتها على 45% ، بعد كل ذلك الفشل السياسي والتنموي يعود رئيس الفقراء وذلك من بوابة الاصلاح هذه المرة قالها وبصوت جهور " الصحة والتعليم" هذه الثنائية حاول ان يلعب عليهما ، ففى السنوات الماضية ونظرا لاهتمام ولد عبد العزيز بالصحة شهدت موريتانيا وباء حمى الواد المتصدع التى راح ضحيتها الكثير من المواشي " الابل فى الشمال مثلا" وفى العام المنصرم 2014 شهدت موريتانيا وبشكل خاص العاصمة نواكشوط حمى غامضة شابها الكثير من الغموض عرفت اصطلاحا
ب"حمى تيارت "..
وفى بداية السنة التعليمية المنصرمة 2014 __2015 خرج ولد عبد العزيز عن صمته هذه المرة يبدو انه تعرف على الداء الحقيقي الذى يعيق التنمية فى موريتانيا وبقية البلدان الافريقية التى كان يرأسها حين إذٍ ، عبر الرجل الفريد من نوعه والمتحيز بطبعه للفقراء عن استيائه من كون بلاد المنارة والرباط تنهش الأمية فى جسمها النحيل الذى اتعبته المعاناة ، وقالها وبدارية مسبقة "الجهل عدو الشعوب" كررها ولكن الشعب لم يفهم ثم عاد وأكدها "السنة المنصرمة 2014__2015 ...سنة للتعليم ! " ولكن الشعب لم يفهم الدرس بعد ، صنف ولد عبد العزيز ضمن السادة الرؤساء الأفارقة اصحاب الشهادات العليا حسب تصنيف (جون افريك) .
ذهب الى الحوضين وقام بمسح السبورة < انه الكوجيوطو العزيزي ؛ وليس الكوجيطو الديكارتى " مسح الطاولة"الذى من خلاله حرر نفسه من جميع الاراء المسبقة التى تتعارض مع الفكر السليم >
طلس الدكتور ولد عبد العزيز السبورة وكتب لأطفال الحوض الشرقي على السبورة "العلم نور .." ولكنهم هم بدورهم لم يفهموا ان عزيز ليس هو الإستثناء !