
يتكلم الناس كثيرا عن الشرطة و الرشوة الزهيدة البسيطة ،مائتين أوقية لوكيل شرطة أحيانا ،لكن رحم الله الحجاج ما أعدله .خرجت اليوم من المنزل بعد الغياب عنه قرابة شهرٍ، لغرض الحصول على رضوانه عز و جل ،عير حج بيته العتيق و زيارة ضريح جدى ،خاتم المرسلين ،محمد بن عبد الله عليه أفضل السلام و أزكى التسليم ، و فق متاعب الرحلة أصبحت هذا اليوم، مريضا مرهقا خاوي الوفاض .و السيارة ضعيفة متهالكة ،كالمعتاد .مررت بمصلحها فى المرآب ،عسى و عسى . و حاولت أن أقود السيارة بنفسى ،لأصل لمكتب جريدة" الأقصى" ،المرهق بالديون ،الصامد رغم المظالم ،و ظلم ذوى القربى أشد مضاضة .لكنى لم أتمكن من مواصلة قيادة السيارة بنفسى بسبب بقايا الحمى و الإعياء الشديد .فبادلت الميكانيكي المقعد . فلما تجاوزنا "نقطة ساخنة "أسمها احظاه).التقينا بزبانية مسقارو ،الضابط الشهير . فنزعوا منا السيارة بحجج واهية ،غير مقنعة ،على سبيل المثال "اسكانير "من رخصة القيادة، لا تخول حق القيادة .و بعد نقاش هادئ حضاري نسبيا،أصروا على اصطحاب السيارة ،حتى تسدد الغرامة "العزيزية" المختلقة ،على يد زبانية الطرق ،و ليس أمن و لا مصلحة الطرق إطلاقا .المطلوب عشرة آلاف أوقية و البطاقة الرمادية الأصلية، و سأصحبكم، يقول صاحب أمن الطرق ،للتسديد عند مكتب أمن الطرق بتفرغ زينه .لم أكن أملك حينها ، سوى خمسة عشر ألف أوقية، سلمت الامر للبارئ ،و ناولت العشرة ،الغرامة الظالمة ،و قلت للميكاني للتسديد . و نزلت من السيارة المصادرة ،تحت ضغط استغلال النفوذ الفوضوي ،ضد الضعفاء بوجه خاص ، مشيت فى الطريق مهموما حزينا لهذا الظلم الطافح ،الذى نعيشه جميعا،باسم مختلف الشعارت و اليافطات . أمن الطرق ،الديمقراطية ،و غير ذلك .و دعوت الله أن يخلصنا من الظالمين جميعا دون استثناء .اللهم آمين .