لن تدخله يا صالح.. فإنه عمل غير صالح..بقلم / اعل ولد بكاي

اثنين, 09/10/2018 - 15:01

تآمرت أيادي الغدر والخيانة والمكر والتزوير للحيلولة دون ولوج الزعيم صالح ولد حنن إلى قبة برلمان متوحش أغلب أعضائه من أصحاب الغرائز البنفسجية ومن العنصريين والشرائحيين والطائفيين، تكاد تنحصر المفاضلة فيهم بين السيء، والأسوأ، والأشد سوءاً...
بالتأكيد أن ذلك لا يعني نهاية الدنيا بالنسبة لزعيم وطني رفيع الخصال، عظيم الشمائل، كامل المروءة، متفرد في نبله وشجاعته وسمو خلقه، وصدق وطنيته، وخارق تضحيته..
تمعنوا في قراءة اسمه جيّدا؛ أو ليس هو الزعيم صالح ولد حنن الذي حفر لنفسه مجدا خالدا وذكرا باقيا في الذاكرة الجمعية حين خلق من اليأس املاً، ومن الاستسلام فورة إيمان لا تخبو،وشعلة نضال لا تنطفئ..
لم يكن ورما كما قال المتنبي، فتتبع الرجال خطاه خفافا وثقالا بعد أن كشف لهم زيف الزعيم الموهوم، ومرغ لهم هيبته وعفر وجهها في غبراء العاصمة غداة يوم مشهود..
لكن الأغرب في الحكاية هو تدخل جهات نافذة في السلطة من سلالة الطحالب والفطريات للالتفاف على أصوات قاعدة ناخبة منحت ثقتها عبر صناديق الاقتراع لقائد وطني فذ سيرة وسريرة ومستودع أمانة، لا يهاب الرماح حين تناوشه، ولا الصعاب حين تقارعه، ولا السيوف حين تعاوره، ولا الرجال حين تناطحه...
أوكل إليه الناخبون أمانة الدفاع عن حقوقهم السياسية والقانونية والأخلاقية في النيابة عنهم خلال انتخابات تعسرت ولادتها في غرفة الانعاش؛ لأنها ما كانت سوى مسرحية هزيلة المضمون، سيئة الإخراج لإلهاء شعب مغلوب، ولم تكن أبدا وسيلة أو طريقا للتغيير البناء، أو للإصلاح والبناء..
لكن لا مفارقة ولا عحب في الأمر مادامت هذه الانتخابات قد جاءت تغطية على حصاد مر لسنين قحط سياسي ولأشهر جفاف عجاف أيبست الضرع، وأهلكت الحرث والنسل، وهدمت النزل وأحرقت الحقل... فجاءت المهزلة تغطية على كل ذلك، ومحاولة مفضوحة ومكشوفة لإعدام التاريخ وغسل الذاكرة الشعبية والوطنية.
لن يضيف مقعد مهترئ في برلمان عاجز مثقال ذرة لرصيد الزعيم صالح ولد حنن المعنوي والسياسي والتاريخي؛ بل الأصح والأولى أن يكون وجوده في مثل ذلكم البرلمان الفسيفسائي المسخرة منقصة في حق من خلقه ربه بدرا نظيفا نيرا وطاهرا، فحرم عليه أن يلج إلا ساحة تليق بمكانته وطهره وعفته وصدقه وسمو خلقه..
فمكان مثل هؤلاء الزعماء النوادر ليس برلمان الثرثرة على الأرصفة وادعاء حق تمثيل الآخرين بأسلوب التنطع والاحتيال، وإنما مكانه ذاكرة التاريخ, و ضمير الحياة، وبين جموع المحرومين والمظلومين والمحتاجين ممن أحبهم وأحبوه، ولم يتردد لحظة في المغامرة بروحه الطاهرة ثمنا لإنصافهم وإعلاء حقهم ورفع رؤوسهم..
وفي هذا البرلمان الشعبي الكبير الذي لا يحل ولا يلغى بمرسوم؛ سيظل صالح هناك يناضل ويرهب الطواغيت كما لم يرهبهم أي برلمان في العالم.. ولسوف يعطي زرعه الطيّب أكله المبارك ولو بعد حين؛ فبين الصخور تنبت الزهور، ومن العسر ينبعث اليسر.‎
أما غير ذلك، فليس لك ولست له أيها الشهم الصالح؛ لأنه نه عمل غير صالح...