موريتانيا بين تحدى تمزيق الكيان و خطر التحامل من أجل التفرد بالحكم / بقلم عبد الفتاح ولد اعبيدن

اثنين, 09/17/2018 - 16:46

لا أملك الكثير من الوقت اليوم لبسط البحث و التعقيب على العملية الانتخاية المنتهية للتو ،فى جو من التزوبر المعهود و استغلال وسائل الدولة و تعجل آخرين للوصول لساحة النفوذ بدل آخرين .كما قلت مرارا حزب تواصل تجربة حزبية ، لها ما لها و عليها ما عليها ،غير أن بعض زوايا" الكبلة "،المهمين الحقيقي على هذا المشروع الكبير الواعد ،يعانون بصورة عميقة من الغرور الزائد بالذات ،على شاكلة انبهار البعض بذواتهم ،حتى حسبوا انفسهم شعب الله المختار .ولو حكم هؤلاء،فأول متضرر بعد الولايات الشمالية ،و بوجه خاص ،و لاية آدرار ،سيكون "اعرب" اترارزه ،لأن هذا التوجه لا يخلو ،و إن بشكل تلقائي ،بصورة غير مقصودة أحيانا ،من التاثر ببعض مخلفات حرب "شر بب" !. لكن بعض هذه السلبيات غير العميقة القابلة للتجاوز و الالتفاف الايجابي ،لا يمكن أن تغطي على الأوجه الايجابية المتعددة المتنوعة، لحزب "تواصل " ، بإذن الله .و لذا لا وجه للدعوة لحل حزب سلمي مسالم ساعد فى التنوع السياسي و الحزبي و الإعلامي ،و ضمن التجربة الانتخابية المنتهية للتو . أما التوزير فقد ساهم فيه تقريبا الجميع ،كل حسب دوره و حظه و مقداره ،إما من طرف الرأس و القيادة أو من جهة الأتباع و الأنصار ،بتوجيه مباشر أو غير مباشر . فالتزوير ظاهرة مزمنة فى التجربة الانتخابية الموريتانية ،مهما ادعى الجميع من عفة و طهر مجنح غير ملموس على أرضية الواقع . السلطة الراهنة و رأس الهرم السلطوي بوجه خاص و مافياه المحدودة ، و جلها من بعض مقربيه ،عائليا و سياسيا ،و من المدنيين بوجه أخص ،بالدرجة الأولى .هؤلاء تصرفاتهم و أساليبهم ،غطت على ايجابيات هذه التجربة الراهنة ،رغم مثالب و عيوب تلك الايجابيات ،لو سلمنا بها جدلا .فأصبح فريقهم الأكثر ظهورا ،افيل ولد اللهاه ، المتحايل على المال العام ،عبر الاستغلال البشع ،لوشيجة الصلة العائلية الوثيقة مع الرئيس .ابن خالته ، زين العابيدين ،صاحب السوابق ،الرئيس الحالي لاتحاد أرباب العمل الموريتانيين"يا بره"،زيدان صاحب البوق،و لن تفلح أمة تتعاطى مع زيدان و أمثاله . ،الذى يبتزهم على أبشع الأوجه ،ولد محم رئيس حزب الحاكم المتغلب،رمز التزلف النوعي و قلة الحياء، ولد إجاي من اكبر لصوص المال العام فى الوقت الراهن . و فى المقابل تتصدى بعض الأصوات الحرة لدعاوى الخانعين المستسلمين ،الداعين للتلاعب بالدستور مرة أخرى ، من أجل مأمورية جهنمية ثالثة ،لا قدر الله .و قد يسبب حرص النظام و أشياعه على مأمورية ثالثة انقلابا دمويا أو فتنة مفاجئة ،غير محسوبة بدقة ،فى تقدير النفعيين المتساهلين .و أما المبالغة فى رفض هذه المأمورية المثيرة، دون حساب أو حذر من الصدام الدموي ،فقد يكون سببا فى خراب هذا الكيان الموريتاني نهائيا، ليتحول جل الساكنة إلى لاجئين،لا قدر الله . ولعل الحفاظ على عافية الكيان وساكنته أولى من إصلاحه .