
عذرا مديني الحبيبة و أنا أكتب هذه الكلمات خجلاً علَّها تجرحك أو قد تغيظك أو أحدا من من خذلوك يوماً، لكني لن أتحمل إهانتك من أي كائن ما كان..
بعد مرور شوطين إنتخابيين في ظروف مشحونة بالغضب و إذكاء الفتن و النعرات و كأن المقاطعة حينها تعيش حربا ضروساً إنتهت -معركة لكويشيش- أو من كانت تسمى يوما أو تعرف لدى العامة بإنتخابات بلدية و نيابية و جهوية، و قد سادها الكثير من التجاوزات في حق الوطن و المواطن كالظلم و الغبن و الشتم و السبِّ و التنابز بالألقاب و إطلاق العبارات النابية، حيث لم تشفع القرابة و لا أواصر الرحم و لا العلاقات الودية في كبح جماح من تسول له نفسه الوقوع في أعراض الناس المحرمة شرعاً و التشهير بهم غير مبال بالقيم و الأخلاق النبيلة و مبادئ ديننا الحنيف التي تحفظ للإنسان كرامته و عرضه، كما أستعملت كافة الوسائل من ترغيب و ترهيبٍ و وعدٍ و وعيدٍ و شراءٍ للذِّمم و مورست أشكال الضغوض على الناخبين لثنيهم عن التصويت لقناعاتهم و التدخل في شؤونهم الخاصة، كما إستخدم النفوذ و السلطة و تم تسخير جميع وسائل و إمكانيات الدولة تذليلا للصعاب أمام الموالين لها و خدمة لمرشحيها من الحزب الحاكم كل ذلك و أكثر من أجل الحصول على مقعد من هنا أو هنالك، كما أن الإنحياز من لدن القيمين على العملية الإنتخابية -منذ الوهلة الأولى- و خاصة رؤساء و أعضاء اللجنة المستقلة للإنتخابات كان واضحا للعيان، من هنا غابت الحكمة و الضمير و بقيت الدولة الأم و هي من كانت تحسب أنها حاضنة للجميع طرفاً أو بمعنى أدق خصماً و حكماً ضاربة عرض الحائط بالمصالح العليا للبلد، حيث تناست أن حفظ النظام و الأمن و السكينة العامة من أولوية الأوليات عكس ما أنشغلت به و أولته إهتمامها غير آبهة بأنها مسؤولة عن العدل و المساوات بين الفرقاء السياسيين و إرساء دعائم الديموقراطية- الحُلمُ الوَهمُ- و مبادئ الشفافية صعبة المنال و الغير مطبقة إلا إفتراضياً لكي تمر الأمور في ظروف حسنة تُرضي الجميع..؛ إلا أن ما حدث مؤخرا في هذه الإنتخابات المنصرمة من شراء للذمم علناً على مرأى و مسمعٍ من الجميع خير دليل و هو نذير شؤم يوحي بعدم المسؤولية و الإتيان بالواجب الذي يمليه الضمير الأخلاقي و الديني، فحسب مصادر مطلعة أن شخصيات رفيعة المستوى في هرم السلطة
عَمَدَتْ لهذا النهج اللا أخلاقي و الذي يقضي على المصداقية في التنافس الإيجابي على الإنتخابات و التبادل السلمي للسلطة و يدوس على كرامة الإنساء ليصبح سلعة تباع و تشترى بأرخص الأثمان و كأننا في سوق أو بمزاد علني..
أما نحن كمرشحين سابقين- من حزب سياسي رائد على المستوى الوطني يشهد له القاصي و الداني بالنبل و الثبات على المبادئ و الدفاع بجدية عن حقوق المواطنين و الوقوف في صف المحروم و المظلوم و إسعاده بما أوتي من إمكانيات فإننا ندين و نشجب هذا النوع من التصرف اللا ديموقراطي و اللا إنساني لكونه يكرس الفساد و الظلم و التهميش و يمنع البلد من التقدم و النماء و الرقي بالساكنة و مسايرة الركب الحضاري، لأن هذا الحزب يسعى جاهدا بأن يعيش الكل جنبا إلى جنب في كنف دولة القانون بحرية و أمنٍ و أمانٍ، إنه حزب التجمع الوطني للإصلاح و التنمية (تواصل) حيث التشاور و تبادل الرُّؤى و الصدق في الإلتزام و الوفاء بالعهد- كنا شهود عيان على العملية برمتها- منذ إنطلاق الإحصاء الإداري ذا الطابع الإنتخابي الخاص بالتسجيل على اللائحة الإنتخابية و ما شابه من ظلم و تزوير و تجاوز على القانون لا يخفى على أحد، -بحيث سجلت خروقات جمة كان أبرزها تسجيل مئات الناخبين غيابيا بالتعاون و التمالؤ مع وكلاء الإحصاء الذين كان يفترض بهم أن يكونوا على قدرٍ من المسؤولية و بمنزلة واحدة من الجميع -حتى الإفراغ منه و كذا إيداع لوائح المترشحين من الأحزاب المشاركة- حيث عشنا التجربة لحظة بلحظة، و قد لاحظنا أن الساحة السياسية للمقاطعة و ريفها تشهد تطوراً ملحوظاً بدأ المواطن خلاله يعي أهمية صوته و كيفية مشاركته في تسيير شؤون بلده و إختيار ممثليه بعناية فائقة بعد أن كان مغشيا عليه و يعيش أوهاماً تُملى من طرف أُناسٍ لا يعرفون للمصلحة العامة للبلد سبيلا لأنهم دأبوا على ملء ذهن المواطن بتراهات لا تقدم و لا تأخر حتى أصابوه بتخمة كان سببها المغالطات و تقديم إلتزامات و وعود زائفة أوصلته لطريق مسدود، و عاد أدراجه يتلمس طريق العودة بنفسه عبر نفق مظلم آخذا في الحسبان أنه من الآن فصاعدا لن يعود لمآسي الماضي و حقبته المظلمة بل سيُحكمُ عقله و يضع مصلحة بلده و تنمية جهته نصب عينه دون مزايدات و لا بإيعاز من أي أحد، و هذه الأفكار لم تأتي من فراغ لأنها يمليها الضمير و لسان الحال بحكم أن ما يعيشه البلد من أزمات متلاحقة لم تحدث إعتباطا بل بإسهام و مشاركة تامة من من إنتخبوا هؤلاء الساسة -التي إستشرى بها الفساد و سوء التسيير حتى أصبح يجري في دمائها- جهلا منهم بما يدور من حولهم و ظنا منهم بأنهم تغيروا و هو وَهمٌ لأن ما بُنيَّ على باطل فهو باطل أو كما يقول المثل (بأن فاقد الشيئ لا يعطيه)..
أما الآن و قد قال الشعب كلمته الفيصل و عبر عن رأيه و صوت لخياره عليه أن يتحمل كافة مسؤولياته و أن لا يتذمر أو يستهجن إن حدث ما لم يكن في الحسبان لأنه هو من فقأ عينه بيده و أعاد ثلة الفساد للواجهة و إتخذ منها ممثلين له في البرلمان و أسقط بقصد أو بغير قصد من دافعوا عنه بإستماتة داخل قبة البرلمان و صدحوا بصدق بجميع مطالبه و فرضوها على الدولة إلى أن رضخت و إستجابت لها كلها، بل كان لزاما على الناخب أن يعيد الكَرَّةَ و يمنح ثقته لمن أرادوا به خيراً و حاولوا جاهدين أن يعيش في أمنٍ و أمانٍ و في عزٍّ و رخاءٍ دون تلكؤٍ أو إستكانةٍ..
كامل الودّ..
أحمد ولد نافع