
وصل ولد عبد العزيز إلى الحكم بالكذب و حكم 10 سنين (عجاف) بالكذب و سيغادر الحكم إلى المشنقة بالكذب ..
أتعجب ممن يعتقدون بأن ولد عبد العزيز يمتلك خيار أن يبقى في السلطة أو يخرج منها ويُنتظر أن يأخذ القرار بمغادرتها ؛ ولد عبد العزيز لن يخرج من مغارة علي بابا إلا في كفنه ، لكنه سيخرجها حتما..
على الشعب الموريتاني و نخبه و المهتمين بمصيره أن يفهموا أن ولد عبد العزيز حتى هذه اللحظة يعد كل طاقاته و يشحذ كل وسائله للبقاء في الحكم و يؤكدها كل يوم بألف طريقة قولا و عملا و قد أكدها ليلة البارحة أكثر و أقوى من أي وقت مضى، عكس ما يذهبه إليه الكثيرون تماما:
ـ أكدها حين قال "نتائج الانتخابات تزكية لما نحن بصدده" : ما معنى هذه العبارة ممن يعيش آخر أيام مأموريته الأخيرة؟
ـ أكدها في تهجمه على ولد داداه و سخريته منه (إعمرنا يا ولد عبد العزيز: هذا زمن انقلبت فيه كل الموازين) حين قال متهكما (بصدق) إن المادة المتعلقة بسن الترشح يمكن أن تطرح للنقاش ويمكن لنواب التكتل أن يطرحوها في البرلمان ويقترحوا تعديلها ويمكن أن تساعدهم الأغلبية في ذلك أو بعضها: لا يستطيع ولد عبد العزيز إخفاء نواياه ؛ إنه يخبر ولد داداه هنا ؛ إذا قبلتم تغيير الدستور لصالح ترشحي سآمر نواب الأغلبية بالتصويت لصالح تغيير المواد المحددة لعمر الترشح.. هذا ما أراد ولد عبد العزيز قوله بأعلى درجات وضوح الأغبياء.
ـ و أكدها مرارا و تكرارا من خلال رفضه البات أن يلفظ تحت أي ظرف كلمة "لن أترشح" و قوله باستمرار "سأحترم الدستور" التي يعتبرها الكثيرون (كما أراد بالضبط) تأكيدا لعدم ترشحه رغم وضوح سوء نواياه من خلالها ، عكس ما يراد لنا أن نفهم.
كيف لمن يستمع إلى طوفان أكاذيب ولد عبد العزيز ليلة البارحة ، أن يصدق غير أنه لص محتال لا يؤتمن و لا يصدق و لا عهد له و لا ذمة ؟؟
ـ نفى ولد عبد العزيز أن تكون الإدارة قد تدخلت في العملية الانتخابية في أي محطاتها.
ـ قال إن حزبه بعيد عن التزوير نظرا للظروف المحيطة به .. و ليس من اختصاصه التزوير
ـ قال إن حديثه عن المأمورية الثالثة كان “فى إطار الحملة الانتخابية ” و أن الشعب هو الذى يطالبه بالبقاء خلال زياراته
ـ قال أن لا علاقة له بحملة مليون توقيع من اجل المطالبة بمأمورية ثالثة.
ـ قال إن الشعب عبر عن نضجه و حريته في الاختيار في الاستحقاقات النيابية و البلدية و الجهوية الأخيرة عبر المشاركة الكبيرة التي شهدتها هذه الاستحقاقات و ما سبقها
ـ قال إن نسبة المشاركة تجاوزت 70% في نواكشوط في الشوط الأول
ـ قال إن (هذا) يعكس نضج الشعب و تعلقه بالإنجازات التي تحققت في البلاد
ـ قال إن الاموال التي صرفت في الحملة ليست من أموال الدولة و لم تكن هناك أي إرادة لاستخدام المال العام في هذه الانتخابات
ـ نفى أي تدخل للإدارة في سير العملية الانتخابية
ـ قال إن سبب المديونية التي تحولت من 77 مليون دولار إلى 3 مليار دولار ، كانت بفعل الفوائد و هي نتيجة لسياسات تراكمية خاطئة رزحت تحتها الدولة طيلة الفترة التي سبقته..
ـ أكد ولد عبد العزيز أن منتسبي الحزب الحاكم المليون و15 ألف موجودون وأنهم أشخاص تقدموا ببطاقات تعريفهم وتم تسجيلهم وتدقيقهم وقد استفاد الحزب منهم. و لا تفسير مقنع لدينا عن المفقودين من هؤلاء سوى أنهم في حدود نسبة كوميسوهات ولد عبد العزيز عادة..
ـ و كانت أم كبائر حديثه المكذوب شكره للصحافة على دورها في تقريب برامج المرشحين
من يتجرأ أمام الناس على قول مثل هذا الكلام و الحال على ما هو عليه و يفتخر حتى بإنجازاته في مجال التعليم و الصحة و البنية التحتية و أمام شعب لم يعاني في تاريخه كله مثل ما عاناه في عهد هذه العصابة ، لا أعرف كيف يمكن تصديقه في ما لا ينتظر منه مثل التخلي عن المأمورية الثالثة..
هذا إنسان مريض و مغفل و قد ظل يكذب حتى أصبح يصدق كذبه و من يتظاهرون بتصديقه من المعارضة بصفة خاصة ، يحاولون تبرير جرائمهم في حق الشعب ، ليس إلا..
على من ينتظرون أن يتصدق علينا ولد عبد العزيز من فضله بالخروج من الحكم بطريقة سلمية ، أن يفهموا أن هذا حلم لن يتحقق : و على جميع الجادين من الآن أن يستعدوا لأعنف و أصعب مواجهة في تاريخ البلد أو يتركوا الساحة لغيرهم..
ما لا تتحمله موريتانيا اليوم هو صفقات المعارضة.. و مقايضات المعارضة.. و قراءات المعارضة الخاطئة التي يراد من ورائها التغطية على عجزهم عن مواجهة هذه العصابة التي عاثت فسادا في أرضنا أكثر من اللازم بسبب أخطاء المعارضة.
ما تحتاجه موريتانيا اليوم هو معارضة يهمها ما تريده هي و ما تحتاجه موريتانيا ، لا معارضة يهمها ما يريده ولد عبد العزيز و ما يفكر فيه.