أنت أيها الأرعن الخائن، من لا يحق له أن يتحدث عن الجيش / سيدي علي بلعمش

أحد, 09/23/2018 - 19:10

في مسرحية لقائه الأخير بمن يسميهم صحافة و يسمونه رئيس الجمهورية ، قطَّبَ ولد عبد العزيز و تورَّكَ و تململَ ليقول إن الجيش مؤسسة وطنية محترمة يجب على الجميع أن يتحاشى الحديث عنها و يجلها و يقدرها ، معتبرا أن من يتكلمون عنه يسيئون إليه و يقللون من أهمية مهمته الوطنية المقدسة..

يحتقر جيشنا و يسخر منه من يعطي أعلى رتبة فيه لسمكري (tolier) مثل ولد عبد العزيز لا يتوفر على شهادة الابتدائية و لم يدخل أي كلية عسكرية..

يحتقر جيشنا حد الشماتة و التشفي من يولي قيادة أركانه للممثل الحصري للدجاج في موريتانيا..

يحتقر جيشنا و يذله و يجعل أسراره في قبضة الأعداء من يولي قيادة أركان طيرانه لأسخف زبون لكازينوهات لاس بالماس و المغرب و السنغال ؛ تلك هي أكبر إساءة يمكن توجيهها إلى جيشنا الوطني المحترم (مع وقف التنفيذ)

لو كان جيشنا مؤسسة محترمة لما تقلد فيه ولد عبد العزي رتبة جنرال ؛ و من يتجاوز هذه الحقيقة هو من يحتقر جيشنا و يسيء إليه و يضرب عرض الحائط بمستقبل البلد و أمنه و استقراره..

لو كان جيشنا مؤسسة محترمة لما قبل أن يتم توزيع الرتب السامية فيه على أساس محاصصة فئوية و جهوية بغيضة بكل هذه الوقاحة المسيئة إلى التقاليد العسكرية الصارمة ..

لو كان جيشنا مؤسسة محترمة لما تحكمت فيه مليشيا بازيب (المكونة من الأجانب و الأقارب) بهذه الطريقة المهينة ، المكشوفة التي حولته إلى سخرية تدعو إلى الشفقة ..

إن من يستحقون التقدير و الاحترام في جيشنا (و هم كثر)، مذللون و مهمشون و تحت الرقابة الدائمة لعصابات ولد عبد العزيز و منزوعو السلاح و مبعدون من القيادة و من تولي أي مسؤولية في الجيش ؛ لأنهم أوفياء للوطن .. لأنهم يحترمون مؤسسة الجيش .. لأنهم لا يرضون عن ما تقوم به هذه العصابة من تدمير لبلادهم و جيشهم و شعبهم..

لو كان جيشنا مؤسسة محترمة ، لما ذبح جنودنا في تورين و هم يتقفون العدو ليلا بأوامر خاطئة من قبل أصحاب رتب لم يدخل أي منهم كلية عسكرية ؛ حتى الدليل المدني بايَ (و هو ضابط صف شارك في حرب الصحراء) لقي حتفه معهم و هو يصرخ بأن ما يقومون به لم يسبقهم له عاقل و لا مجنون..

لو كان جيشنا مؤسسة محترمة لما تخبطت وحدتنا في دمائها بتلك الطريقة المخجلة (عسكريا) على الأراضي المالية بسبب أوامر ولد عبد العزيز الغبية التي حولته إلى أضحوكة للإرهابيين ، بعد ما وصلتهم الأوامر بالتوقف حتى الصباح من قائد شجاع متخرج من أفضل الكليات العسكرية، يتقن فنون القتال و يكترث لجرح أي جندي من جنوده..

لو كان جيشنا مؤسسة محترمة لما قبل ضباطه أن يلعبوا أدوار مسرحية "أطويلة" الوقحة في مشهد هزيل، أخجل ارتجال تفاصيله المرتبكة حتى الأطفال..

لو كان جيشنا مؤسسة محترمة لما احتال على رواتب البعثات العسكرية التي أصبح يؤجرها للموت في كوت ديفوار و وسط إفريقيا و يدعي أن من قتلوا فيها على ميدان المعركة ماتوا بسبب الحمى ليكشف الأمين العام للأم المتحدة عن زيفهم و يقدم التعازي إلى ذويهم بالأسماء و الرتب من دون أن يخجلوا ؛ كم أنتم أنذال .. كم أنتم صغار النفوس .. كم أنتم مخجلون حد المشفة ..

لو كان جيشنا مؤسسة محترمة لما تجرأ ابن ولد عبد العزيز على صفع أحد نقبائه على رأس عمله و في زيه العسكري و أمام المارة؛ لو لم يكن هذا النقيب يفكر في راتبه لا في شرفه العسكري لكان ابن ولد عبد العزيز الآن في قبره أو حمل من هناك إلى المستشفى بعلة لا تبرأ ..

نعم جيشنا المكبل .. ضباطنا المهمشون.. أبطال جيشنا الذين يعيشون تحت الرقابة الدائمة .. ضباطنا الذين تخرجوا من أفضل الكليات العسكرية في العالم و الذين يتم طردهم لأقل سبب و يتم نفيهم القسري كملحقين عسكريين في بلدان لا تربطنا بهم غير علاقات دبلوماسية خجولة ، حتى يأتي دورهم في التقاعد .. نعم ، هؤلاء نعرفهم واحدا واحدا .. هؤلاء نفتخر بهم و نقدر تجلدهم و صبرهم على الضيم و نتفهم معاناتهم و نعتز بشجاعتهم و بتعاليهم على ما ينغمس فيه الجميع من ملذات زائلة على حساب شعبهم و سمعتهم و كرامة أرضهم : نعم هؤلاء فوق رؤوسنا و مصدر اعتزازنا و أمل بلدنا ؛ أما أنتم فما أنتم إلا هوارة حقيرة بلا شرف و لا كرامة و لا عز ، فلا شهادتكم في الجيش مقبولة و لا أغلبيتكم المزورة إلا حجة للناس على وضاعتكم و حقارتكم و نذالة أصلكم..

نعم ، جيشنا محترم و يستحق تقديرنا و تبجيلنا و نعرف أفراده الصالحين كما نعرف أبناءنا ، لكنه ليس جيش ولد عبد العزيز الذي يتكلم عنه بقيادة عصابة بازيب و مليشيات ولد احريطاني و أوامر ولد عبد العزيز ؛ ذلك جيش عارنا .. جيش خجلنا .. جيش إذلال جيشنا و احتقار شعبنا و تدمير بلادنا..

نعم، إن جيشنا المضطهد .. جيشنا المكبل .. جيشنا المحاصر منذ 10 سنين .. جيشنا الصامد أمام آله قهر العصابة .. جيشنا المتحين للفرص للانقضاض عليكم .. جيشنا الرافض لمواجهة غير متكافئة سيكون شعبنا ضحيتها الأولى .. جيشنا الرافض للاعتراف بعدالة ظلم عصابتكم.. ضباط جيشنا المتسامون على العيش على مأساة شعبهم.. الرافضون الانخراط في وضاعات ولد عبد العزيز و ولد الغزواني و عصابتهم الشيطانية التي أنهكت اقتصاد البلد و أذلت أهله .. نعم ذلك الجيش الأعزل الصامد .. ذلك الجيش المهمش الرافض للخضوع .. ذلك الجيش المتألم لما نعيشه ، القابض على ما تبقى من شرف العسكرية ، المتشبث بما تبقى من سمعة الوطن .. ذلك هو جبيشنا الجدير بالاحترام و نعرف أسماءهم واحدا واحدا و رتبهم و توجهاتهم و نعي معاناتهم و نتفهم أسبابهم و ننتظر هبتهم التي ندرك جيدا أسباب تأخرها و صعوبة تنفيذها و مخاطر القيام بها من دون تدابير تم الاحتياط لها منذ وقوع أول انقلاب عسكري في البلد سنة 78 حتى اليوم..

يستطيع ولد عبد العزيز أن يفتخر ببازيب و مليشيات ولد احريطاني لكن هو من ليس من حقه أن يتكلم عن الجيش الموريتاني الأبي.. هو من لا يشرف الجيش الموريتاني أن يثني عليه كذبا و مكرا .. هو من سيعرف يوما قريبا أن أبطال جيشنا البواسل أعز من ترهاته و أكبر من أكاذيبه السخيفة. .

على ولد عبد العزيز أن يفهم أن لعبته انتهت و أن الجيش الموريتاني و الشعب الموريتاني لم يبق أمامهم إلا معركة واحدة لا تنهي إلا بالقبض على أعضاء عصابتكم الحقيرة و إيداعكم السجون ما تبقى من أعماركم الأكثر حقارة..