بالمكشوف الواضح / سيدي علي بلعمش

سبت, 09/29/2018 - 15:19

كما كنا نتوقع بالضبط و كما كنا نحذر في كل المناسبات و من غير مناسبات، ها هو ولد عبد العزيز و عصابته الشريرة يجرون البلد إلى مرحلة عنف أعمى تحتاجها أجندة بقائهم في السلطة.
و لنجعل ولد عبد عزيز هو الخاسر في كل الاحتمالات المطروحة أمامنا اليوم ، على المعارضة الموريتانية أن تعمل بجد و من دون تردد و برؤية واضحة على أن يفقد ولد عبد العزيز حليفه الداخلي (تواصل) أو يفقد حلفاءه الخارجيين أي أعداء تواصل (السعودية و الإمارات و فرنسا ...) . أما أن يستمر في كسب الاثنين كما كان حاصلا، فهذا هو ما يتجسد فيه ضعف المعارضة أكثر من أي شيء آخر..
إذا كان ولد عبد العزيز يعمل الآن بكل هذه الضغوط، على جر تواصل إلى تفاهم داخلي سيكون مدمرا للبلاد (تمرير المأمورية الثالثة بشكل أو بآخر) و وافق حزب تواصل على الانخراط في هذا التفاهم، سيكون على المعارضة بكل بساطة أن تكشف هذه المؤامرة و إعلان براءتها من حزب تواصل ليصبح جزء من النظام و هنا سيخسر النظام كل حلفائه الخارجيين ..
و إما أن يكون ولد عبد العزيز يستهدف تواصل بإملاءات من حلفائه الخارجيين مقابل ضمانات بمساعدته في الخروج من أزمته الاقتصادية و تسهيل مشروع بقائه في السلطة بشكل أو بآخر . و لا يوجد أي احتمال ثالث على الإطلاق.
و هنا يكون على المعارضة الموريتانية أن تكون واضحة مع تواصل:
ـ لا مجال اليوم إطلاقا للمشي على الحبلين
ـ على تواصل أن توضح للمعارضة الموريتانية موقفها من الحالتين
لا يستطيع ولد عبد العزيز تمرير مشروعه الشيطاني إلا بتفاهم سري مع تواصل و دعم مستميت من حلفائه المعاديين لتواصل (السعودية ، الإمارات ، فرنسا و الغرب بصفة عامة) :
إذا تفاهم مع تواصل، نتجه إلى نسف علاقته بالآخرين و إذا رفض تواصل الاتفاق مع ولد عبد العزيز على تدمير البلد بالبقاء في الحكم بأي شكل، نكون كلنا تواصل..
حلفاء ولد عبد العزيز في الخارج لا يستطيعون إذا وقفوا بكل قوتهم معه، أن يفرضوه على الشعب الموريتاني الرافض لبقائه و حلفاؤه في الداخل لا يستطيعون فرضه في غياب دعم حلفائه الخارجيين. و الاثنان على تناقض لا رأب لتصدعاته، فأين المشكلة.؟
نعم هناك مشكلة .. مشكلة كبيرة.. مشكلة مخجلة.. مشكلة غبي وحده من لا يخافها؛ هي عدم ثقة المعارضة في نفسها.. عدم ثقتها في قراءاتها.. عدم قدرتها على الخروج من وهم قدرة العصابة على بلوغ أهدافها..
اخرجوا من زريبة ولد عبد العزيز.. املؤوا الدنيا صراخا .. استعينوا بكل أشراف العالم .. احتلوا كل منابر العالم.. انزلوا إلى الشوارع .. اعتصموا في كل مكان.. واجهوا بقوة و صلابة ..
إذا كان هذا صعب عليكم (و هو عمل المعارضة في كل مكان من العالم) هل سيكون من الصعب عليكم أن تنزاحوا عن هذه الواجهة التي تملؤونها لتبرير ديمقراطية النظام و تأكيد عجز الشعب؟
ماذا نملك ، سوى أن نقول إن معارضتنا هي المشكلة؟