إلى قادة الرأي و الشباب / سيدي علي بلعمش

كل شيء في موريتانيا الآن مواتي موضوعيا و بكل المعطيات، لإنهاء نظام العصابة الحاكمة:
ـ احتقان شعبي لم يسبق له مثيل
ـ فقر مدقع يزداد وطأة و انتشارا يوما بعد يوم
ـ تلاشي الإدارة و هيبة الدولة حد الفوضى
ـ إفلاس أخلاقي و انحراف اجتماعي تجاوز كل حد
ـ انهيار اقتصادي ؛ سونيمكس ، (ATTM) ، إينير ، سنيم ...
ـ غياب كامل للمعيارية و الجدية في التعيينات ؛ ولد انجايه ، ولد الشيخ، ولد عبد العزيز ، ولد بايه ...
لقد طفح الكيل يا شعب موريتانيا .. طفح الجهل و الانحطاط .. طفح الظلم و القهر ...
موريتانيا الآن تتجه بسرعة عمياء إلى نفق مظلم .. إلى نفق قاتل .. إلى نفق نهايتها الدرامية ...
بترشحهم على رؤوس اللوائح الوطنية لأحزابهم، أعلن قادة المعارضة استسلامهم لأمر الواقع و تخليهم عن أي طموح أكبر ..
لا يوجد نظام اليوم على وجه الأرض أضعف و لا أجبن من عصابة ولد عبد العزيز ..
لا توجد معارضة اليوم على وجه الأرض أقل خبرة و أتفه مبررات من المعارضة الموريتانية ...
يبدو أننا كنا بحاجة ماسة إلى سقوط المعارضة
نعم ، هذا بالضبط هو وقت المبادرات .. هذا بالضبط هو وقت صناعة التاريخ .. هذا بالضبط هو وقت دعوة الشباب إلى التحرك :
ـ تذكروا أن حبل مشنقة ولد عبد العزيز لا ينتظر سوى أن يواجه مظاهرة واحدة في الشارع بطلقة نارية...
ـ تذكروا أن النخب القديمة أفسدوا زمنهم فلا تتركوهم يفسدون زمنكم ...
ـ تذكروا أن دولة ولد انجايه و ولد الشيخ و ولد بايه و برلمان شبيكو و جنرالات باكوتي و شبيحة ولد محم خيره من أجل نهب الجمهورية أسوأ من كل نهاية..
تحيتي إلى الزعيم أحمد ولد داداه ؛ لقد أبدى من التجلد و المسؤولية في الفترة الأخيرة ما يستحق الإشادة ..
تحيتي إلى المعارض العنيد محمد ولد بو عماتو على التزامه الثابت و عمله بالغ التأثير على زعزعة أركان نظام العصابة المرعوبة من صمته أكثر من صراخ الآخرين..
تحيتي إلى عبد القدوس ولد اعبيدنا و المصطفى ولد الإمام الشافعي على وقوفهما الدائم و المعلن في وجه هذه العصابة المارقة ...
تحيتي إلى أعضاء مجلس الشيوخ المكابرين رغم ظلم العصابة و تخلي المعارضة و محاولة طمس ثورتهم الخالدة من قبل الجميع ...
تحية تقدير و احترام و إعجاب لم أمنحه لأي سياسي موريتاني قبله، إلى من لم أره يوما في موقف يخجل نفسه أو يسيء إلى شعبه ؛ العقيد السابق الشيخ سيد أحمد ولد باب أمين ...
إلى هؤلاء أرفع قبعتي عاليا و إليهم أشير بأن الوقت يداهمنا من دون رؤية و لا خطة و لا مبادرة ...
إلى هؤلاء أرفع قبعتي عاليا و إليهم أشير بضرورة التنسيق لاستثمار هذا الاستياء العارم و التمسك بمركب المسار التائه...
إلى هؤلاء أرفع قبعتي عاليا و إليهم أشير بأن معركة انتصار أي منهم هي معركة انتصار موريتانيا ...
إلى هؤلاء أرفع قبعتي عاليا و إليهم أشير بأن خلافاتنا مع أي منهم و انتقاداتنا لأي منهم ستظل قائمة ما بقى عسيب ، من أجل أداء أفضل و مناخ أرحب و احترام أكبر ؛ فما حاجتكم أن تكونوا عزيزا آخر أو نكون ولد انجايه أو ولد الشيخ أو ولد محم خيره آخرين؟
إلى هؤلاء أرفع قبعتي عاليا و إليهم أشير بأن كل المطلوب منهم الآن هو القبض على المسار و توجيه الناس إلى الممر الآمن : تقديم شخص كفء و تفعيل القوة الناعمة لحماية الانتخابات من أي شوائب، بالقوة لا بالرجاء.
ليست هذه خيرة الشعب الموريتاني و لا أمله الأوحد لكنهم رجال وقفوا في وجه هذا النظام بقوة و صلابة و قدموا الكثير من التضحيات الجسام فحق عليهم الثناء من دون التنقيص من غيرهم...