الحقيقه _أنواكشوط ـ نشر موقع موند أفريك الفرنسي تقريرا سلط من خلاله الضوء على الخليفة المحتمل للرئيس الموريتاني الحالي محمد ولد عبد العزيز.
وقال الموقع إن الجنرال محمد ولد الغزواني يعد من المرشحين الأقوياء لخلافة محمد ولد عبد العزيز، بسبب الخصال والإجماع اللذين يحظى بهما.
وقال الموقع في تقريره الذي ترجمته “عربي21“، إن اسم رئيس الأركان السابق للجيش الموريتاني الجنرال، محمد ولد الغزواني، قد اقترح كخليفة محتمل للرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، في الانتخابات الرئاسية المزعم عقدها في شهر حزيران / يونيو 2019.
وكان من المفترض أن يتم استبدال الجنرال محمد ولد الغزواني، المؤيد الدائم والمخلص لمحمد ولد عبد العزيز منذ وصوله إلى السلطة سنة 2008، من منصب رئيس الأركان بحلول نهاية أكتوبر 2018.
ومع ذلك، مثّل تعيين هذا الضابط رفيع المستوى في منصب وزير للدفاع أول علامة على أن موعد انتهاء الحياة السياسية لهذا المسؤول لم يحن بعد له.
علاوة على ذلك، كان يُعتقد آنذاك أنه من الممكن إعادة خلط أوراق الوضع السياسي الموريتاني لصالحه.
وأشار الموقع إلى أن كل المؤشرات تدل على أن الرئيس محمد ولد عبد العزيز قد يتخلى عن الترشح لولاية ثالثة.
وفي حال قام بذلك، فلأنه لا يملك أي خيار آخر. وقد أعلمه شركاؤه الغرب، خاصة الفرنسيين والأمريكيين، أنهم لا يرفضون خروج ولد عبد العزيز من السلطة مرفوع الرأس.
وذكر الموقع أنه في حزب رئيس الدولة، الاتحاد من أجل الجمهورية، وكذلك داخل الجيش الموريتاني، ينتقد الكثيرون سرا السجل الكارثي لحكم محمد ولد عبد العزيز والتدخل المتنامي لعائلة الرئيس، بما في ذلك ابنته، في شؤون البلاد.
ومن بين النخب الموريتانية المتواجدة في السلطة منذ الاستقلال، تعالت أصوات قدمت المشورة للرئيس ولد عبد العزيز بعدم السعي وراء فترة ولاية جديدة.
وأعلن وزير الخارجية الموريتاني السابق والسفير السابق للأمم المتحدة في غرب أفريقيا، أحمدو ولد عبد الله، معارضته لولاية رئاسية ثالثة يعلن عنها الرئيس الحالي.
ومن المظاهر الأخرى لانتشار مناخ من عدم الثقة تجاه الرئيس الحالي، نصح يحظيه ولد بريد الليل، الذي يتبنى الأيديولوجية القومية، الرئيس ولد عبد العزيز “بالترفع”.
كما كتب أن “موريتانيا، التي تعاني من وضعية صعبة، بسبب التبذير ومشاكل أخرى، قد شهدت الكثير من الأعمال المتهورة التي لم تظهر وضوحا وإنما قلقا وأحادية على مستوى اتخاذ القرار”.
وبين الموقع أن الأمر الأشد خطورة يتمثل في تصاعد وتيرة الاحتجاج الداخلي، الذي يُجسده بيرام ولد عبيدي زعيم المعارضة المناهض للعبودية، والذي انتخب نائبا في شهر سبتمبر من سنة 2018، علما وأن حركته تتعرض اليوم لقمع شديد. قد حصل بيرام ولد عبيدي على تضامن معارضة موحدة وشديدة المعاداة للسلطة.
ويبدو الجنرال ولد الغزواني مؤهلا خلال السنة المقبلة لتسلم مهام رئيس الدولة بدلا من ولد عبد العزيز، تماما كما نصب بوتين رئيس وزرائه دميتري ميدفيديف في سنة 2008 رئيسا للبلاد. والجدير بالذكر أن ولد عبد العزيز، الذي لا يثق بأحد، قد قام بتثبيت جهاز مكون من مؤيديه.
ففي شهر ديسمبر من سنة 2018، عيّن الرئيس وزير الدفاع السابق، جالو مامادو باتيا، رئيسا للمجلس الدستوري.
وقد مكن انتماء هذا المسؤول إلى الموريتانيين السود، وهم مجموعة عرقية مهمشة تماما وممنوعة من الوصول إلى المناصب العليا، الرئيس الموريتاني من الظهور كما لو أنه موحد للشعب.
وأورد الموقع أنه في السياق ذاته، قال دبلوماسي غربي “إن خطة ولد عبد العزيز تتمثل في إجبار ولد الغزواني على الاستقالة بعد سنة أو سنتين من تسلمه الحكم. ويأمل الرئيس الحالي استئناف مهامه الحالية فقط، بعد الحصول على ضمان من المجلس الدستوري حول الدفاع عن شرعية مثل هذه اللعبة”.
في الواقع، لن تكون هذه المناورة سهلة. فقد استفاد الجنرال الغزواني بالفعل من العديد من الامتيازات، التي لا يستطيع الرئيس الحالي الذي يلقى معارضة داخلية وتجاهلا دوليًا، المطالبة بها.
علاوة على ذلك، يحظى الغزواني بدعم واسع في أوساط الجيش الموريتاني، الذي يعتبر أبرز أسس السلطة منذ الاستقلال، الأمر الذي لا ينطبق على ولد عبد العزيز الذي أجبر على تعيين حارسه الشخصي على رأس كتيبة الأمن الرئاسي.
وقد أدى هذا الأمر إلى جعل العديد من الكوادر العسكرية العليا تعبر عن استنكارها.
كما تجعل أصول ومسيرة الجنرال ولد الغزواني منه شخصية محترمة بعيدة عن العشائرية والوصولية التي تحيط بالأوساط الرئاسية اليوم. وبشكل سري، تأمل شخصيات المعارضة في الحصول على منصب مماثل لذلك الذي يحظى به هذا الجنرال.
كما يشيد حزب “تواصل” الإسلامي، الذي قاد المعارضة في الانتخابات التشريعية الأخيرة التي تم تنظيمها في شهر أيلول / سبتمبر الماضي، بالتزاماته الروحية.
وفي الختام، أفاد الموقع بأنه في نظر الرئيس الموريتاني، يكمن خطأ ولد الغزواني الوحيد في خصاله، التي من المؤكد أنها ستشوه صورة سلفه ولد عبد العزيز، في حال وصوله إلى السلطة.
المصدر: عربي21