الحقيقة _أنواكشوط _في خرجته الإعلامية الأخيرة عبر مقابلة بثتها قناة CNEWS التلفزيونية الفرنسية بشان دور القوات الفرنسية المشاركة في عملية « برخان » بمنطقة الساحل (مالي والنيجر)؛ على هامش احتفالات 14 يوليو بباريس؛ قال قائد أركان الجيوش الفرنسية، الجنرال فرانسوا لوكوانتر François Lecointre : « لو لم نكن هنا، ولو لم نتدخل مع الأوروبيين الذين يواكبوننا في تسيير هذه الأزمة الأمنية الخطيرة، لانهارت تلك البلدان بشكل تلقائي؛ أذ ينمو فيها الإرهاب بشكل لا يمكن التحكم فيه؛ وقد يمتد لاحقا ليظهر في فرنسا وأوروبا؛ وبالتالي نشهد ظواهر هجرة يستحيل ضبطها ».
تصريحات أثارت عاصفة هوجاء من ردود الأفعال الغاضبة داخل الأوساط السياسية والفكرية وعبر وسائل الإعلام وصفحات شبكات التواصل الاجتماعي في شبه منطقة الساحل؛ خاصة في مالي وبوركينا فاسو.
مقالات وتدوينات وتغريدات وتصريحات حملت انتقادات لاذعة للحكومة الفرنسية عموما، ولقائد جيوشها على وجه الخصوص؛ حيث ذهب العديد من المحللين والمدونين والكتاب إلى تذكير الجنرال الفرنسي بأنه لولا تدخل القوات الفرنسية في ليبيا سنة 2011 لما تفكك هذا البلد بعد مقتل زعيمه، معمر القذافي، جراء قصف الطيران الفرنسي؛ ولما تحول إلى مرتع لأخطر التنظيمات الإرهابية التي بدأت في التمدد نحو بلدان الساحل المجاورة فهددت كيان دولة مالي.
وذكَّر بعض هؤلاء قائد الجيوش الفرنسية بمشاركته شخصيا في الحملة التي قادتها أمريكا ضد العراق مطلع العام 1992، وفي عملية « تيركواز » العسكرية الفرنسية للتغطية على حرب الإبادة في رواندا سنة 1994، وفي البوسنة والهرسك إبان جرائم التطهير العرقي ضد المسلمين في سريبرينيتسا (1993- 1996)...
موقف كان يستوجب ردة فعل رسمية من حكومات دول G5، بما في ذلك استدعاء وزير خارجية موريتانيا لسفير فرنسا في نواكشوط... ولو من باب « التشاور » على الأقل !