مآسي الأوساخ والعطش والصحة تدخل سكان عدل بكرو في واجهة الاحتجاجات والاعتقالات..!؟

اثنين, 05/11/2015 - 22:40

الحقيقة(عدل بكرو):تظاهر العديد من سكان مركز عدل بكرو الاداري شرق موريتانيا مطالبين بتوفير المياه الصالحة للشرب بعد تزايد أزمة العطش التي أودت بحياة سيدة في مستشفى العيون بالحوض الغربي بعد أن ثبت للأطباء أن سبب هذه الوفاة ناتج عن العطش..

وكنا قد بدأنا في اعداد تقارير عن واقع هذه البلدية التي تعيش أوضاعا مزرية بسبب شح المياه والإهمال على المستوى الصحي وغيره من الخدمات الضرورية؛ حيث وقفنا على تلك المعاناة أثناء تواجدنا في زيارة رئيس الجمهورية التي أدّاها للحوض الشرقي.

يتظاهر اليوم سكان هذا المركز الاداري الحدودي احجاجا على عدم تلبية مطالبهم الملحة التي رفعوها  في وجه رئيس الجمهورية وابلغوه اياها.

وقد أدى هذا الواقع حسب بعض المتظاهرين اتصلوا بنا اليوم في وكالة الحقيقة الاخبارية  ليعربوا عن خيبة أملهم في الأساليب التي واجهتهم بها الادارة من قمع وحبس لا لاشيء سوى أنهم عبروا عن عدم رضاهم على نسيان رئيس الجمهورية لهم ولمطالبهم الملحة التي قدموها له.

البلدية وموجة القمامة..؟!

يشكل منظر القمامة المظهر الابرز في وجه المدينة؛ حيث تتطاير الأوساخ في كل مكان؛ وعندما حاولنا أن نسأل المواطنين عن هذا الواقع اجمعوا على أن المشكلة تعود بالأساس إلي البلدية؛ وأنهم لا يعرفون عن العمدة أي شيء؛ فلم تقدم البلدية في نظر هؤلاء بأي دور يذكر في شتى المجالات..

وأثناء تقصينا للحقيقة حصلنا على جملة من المعطيات عن واقع هذه البلدية؛ وهي أن الضرائب تجبى من الحيوانات الاليفة والغير اليفة والبشر والشجر؛ إلا أن دور هذا المرفق مازال غائبا بفعل صراع سياسي بين العمدة وبعض المستشاريه أدى به إلي الاختفاء عن الأنظار..

هذا الواقع الذي تنطقه صور القمامات المتطايرة في كل مكان اصبح بؤرة للأمراض والأوبئة؛ وقد انعكست على مناخ هذه المدينة الريفية.

وحسب ما صرح لنا به في وكالة الحقيقة الاخبارية مستشار في بلدية عدل بكرو أن دخل البلدية من الضرائب كبير؛ والميزانية من أكبر ميزانيات نظيراتها من البلديات؛ إلا أن الدور الذي يجب أن تطلع به مازال غائبا نتيجة للسياسة الضبابية التي ينتهجها عمدة البلدية..وحمل عمدة البلدية والادارة السبب وراء مآسي سكان البلدية؛ وذلك نتيجة لتقاعسهم عن مسؤوليتهم في هذا الصدد..

عدل بكرو..وخدمات الصحة المفقودة..!؟

ليست خدمات الصحة في هذه البلدية بأحسن حال؛ حيث يعتمد سكان هذا المركز الإداري الهام على خدمات نقاط صحية في دولة مالي الشقيقة يتنقلون إليها بمرضاهم؛ وذلك بسبب انعدام أبسط مقومات الصحة في هذه البلدية..

حاولنا  ايجاد القائمين على الصحة هناك لكننا لم نوفق؛ وهنا اعترضنا العديد من المواطنين في هذه المدينة ليعبروا لنا عن خيبة أملهم من واقع الخدمات بصورة عامة؛ والصحة بصورة خاصة؛ حيث صرح لنا العديد منهم بأنهم ينقلون مرضاهم لتلقي العلاج في نقاط صحية في قرى في حدود جمهورية مالي الشقيقة.

واقع قد لا يصدقه البعض لكن الزائر لهذه المدينة الرعوية الهامة سيجد ما قلناه عناها بأقل من واقع يرزح تحته سكان هذه البلدية الحدودية؛ الذين ينظرون لغد أفضل مع كل اشراقة شمس..رغم أن هذه الأحلام مازالت بعيدة المنال؛ في ظل أزمة العطش التي لم تحل بعد رغم الوعود..وحينها ربما يكون لهم الحق في أن يحلموا بتحسين ظروف الصحة والتعليم والبئة والزراعة والتنمية الريفية وغيرها..

موفد وكالة الحقيقة الاخبارية