
نريد (و هذا أقل حقنا) أن يتوقف الفساد في بلدنا المنهك الذي أصبح يتذيل كل التقارير الدولية في الفشل و على رأس كل تقارير النهب و الفوضى و الذي يحتل اليوم في آخر تقرير لمنظمة الشفافية الدولية (2019) المرتبة 137 من أصل 180 دولة في ترتيب مؤشر الفساد ، بينما احتلت السنغال المجاورة المرتبة 66 .
ـ هل يعقل اليوم أن يكون الشعب السنغالي يصرخ و يتظاهر في الشوارع بسبب فشل حكومته في الحد من الفساد و نكون نحن راضين يهذه النتيجة الكارثية؟
الحلول الارتجالية ليست سوى نوع آخر من الفساد
الحلول الجزئية ليست سوى نوع أخطر من ترسيخ الفساد
الحلول المؤقتة دليل على غياب أي استراتيجية
و اللجوء إلى الدعاية دليل على الإفلاس و غياب الرؤية و الاستسلام للفشل.
موريتانيا اليوم في وضع خطير ، تحتاج إلى إصلاح شامل في كل القطاعات ، بعدما ألحقت بها عصابات النهب من تدمير : نحن الآن نعيش على حافة ما يعرف بـ"ما قبل الصوملة" كما كان يراد لها بالضبط من قبل عصابة الأشرار التي حكمتها مدة عقد و نصف.
موريتانيا اليوم بلد منهك ماديا، ضعيف خارجيا و هش داخليا، تتربص به الأعداء من كل حدب و صوب (داخليا و خارجيا)، يحتاج إلى نظام قوي ، يقنع الجميع بقدرته على الإصلاح و فرض النظام و دكتاتورية القانون .
المطلوب اليوم للخروج من هذا الوضع المزري لا يختلف عليه اثنان:
ـ إعادة ممتلكات الدولة
ـ إبعاد أي موظف فاسد عن الإدارة ، بعد محاسبته و توبيخه
ـ فرض سلوك انضباطي مع هامش مسامحة صفر
و في تقريرها الأخير، أعلنت "منظمة الشفافية الدولية" أن "مساهمة المال في الفوز في الانتخابات و توطيد السلطة و تعزيز المصلحة الشخصية" أي علاقة المال و السياسة ، "هي السبب الرئيسي في انتشار الفساد في هذه البلدان" و هي أمور أعتقد أننا نفهمها جيدا أكثر من غيرنا.
على هذا النظام المتخبط في الأخطاء ، المتردد في كل قرارته، المتهيب في اتخاذ أي إجراء ، الغامض في توجهاته و الواضح أنه لا يملك أي استراتيجية و لا رؤية ، أن يفهم أن بلدنا لم يعد يتحمل المزيد.
و عليه أن يقرر أن يكون :
ـ شفافا في تسييره
ـ صادقا في توجهاته
ـ واضحا في تعامله مع الشعب
ـ صارما في فرض احترام هيبة الدولة و سيادة الإدارة.
أغبى الناس اليوم هو من لا يفهم أن الإصلاح هو أهم حزب و أهم دعاية و أهم و أسهل طريق للبقاء.
و ليس أغبى منه ، سوى من يعتقد أنه يستطيع اليوم الاستمرار في الحكم بالتسويف و التلاعب بعقول الناس و مغالطتها بالأكاذيب و الدعاية السخيفة.
كنا نقول لولد عبد العزيز منذ مجيئه المشؤوم "ستدفع يوما ثمن عربدتك و استهتارك و حماقاتك
و ها نحن نذكركم بها اليوم قبل فوات الاوان.
ــــــــــــــــــــــ
و اسمعوا الفيديو المرفق لتتعلموا كيف تتكلم الرجال