وثيقة إسرائيلية داخلية تحدد مستقبل العالم بعد أزمة كورونا

اثنين, 04/13/2020 - 16:41

نشرت صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، وثيقة داخلية أعدتها شعبة التخطيط السياسي بوزارة خارجية الاحتلال، حول ما أسمته "المستقبل الكئيب للعالم"، بعد انتهاء أزمة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19".

وأشارت الصحيفة إلى أن الوثيقة تناولت أيضا الجانب المتفائل، الذي يعزز وضع إسرائيل على المستويين الاقتصادي والسياسي، لافتة إلى أنه قام بإعداد الوثيقة أكثر من 20 دبلوماسيا وخبيرا في وزارة الخارجية الإسرائيلية.

وتتوقع الوثيقة أن قرية التجارة الحرة العالمية المفتوحة بالكامل، لن تبقى كذلك بعد كورونا، مبينة أن "العالم يسير في أزمة اقتصادية تذكرنا بالكساد العظيم في أواخر عشرينيات وأوائل ثلاثينيات القرن العشرين، حينما انخفض إجمالي الناتج المحلي العالمي بالفعل بنسبة 12 في المئة".

وأكدت الوثيقة أنه من المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه، مع معدلات بطالة ضخمة في الولايات المتحدة وأماكن أخرى ومن المتوقع أن تقلل الأزمة الاقتصادية العالمية، الطلب على الغاز، ما يضر بمخزون استراتيجي تعتزم إسرائيل الاعتماد عليه في السنوات القادمة.

وتوقعت أن تضيف الأزمة الاقتصادية منافسة أكثر حدة بين البلدان، ولا سيما على الموارد الصحية، وأن يستمر الطلب العالمي الهائل على الإمدادات الطبية، مؤكدة أن الجمع بين هذه التوترات، والأزمة الاقتصادية وشلل عالم الطيران، سيؤدي إلى قواعد جديدة للعبة، في ما يتعلق بالتجارة العالمية.

وبحسب الوثيقة فإن التجارة الحرة كما هي معروفة اليوم ستتغير في اتجاه عزل الدولة، ومن المتوقع أن تعيد البلدان بناء سلاسل الإنتاج والإمداد الداخلية، لا سيما في المجالات الحيوية للأمن القومي، على الرغم من التكاليف الاقتصادية التي ينطوي عليها.

ورجحت الوثيقة أن تتخذ الدول خطوات لتقييد تصدير المكونات الحيوية، مثل المعدات الصحية، من خلال فرض التعريفات والقيود الأخرى على الصادرات والواردات، معتبرة أن أزمة كورونا تشكل عاملا مسرعا، لعملية صعود الصين كدولة عظمى عالمية.

وأشارت إلى أنه "رغم أن فيروس كورونا خرج من الصين، إلا أن بكين خرجت قوية لأنها كانت أول من انتعش من الأزمة، وهذا الأمر يمنحها تفوقا على الولايات المتحدة، كما أن المساعدات التي تمنحها الصين إلى دول متضررة، وغياب رغبة أمريكية لأن تكون الشرطي الدولي، يحسن مكانة الصينيين قياسا بالأمريكيين".

وبحسب تقدير الوثيقة، فإن تغيير توازن القوى بين الولايات المتحدة والصين، سيصعد التوتر الهائل القائم حاليا، مشددة على أن "مواجهة الصين، هي أحد القضايا القليلة التي عليها إجماع في المؤسسة السياسية الأمريكية، في عصر التقاطب السياسي الشديد للغاية في الولايات المتحدة".

وأوصت الوثيقة بأن تستمر إسرائيل بالسياسة التي اتبعتها حتى الآن، "بالحفاظ على العلاقات الخاصة مع الولايات المتحدة كمصلحة عليا، واستغلال فرص اقتصادية وأخرى مقابل الصين".

وفي منطقة الشرق الأوسط، توقعت الوثيقة أن يتسبب وباء كورونا بأزمات فيها، مشيرة إلى أن مصر والأردن، تواجهان أوضاعا اقتصادية صعبة، وقد تواجهان عدم استقرار أيضا بعد كورونا، إضافة إلى تحطم الاقتصاد الإيراني، ما قد يقود النظام إلى الانطلاق لتطوير سلاح نووي من أجل الحفاظ على بقائه، إلى جانب أن تتوسع صفوف منظمات مثل القاعدة و"داعش".