آخر فرصة لولد بوعماتو/ بقلم: عبد الفتاح ولد اعبيدن

سبت, 05/02/2020 - 15:32

السيد محمد ولد بوعماتو، الظلم لا ينسى، ومرارته تصعد إلى القلب والصدر أحيانا، وقد كتب الله في أزله، أنني لست من طينة بعض القوم الذين عهدتهم، فأضحوا على غرار المثل الحساني "لكليب أروم ألا خي ناكو".
لست كلبا ولو كنت كذلك، لتمنيت أن أكون كلب أهل الكهف.
شخصيا يغلب على توقعى،أنه في الدنيا لن تهدأ بيني وبينك الأجواء، لقد تجاوزت الحد في حقي، ولم ترعى أي اعتبار بيني وبينك، ولا أريد أن أذكركم بما كان ينبغي أن يردعكم عما فعلت، لكنك قد فعلت!.
فقد غرك المال، وقد غرّ من قبلك كثيرون، وغرّك السلطان والقرب منه، سواء كان عزيزا أو سيد وختو من بعدهما، ورميت بي في غياهب الجب، وكنت سببا في دخول والدتي السجن،رحمها الله، وأنا وحيدها، حيث كانت رحمها الله، تأتي مرارا وتكرارا، لسجن دار النعيم، وأنت أيها الظالم المتغطرس الغشوم، تتقلب ذات اليمين وذات الشمال، على "أسرة" (جمع سرير)المال الحرام والمشبوه.
وكنت سببا في دخول أبنائي كلهم للسجن، وهم صغار، جاؤوا أيها المغرور، من مدينة أطار ليزوروا أباهم، في عقر سجن دار النعيم.
ورب الكعبة لن تنتهي الخصومة بيني وبينك، إلا عند الصراط، فاختر لنفسك أحد الطريقين، وهي فرصة أتيحها لك شفقة ببعض الاعتبارات الخاصة، التي لن أذكرها في هذا السياق.
إن كنت تتصور أنني أريد مالك فأنت لا تعرف تاريخ موريتانيا وصلة محيطي بالمثابرة، وإن ابتغوا المال فذلك لا يعدو بحثا عن وسيلة للعيش الكريم و"السترة"، كما يقول بني حسان، أما السلطان فقد ذهب عنك إلى غير رجعة، بإذن الله.
ومن الأفضل أن تتصل بي، وسأذيعها وأعلنها، وتعتذر، فأنت الذي وبرشوتك ومالك الحرام، رشوت بعض القضاة، ودفعت لمحامين كثيرين و "صحافة بشمركة" طامعة حقيرة معروفة، فحولت ظلما الملف من قانون الصحافة إلى القانون الجنائي، فحكموا علي ظلما وعدوانا بسنة نافذة وثلاثمائة مليون أوقية، بالوحدة الحسابية القديمة، وسجنت قبل الذهاب إلى المحاكمة.
أجل دخلت السجن أربعة أيام وخرجت بحرية مؤقتة، بتدخل رئاسي، و بعد تدخل برلمانيين مشهورين، إبان تقديم الزين ولد زيدان لبرنامج حكومته 2007، وكان من بينهم زميلي القديم الوفي، محمد جميل ولد منصور، لكن كما قلت أفلحت في سجني قبل ضغوطهم، وبعد أخذ ورد وصرف كثير في جيوب الكثيرين، جعله الله حميما في بطونهم، عسى أن تدينني عبر شبكة قضاء حقير مرتش، مرتهن لمن يمسك، بتلابيب المال الحرام والكرسي المغتصب!.
حوكمت يوم الأربعاء، 24 أكتوبر 2007، ويممت وجهي نحو دبي في الإمارات، غير هارب ولا خائف، لكنني أعرف إصرارك على قتلي وتصفيتي جسديا، وإن أقدمت على ذلك وقتها،كانت ستكون فتنة، لا تبقي ولا تذر، "فتنة كربلائية" بامتياز، فدما الشرفاء، عادة لا تذهب سدى.
ولفرط قناعتك بالمال والحكم، وتأثيرهما، سعيت سعيا لتوريطي مرة أخرى، عبر الانتربول، وقد سعيت عن طريق الإماراتيين، وكريم واد وعن طريق شبكة علاقاتك الواسعة، فأفلحت في تسليمي يوم 30 نوفمبر 2008، لنظامكم الانقلابي، وكان وقتها ولد عبد العزيز رئيسيا انقلابيا بامتياز، وقد أزاح سيد ولد الشيخ عبد الله، الذي تآمر معكم أنت وعزيز ضدي.
اليوم ذهب سيدي عافاه الله، إلى مزبلة التاريخ، غير مأسوف عليه، ملقيا في قرية لمدن المنسية، وعزيز الانقلابي، المتحايل على نطاق واسع على المال العمومي الحرام، يتردد بين بوادي اينشيري وقصره المنيف المشيد على الحرام، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال تعالى : { يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا } ( المؤمنون : 51 ) ، وقال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم } ( البقرة : 172 ) ، ثم ذكر الرجل يطيل السفر ، أشعث أغبر ، يمدّ يديه إلى السماء : يا رب يا رب ، ومطعمه حرام ، ومشربه حرام ، وملبسه حرام ، وغُذّي بالحرام ، فأنّى يُستجاب له ؟ ) رواه مسلم .
وبعد أن عدت من المنفى واستقر بك الحال في هذا البلد، الذي طالما لعبت بماله ورؤسائه، واليوم تسعى لتصفية الحسابات تدريجيا، مع خصومك، الذي كان أحد أبرزهم، صديقا وحليفا لك، الرئيس السابق، محمد ولد عبد العزيز، وتفاديا لدخولك في معمعة جديدة، لن تكون مثل الماضية.
لكن كما قلت، المطلوب أن تتصل بي وتعتذر، وسأنشرها وأذيعها، وأفتح المجال وحتى اليوم الأخير من رمضان.
وأنت تعرف قصتك، مع استغلال النفوذ واستغلال الكثير من نقاط الضعف المزمنة في هذا البلد، وقد وصلت عبر ذلك إلى ما وصلت إليه، لكن على خلاف سليمان عليه السلام، حطمت مساكن النمل!
أقول لك ينبغي أن تعلم أنك حطمت الكثير من الاعتبارات المعنوية والمادية، ولأنك لا تستطيع تعويضها، فأطالب بالاعتذار بصورة علنية، هذا هو الحل الوحيد، وموقن أنك بسبب الكبر، لن تقدم عليه، فأبشر بطول خصام متنوع مشروع، دنيا وآخرة.
قال الله تعالى: "وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ".
وأقولها مجددا، لا أعتقد أن هذا الخصام سينتهي، قبل أن يأتي يوم الحسم الأكبر، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، لأنني لا أقبل تجرع مرارة الظلم وليس ذلك من طبعي، ولا تهمني الألقاب، حين أكون مظلوما، والعفو الأجمل عند المقدرة، ولم أقدر عليك بعد.
والله هو القدير، فاسأله أن ينتقم لي منك، دنيا وآخرة، إن لم تبادر بالاعتذار الصريح العلني الواسع الانتشار.
اللهم آمين.