صحيفة إيرانية: تغريدة لخامنئي تفتح تكهنات تغير سياسة البلاد

أحد, 05/10/2020 - 16:14

تساءلت صحيفة إيرانية حول مغزى تغريدة للمرشد الأعلى علي خامنئي، "كان قد غرد بها في مناسبة مولد الإمام الحسن".

وكتب خامنئي في تغريدته مساء الجمعة الماضي: "أعتقد أن الإمام الحسن المجتبى أشجع شخصية في تاريخ الإسلام.

فقد استعد أن يضحي بنفسه وباسمه بين أصحابه المقربين، لأجل المصلحة الحقيقية، وجنح للسلم، لحماية الإسلام والحفاظ على القرآن وتوجيه الأجيال اللاحقة".

وقال موقع "إيران إنترناشونال" إن خامنئي ذكر بهذه التغريدة جزءا من خطابه قبل 5 عقود حول "صلح الإمام الحسن"، والذي استشهد فيه عام 2013 من أجل السماح بإجراء مفاوضات مع الولايات المتحدة، وعبر عنه حينها بـ"المرونة البطولية".

وذكر خامنئي لأول مرة يوم 5 أيلول/سبتمبر 2013، خلال اجتماع مع رئيس وأعضاء مجلس الخبراء، أن "المرونة وفن المناورة البطولية في جميع المجالات السياسية مهمة مطلوبة ومقبولة"، ولكن "هذه المناورة لا تعني تجاوز الخطوط الحمر، أو التراجع عن الاستراتيجيات الأساسية، أو عدم الاهتمام بالمثل العليا".

وأشار حينها إلى "المشاكل الاقتصادية والسياسية والأمنية والثقافية باعتبارها سبب المرونة البطولية".

وفي خطاب موجه لقادة الحرس الثوري، يوم 17 أيلول/سبتمبر 2013، قال خامنئي: "عالم الدبلوماسية هو عالم من الابتسامات، ونحن لا نعارض الحركات الصحيحة والمنطقية والدبلوماسية، سواء في عالم الدبلوماسية أو في عالم السياسات الخارجية".

وكان خامنئي قد أشار في عام 2014، وفي بداية المفاوضات النووية التي أدت إلى الاتفاق النووي، إلى خطابه عام 1973، والكتاب الذي كتبه عن "صلح الإمام الحسن"، وأثار سياسة "المرونة البطولية"، قائلا: "إن المرونة ضرورية جدا في بعض المواقف".

وقال في 13 آب/أغسطس 2014، في اجتماع مع وزير الخارجية محمد جواد ظريف، ومسؤولين آخرين في الوزارة، إن "هناك سمة أخرى للمهارة الدبلوماسية وهي المرونة البطولية، والتي يعتبر سلام الإمام الحسن المجتبى من أعظم الأمثلة التاريخية عليها".

وفي وقت لاحق اختفت عبارة "المرونة البطولية" من قاموس خامنئي، بحسب ما قالت الصحيفة الإيرانية، موضحة أن ذلك بدا واضحا بعدما "أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي وصعد سياسة العقوبات ضد طهران، ورد خامنئي على التحرك الأمريكي بالقول إن الأمريكيين إذا مزقوا الاتفاق النووي، فإننا سوف نحرقه".

في المقابل قلصت إيران التزاماتها بالاتفاق النووي شيئا فشيئا. وتصاعد التوتر، خلال الأشهر الماضية، في العلاقات الأمريكية الإيرانية، وبلغ ذروته باغتيال الولايات المتحدة قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني مطلع العام الجاري، وردت إيران بقصف قاعدتين لقوات أمريكية في العراق.