قال موقع "دار الإفتاء المصرية": كان على بن أبي طالب -كرم الله وجهه- أول من شرى نفسه في سبيل الله، ووقى بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ ففي ليلة الهجرة المباركة أتى جبريلُ عليه السلام رسولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: لا تَبِتْ هذه الليلة على فراشك الذي كنت تبيت عليه.
قال: فلما كانت عتمة من الليل اجتمع على بابه المشركون لتنفيذ خطتهم المجرمة بقتل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مكانهم، قال لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: نَمْ على فراشي وتغطى ببردي الأخضر، فَنَمْ فيه، فإنَّه لن يصل إليك شيء تكرهه منهم، لذلك سمي عليًا رضي الله عنه بأول فدائي في الإسلام لأنه افتدى النبي الكريم بنفسه ونجاه الله تعالى من القتل بفضل صنيعه هذا.
وولد سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه بعد ثلاثين سنة من حادثة الفيل، ولدته أمه السيدة فاطمة بنت أسدٍ في جوف الكعبة، وأما أبوه فهو أبوطالب الذي ورث سيادة قريش بعد أبيه عبد المطلب.
وفي غزوة خيبر قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ غَدًا رَجُلًا يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ، يَفْتَحُ اللهُ عَلَى يَدَيْهِ، لَيْسَ بِفَرَّارٍ»، فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عليًّا رضوان الله عليه، وهو يشكو من عينه، فنفخ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في عينه فبرأت، ثم قال له: «خُذْ هَذِهِ الرَّايَةَ فَامْضِ بِهَا حَتَّى يَفْتَحَ اللهُ عَلَيْكَ»، ودنا من الحصن ليخرج إليه أهله فقاتلهم، فضربه رجل من اليهود، فطرح درعه من يده فخلع علي أحد أبواب الحصن فجعله درعًا له!، فلم يزل في يده وهو يقاتل، حتى فتح الله تعالى عليه، ثمّ ألقاه من يده حين فرغ، يقول أحد الصحابة الذين كانوا معه: فلقد رأيتني في نفرٍ سبعةٍ أنا ثامنهم، نجهد على أن نقلب ذلك الباب، فما نقلبه!
تولى مهام القضاء والفتوى في عهد الخلفاء أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم أجمعين واشتهر بين الصحابة بعلمه لكتاب الله وفهمه الدقيق الثاقب، وكان مما أُثر عن سيدنا عمر رضي الله عنه قوله: "اللهم إني أعوذ بك من معضلة ليس لها أبوالحسن"، يعني سيدنا علي كرم الله وجهه.
وعن مقتله قالت "دار الإفتاء المصرية" كما نقلت "مصراوي": تسلل أحد الخوارج المجرمين اسمه عبدالرحمن بن ملجم ليلة السابع عشر من شهر رمضان المعظم، سنة أربعين من الهجرة، وضرب سيدنا عليَّا على رأسه وهو يستعد للذهاب لصلاة الفجر، أملًا في الفوز برضا امرأةٍ من الخوارج، وعدته أن تتم زواجها منه إذا نجح في خطته في قتل أمير المؤمنين، فقتله ليخسر الدنيا والآخرة.