ارتداء الكمامات في الأماكن العامة لم يعد اختياريًا، فبدءًا من السبت سوف يكون ارتداؤها إلزاميًا في أماكن التجمعات ووسائل المواصلات وغيرها حسب قرارات الحكومة المصرية الأخيرة، وهو ما يثير السؤال حول حكم المسح على الكمامة عند الوضوء، خاصة إذا كان سيظل الشخص مرتديها طوال تلك الفترة، هل هو جائز؟
أكد أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، والدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بالأزهر الشريف، أنه لا يجوز ترك غسل الوجه مطلقًا فهو ركن من أركان الوضوء وليس له بديل ولا يمكن أن يستبدل بالمسح.
فيقول ممدوح في تصريح لصحيفة "مصراوي" إن "الله تعالى فرض غسل أعضاء مخصوصة لتحصيل الطهارة في الوضوء، ومن هذه الأعضاء الوجه، ولا يجوز ترك غسل الوجه إلا عند تعذر غسله فيلجأ حينئذ للتيمم"، مؤكدًا أنه لا يجوز المسح على ما يغطي الوجه أُثناء الوضوء بدلًا من غسله مهما كان العذر، أما بالنسبة في حالة الخوف من العدوى للأطباء أو غيرهم، فيقول ممدوح أن الواجب في هذه الحالة أن يأخذوا كافة التدابير الوقائية الطبية الممكنة ويتمموا وضوءهم على الوجه المطلوب شرعًا.
بينما نبه الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بالأزهر الشريف، أن غسل الوجه في الوضوء هو ركن من أركانه لأن الله تعالى قال في سورة المائدة: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ ..".
فغسل الوجه ليس له بديل ولا يمكن أن يستبدل بالمسح، يؤكد كريمة، فلا يمكن تركه إلا في حالة واحدة وهي أن يصاب أحد في وجهه ونحوه ووضع جبيرة أو جبس فيجوز ان يمسح عليه، لكن غسل الوجه لا بدائل له اطلاقا، وذلك لوجود احتياطات طبية يمكن ان يتخذها الطبيب أو الممرض أو المسعف او من يرتدي الكمامة خوفًا من الوباء، فينصحه كريمة بأن يضع مطهرًا على وجهه ويخلع الكمامة ويرميها ويغسل وجهه لأنه ركن من أركان الوضوء، ثم يرتدي كمامة جديدة، وذكر كريمة انه من الجائز في هذه الحالة الجمع بين الصلاتين مع الإتمام إذا تعذر عليه الوضوء لكل صلاة، فيجوز الجمع بين الظهر والعصر ولكن يصليهم تامين، أي أربع ركعات بدون قصر، وكذلك جمع المغرب والعشاء، سواء جمع تقديم أو تأخير، وشدد كريمة قائلًا "لا يجرؤ أحد على القول بمسح الوجه لأن الآية واضحة"، وأوضح كريمة أن الصلاة بالكمامة جائزة ولا شيء فيها وكذلك مع ارتداء القفازات "الجوانتي".